بقلم :: أحميد عويدات
لا يزال الكثير من مدّعي الوطنية و الحب لهذه البلاد ،جاثمين على صدور أبناءها.
سبع سنوات مرت على البلاد لم تخرج لنا من طيّاتها الّا القصّر الجهّل ،أتت لنا بمذاهب جديدة هجرها من في الأصل أنشئها ،تبعها أيضاً صبيتها الذين بقيت أجمل أحلامهم هي نكاح تلك الحور العين.
أبدا لن تجد فيهم شخص مّمن أفتى بنشأتهم يصفهم بالقتلة ،لأنهم يعلمون في ذواتهم بأنهم مخطئون ،في ذواتهم يعلمون أنهم مثلهم مجرمون مثلهم إرتوت عقولهم بنفس خطاب كراهيتهم التي يحاولون زرعها هنا طيلة سنين.
أخرها هي ما شهدناه قبل أيّام في مدينة الكفرة ،الفتاوى التكفيرية او الاقصائية الآتية من نجد أو حتى من قنصليتها في الشرق بما تحتويه من نفس كريه ،و دعواتها الدخيلة علينا التي لا تعبر عن الدين الحنيف و لا مقاصد الاسلام في شيء ،و محاولات اشعال هذا النوع من الحروب هي ليست وليدة اللحظة بل منذ سنوات و سفهاء الاحلام حدثاء الأسنان يحاولون اشعال فتيل هذه الفتنة ،ولا تختلف فتوى تكفير الإباضية السابقة في العام الماضي و ما نستمع اليه كل جمعة من شتم و سب للمذهب الصوفي و تحريضهم على اتباعه حتى وصلت لتدمير أضرحة أوليائهم و أخرهم السنوسي ،و هذا رغم موقف الصوفية بعدم الانجرار لهذه النزاعات و رفضها لحمل السلاح ضد اي شخص.
المضحك في الأمر بشكل عام أنهم يعتبرون أنفسهم أولياء على دين الله لدينا ،الدين الذي أتى إلينا قبل أن يوجد بن عبدالوهاب و حتى بن تيمية .
الله سبحانه و تعالى جعل لنا هذه الحياة امتحاناً ،فقط تكفّل بشرح الدروس لنا عن طريق رسله و أنبياءه ،و تركنا نجتهد في حل الإمتحان حتى يأتي يوم إعلان النتيجة ،ومنها تتلقى البشرية جمعاء صحائفهم إمّا ناجحين أو راسبين .
لكن لا تصر هذه الفئة على أنّ الله قد سرّب لها جميع الأجوبة مسبقاً و هم الوحيدون المخوّلون بفتح أبواب الجنة للناس ،كذلك بتسميتهم مسلمين أو لا.
لقد بدأ التاريخ العربي الإسلامي يتقيأ كل رواسبهم المتراكمة بعضها فوق بعض منذ قرون …. و لهذا السبب أقول أن الوضع الحالي يمثل نقطة تقدمية في المسار العام لحركة التاريخ الاسلامي ،لا ريب في أنّ الثمن سيكون فيها باهظاً و هذا من لازلنا ندفع تكلفته الآن ،التاريخ دائماً ما يتقيأ أحشاءه ،و هذه المرة سيكون التغيير بشكل تام لأنها عملية إجبارية.
ما يمكن استخلاصه تفصيلاً الآن هو ان طريق التخلص من ثقافة الكره و أهلها ستكون أصعب ممّا كان عليه طرد صبيتهم الصغار من درنة و سرت ،هذا الورم سيتطلّب نزعه الكثير و الكثير خصوصاً مع بدايتهم في التغلغل خلال مفاصل الدولة كما فعل صبيتهم سابقاً ،هذا زيادة على تقسيم الناس على حسب طوائفهم و اعراقهم كأنهم ذلك العرق السامي الذي يتصف به اليهود منذ أوائل الزمان إلى الآن ،يجب ان تكون دعوات الكراهية الدينية مرفوضة على جميع الأصعدة و يجب ان تبدأ أساساً من علماء المذاهب في ليبيا انفسهم ،لإغلاق جميع الطرق على الكراهية الاتية من نجد و شبه الجزيرة ، ترسيخاً لمبدأ التعايش السلمي المجتمعي أولاً و ترسيخاً للدين المتجذر في هذه البلاد منذ أكثر من الف سنة ،بعيداً عن وهم اعتقاد تلك الفئة بأن الله قد جعلهم أوصياء على دينه و معتنقيه , و أختارهم دون غيرهم لتطهير دينه الذي تعهد جل جلاله بحفظه