حصار مدينة درنة عقاب جماعي فهل استحقته؟

حصار مدينة درنة عقاب جماعي فهل استحقته؟

درنة :: صافيناز محجوب

ليس الأمر بجديد حصار مدينة درنة ليس الأول وكما يبدوا لن يكون الأخير فمذ شهور طوال والبوابات التي أقيمت علي جميع الطرق المؤدية للمدينة تمنع دخول شاحنات الوقود مما أعطي فرصة لتجار الحروب في إدخال الوقود بطريقتهم الخاصة وبيعها للمواطن باغلي الإثمان  مع عدم توفر السيولة في المصارف ومعاناة المواطن وعدم قدرته علي توفير احتياجات أسرته من الغذاء حتى إن الكثير من طلاب المدارس أصبحوا يتساقطون كأوراق الخريف بسبب سوء التغذية ناهيك عن المرضي الذين لم يعد يستطيعون توفير العلاج وشراءه مما أدي إلي انتكاس حالتهم والبعض الأخر توفاه الله

بعد أن تخلصت المدينة من الدواعش الذين عاثوا في المدينة قتلا وتهديدا استبشر أهل المدينة خيرا ولكن ما حدث خيب كل الآمال فقد زاد الخناق علي المدينة وتعرض الكثير منهم للاعتقال عند الخروج  من المدينة وأصبح رب الأسرة يخرج إلي محطات وقود المدن المجاورة لتعبئة سيارته بالوقود وان عاد محملا ببعض البنزين  اخذ منه وسكب علي الأرض في البوابات فلا يسمح بحمل الوقود وكم من رب أسرة فارق الحياة بسبب حادث عندما كان يملئ سيارته من الخارج ويعود مسرعا لأخذ أبناءة من مدارسهم وعلي الرغم من كل ذلك صمد أهل المدينة وصبروا علي مضض لعل الغد يكون أفضل ولعل الحكومة الموقرة تنظر لحالهم إلا إن الحال ازداد إلي ما ينذر بكارثة إنسانية .

في الأيام القليلة السابقة قام مجلس شوري مجاهدي درنة بإسقاط طائرة حربية وموت الطيار ففرض حصار خانق علي المدينة ما دخل المدينة فيما يجري فان كان الجيش يريد الرد علي من اسقط الطائرة فمجلس الشورى متواجد خارج المدينة فلما يتم معاقبة المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما حدث , منع دخول وخروج أي شيء من المدينة ، الأدوية والمواد الغذائية والغاز وكل متطلبات الحياة ومن أراد الخروج من المدينة يخرج سيرا علي الأقدام يجتاز الحواجز الترابية إما السيارات فلا خروج لها ،لم يرحموا مريضا لا يقوي علي السير ولا عجوز لا تستطيع المشي حتى مريض السرطان سار عبر تلك الحواجز وسقط فاقدا للوعي ولم ينظر لحاله وكم تعرض رب الأسرة للضرب عند محاولته الخروج والاعتداء عليه وعلي من معه بالاهانات أمام زوجته وأطفاله

انطلقت صفارات الإنذار من مستشفي درنة بسبب نقص الأكسجين ونفاذ بعض الأدوية فحضانات الأطفال إن توقف الأكسجين مات من فيها  والحالات الطارئة التي تحملها سيارات الإسعاف خارج المدينة منعت البوابات مرورها دون ادني رحمة أو شفقة .

توقفت الأعمال والمؤسسات عن العمل بسبب نقص الوقود وبذلك توقفت كل السيارات المدينة أصبحت شبه خاليه الناس تعاني الجوع والحرمان المنظمات الدولية تندد بالحصار علي المدنيين وبالوضع الإنساني الذي ينبئ بكارثة إنسانية وحكومتنا الموقرة (وزن من طين وأخري من عجين) فلا استنكار ولا ادني إشارة تفيد أنهم أحياء .

عقاب جماعي الخاسر الوحيد منه هم سكان المدينة الذين توقفت شركة الخدمات في مدينتهم عن العمل وتراكمت القمامة مما يبشر بكارثة بيئية وإمراض معدية ولكي يزيد الطين بله شركة المياه تعلن عجزها عن الاستمرار في العمل مما يعني توقف إنتاج المياه والكهرباء للمدينة .

كل محاولة الحكماء والشيوخ ذهبت أدراج الرياح وكلما جاء الأمل بفتح الطريق يأتيك الخبر بان أولياء الدم أغلقوها .

إغلاق المنافذ المؤدية للمدينة ووضع الحواجز الترابية ومنع الغذاء والدواء ألا يشبه الأمر ما يحدث في القدس أنها سخرية القدر وتقلب الأحوال وفساد الضمائر وذهاب الأخلاق مدينة درنة التي سارت قوافل مساعداتها إلي كل المدن التي حوصرت وفتحت أبوابها لكل من جاءها نازحا اليوم تغلق أبوابها ويجوع أطفالها ولا حياة لمن تنادي يا حكومة ليبيا أليس فيكم رجل رشيد .

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :