تقرير : حليمة بن نزهه
* “تحديات تفعيل النشاط المدرسي: أصوات المعلمين والطلاب تكشف العقبات”
* “نحو تعزيز النشاط المدرسي: توصيات من الأساتذة والطلاب”
* “غياب النشاط المدرسي: تأثيراته على تنمية المهارات واكتشاف المواهب”
* “ضرورة توفير المرافق والموارد: مفاتيح تفعيل النشاط المدرسي”
* “التأخر في المنهج الدراسي: عائق أمام تفعيل النشاط المدرسي”
* “مناشدة لتخصيص وقت محدد: النشاط المدرسي ينتظر الفرصة المناسبة”
* “النشاط المدرسي كتجربة تعليمية: إشراك الطلاب في المزيد من الأنشطة المحفزة”
تعاني مدارس مدينة سبها في ليبيا من غياب حصص النشاط المدرسي في السنوات الأخيرة، وفقًا لما أكده مدير مكتب النشاط المدرسي في مراقبة التربية والتعليم بالمدينة “أنور النمار”.
ويعزى هذا الغياب إلى عدم وجود معاهد متخصصة في المجال، مما أدى إلى تقدم سن المعلمين المسؤولين عن النشاط وعجزهم عن أداء وظائفهم بفعالية. بالإضافة إلى ذلك، يعاني النشاط المدرسي من توقف مخرجات التعليم في هذا المجال.
يشير النمار إلى أن نقص الموارد والاهتمام داخل المدارس، وعدم توفر البنية التحتية اللازمة لممارسة النشاطات المدرسية، وقلة الثقافة العامة، هي بعض الأسباب الأخرى وراء هذا الغياب.
ويركز النمار على أن عدم وجود معاهد متخصصة ونقص المدرسين في هذا المجال يعدان تحديين رئيسيين. ويلاحظ أن كلية التربية هي الكلية الوحيدة التي تدرس هذا المجال، ولكن معظم الطلاب الذين يدرسون فيها من المناطق الأخرى، ويتميز العنصر النسائي بالتفوق، نظرًا للظروف الاجتماعية التي تجعل النساء يعملن لفترة ثم يتوقفن عن العمل.
ويوضح النمار أن هذه العقبات الموجودة تؤدي إلى قصور في الأنشطة داخل المدارس. وعلى الرغم من كل هذه التحديات التي واجهها النشاط المدرسي في المدينة، إلا أنه لم يمنع ذلك من المشاركة في عدة مسابقات على مستوى البلدية وعلى مستوى ليبيا. فقد شاركوا في مسابقات في مجالات مختلفة مثل كرة القدم والسباقات والمسابقات التثقيفية، وحققوا نجاحات ملموسة في هذه المسابقات.
ومع ذلك، يثير النمار تساؤلًا حول أسباب عدم مشاركة البنات في المسابقات، رغم أنهن يشاركن مناطق أخرى. في الماضي، كانت مدينة سبها رائدة في المشاركة في المسابقات، خاصة فيما يتعلق بالعنصر النسائي. ويعتبر أن هذه الظاهرة المؤثرة على النشاط المدرسي في المدينة، ويأمل أيضًا في أن يدرك أولياء الأمور أهمية النشاط ودوره في بناء الطلاب وتطوير مواهبهم.
و يعلن النمار أن هذا العام سيكون عام النشاط المدرسي، وقد تم وضع خطة لتعزيز النشاط في المدارس. ويتضمن ذلك تعيين منسق نشاط في كل مدرسة ليكون المسؤول عن تنظيم الأنشطة وتوجيهها.
كما يشدد النمار على ضرورة دعم الدولة بميزانية للنشاط المدرسي، حيث كانت مساعدات المؤسسات التعليمية والجهات المعنية غير كافية في الفترة السابقة.
ويعتقد السيد النمار أن تعزيز النشاط المدرسي سيساهم في تعزيز تجربة التعلم للطلاب وتطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية.
على صعيد آخر، يرى النمار أنه ينبغي العمل على توعية أولياء الأمور بأهمية النشاط المدرسي وتأثيره الإيجابي على تطور أطفالهم.
كما يشير إلى أن النشاط المدرسي ليس مجرد وقت ترفيهي، بل يساهم في بناء الثقة بالنفس وتنمية المهارات الاجتماعية والقيادية للطلاب.
