حديث بالقلم

حديث بالقلم

سالم ابوخزام  

بدأت تتشكل وتظهر في ليبيا الآن جملة من الأحزاب السياسية ، يعاب عليها كثرتها مما سيفقد بعضها عناصر القوة ، وستكون واهنة ضعيفة ، لعدم القدرة على التموين والمقرات المجهزة وكافة الإمكانات اللازمة حيث ستكون شكلية فقط . بعضها سيتعثر ولن يقوى على المشي خطوات نحو الأمام . إن هذا الرقم الكبير بعدد الأحزاب يدل على رغبة الجموع في ممارسة الديمقراطية دونما شك ، كما أنها ستكون معاول هدم للبناءات القبلية التي أفرزت عناصر سيئة ضعيفة بالدولة الليبية وبعضها لايزال مستمرا حتى الآن .

بكل صراحة سيرتاح شعبنا تماما من وراء اللهث المستمر حول القبيلة التي أضعفت الولاء للوطن . إنما بعض الأحزاب ستظهر قوية من حيث قياداتها وهياكلها التنظيمية ومقراتها وإمكانياتها الأساسية ، وفوق كل ذلك إعدادها لبرامجها السياسية الطامحة نحو الوصول للسلطة لتحقيق آمال الشعب الليبي في إعادة السيادة وتحقيق الرفاهية. وعلى كل حال سنفرد موضوعا منفصلا للأحزاب السياسية للكتابة فيه . الأحزاب في ليبيا حديثة وجديدة وعلينا أن ننتظر خبرة في هذا المجال ، ولا مانع من الاستعانة بالتنظيمات الحزبية في منطقتنا العربية على وجه الخصوص ، مالها وما عليها .

الأحزاب في بلادي من أولى مهماتها إنقاذ ليبيا مما هي فيه وإن أحزاب المقدمة ستكون معنية بالإنقاذ الحقيقي للشعب الليبي وليس الحكم . أيضا وفي تقديري ستكون هناك بعض الأحزاب الرئيسة وأخرى صغيرة وغير قادرة على صناعة البرامج الثقيلة والفعالة من أهم الأحزاب خلال الفترة القادمة سيكون حزب موطني ، والحزب الديموقراطي بالإضافة إلى حزب الحركة الوطنية الليبية ، هذه الأحزاب تضم قاعدة شعبية واسعة وبرامج رصينة ثابتة وقادرة على المنافسة لحكم البلاد أو عمل ائتلاف مع أحزاب أخرى للمشاركة السياسية. مؤكد وخلال فترات ليست هينة سيظهر لنا دستور محترم ورصين يستند على إرثنا الدستوري القديم إبان دولة المملكة الليبية ومابعدها من إعلانات دستورية وصولا إلى قاعدة دستورية تؤدي الغرض المطلوب في انتخاب رئيس للدولة . على الأخص بعد إدراك شعبنا أن لامناص من إعداد دستور جيد يتماشى وطموحاتنا وهذا الإرث المحترم والغني ، عوض مشروع الدستور المشحون عيوبا ومغالطات متسرعة ستضعنا أمام منعطف تاريخي من أخطر مايكون .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :