بقلم :: سالمين خليفة
جعلتموني داعشية. . يا دعاشنة الوطن والضمير
استبد بي الحزن والأسى حتى الاختناق أمس عندما سمعت عن خبر تسليم نساء داعشيات لأنفسهن. . تحديدا عندما قالوا بأنهن من أفريقيا. .
تخيلتهن “مريم ” وأخواتها وبنات قريتها الفقيرة الغافية على إحدى ضفاف بحيرات إثيوبيا .. واللواتي عبث القدر والسماسرة بأحلامهن في البحث عن حياة كريمة يعشنها من عرق جبينهن والكفاح والكد الشريف. . احلامهن واخوتهن واهلهن في الهجرة إلى بلد أوروبي لعين على صهوة مركب مهتريء الشراع والمجداف . من سمسار إلى وغد وصلوا إلى نقطة العبور وهي ليبيا المترنحة في بحر الظلمات العظيم. . من مركب إلى آخر صاحبه نخاس وحشاش يقوم بانزالهم بالقرب من شاطيء التسعين في سرت في جنح ليل الضياع والانتكاسات العظيمة لهذا الوطن على أساس أنها الشاطيء المنشود ..
تقع النساء سبايا في الصباح بينما يبحث السمسار عبر أستار البيت المتهرئة المتآكلة عن صفقة أخرى. .
رغم أن مريم كانت من نصيب “الأمير”. .إلا أنها ظلت حتى اليوم الأخير تهرب وتهيم على وجهها في الشوارع شاردة القلب والإرادة باحثة عمن يجيرها ولا مجير لها ولا للوطن.. .
وتعود مريم في كل مرة مصفدة اليدين والاحلام كما كل من يعيش في جحيم هذا البلد
ملاحظة. . اتحدث عن مريم كحالة “خاصة”. . ضحية .. وليست جلادة جاءت إلى هنا بمحض المؤامرة .