ويضيف من المهم أن تلتزم الدولة بتوفير الموارد اللازمة والبنية التحتية لتعزيز النشاط المدرسي في مدارس سبها. يجب أيضًا توفير تدريبات مستمرة للمعلمين المسؤولين عن النشاط المدرسي، وتشجيع التعاون مع المؤسسات والمجتمع المحلي لتوفير فرص إضافية للطلاب للمشاركة في الأنشطة المدرسية.
و يرى النمار أن إعادة إحياء النشاط المدرسي في مدارس سبها سيكون له تأثير إيجابي على الطلاب والمجتمع بأكمله. يجب أن تكون النشاطات المدرسية جزءًا لا يتجزأ من تجربة التعلم، وينبغي على المدارس والمجتمع العمل معًا لتوفير البيئة المناسبة لتنمية قدرات الطلاب وتعزيز روح الانتماء والتعاون بينهم.
ويتضح من خلال تصريحات الأستاذ ارحومة أبوخزام أن الأسباب المؤثرة في غياب تفعيل النشاط المدرسي تتنوع وتتضمن عدة جوانب منها عدم تفعيل مواد النشاط المدرسي وعدم إدراجها في جدول الحصص. ففي حالة عدم تخصيص وقت محدد للأنشطة مثل الإذاعة المدرسية والنشاط الموسيقي والمسرح وحصص التدبير المنزلي، تتأثر تنمية واكتشاف المواهب لدى الطلاب، خاصة في المجالات الفنية والرياضية.
وتشير نزيهة سالم، مديرة مدرسة ذات النطاقين، إلى أن غياب مُدرسي ومدرسات النشاط يعتبر أحد أسباب عدم تفعيل النشاط في المدارس. وتوضح أن غياب الإمكانيات والمرافق المناسبة لممارسة الأنشطة، مثل المعامل والأدوات الرياضية، يعيق تنفيذ النشاط المدرسي بشكل مناسب.
من جهة أخرى، توضح المعلمة مبروكة خنجر، نائبة المديرة في مدرسة موسى بن نصير، أن النشاط المدرسي موجود في جدول الحصص الأسبوعي، ولكنه يقتصر على حصة واحدة في الأسبوع ولمدة 45 دقيقة فقط. وتشير إلى أن ضيق الوقت وعدم توفر المكان المناسب والأدوات الرياضية يعتبران عوامل تحدٍ في تفعيل النشاط المدرسي بشكل كامل.
وتؤكد المعلمة فاطمة علي أن التأخر في المنهج الدراسي يعد سببًا آخر في غياب النشاط المدرسي، حيث يستبدل النشاط بحصص أكثر تركيزًا على المواد الأساسية.
ومن جانبها، تشير غزالة محمد، معلمة في مدرسة ثانوية الجديد للبنات، إلى أن النشاط المدرسي موجود في جدول الحصص الأسبوعي، وعندما تكون الحصص في الفترة الأخيرة، ينصرف الطلاب إلى منازلهم بعد الانتهاء من الدروس.
ومن جهة أخرى، تعبر الطالبة في مدارس التعليم الثانوي عن وجود حصة النشاط المدرسي في جدول الحصص الأسبوعي، ولكنها تقتصر على مرة واحدة في الأسبوع لمدة 45 دقيقة فقط. وتشير إلى أنه على الرغم من وجود الحصة، إلا أن المدرسة نفسها لا توفر الأنشطة التي تجعل الطلاب يستمتعون بالرياضة، حيث يفتقرون إلى وجود المواد و المرافق المناسبة. وتعتبر هذه الحصة بالنسبة للطلاب فقط تنفيسًا بين الحصص ولا يعتبرونها نشاطًا فعليًا.
وتؤكد فاطمة محمد ، مديرة مدرسة نجوم فزان للتعليم الخاص، على أن المدرسة مهتمة بهذا الجانب بشكل كبير موضحةً أنهم حققوا نجاحات في الأنشطة الرياضية، حيث حصلت مدرسة نجوم فزان على المرتبة الأولى في دوري كرة القدم العام الماضي وتلقت عدة ميداليات وتراتيب متقدمة خلال السنوات السابقة.
تلخص تصريحات الأساتذة والطلاب أن الصعوبات التي تواجه تفعيل النشاط المدرسي في المدارس، تتمثل في عدم تخصيص الوقت الكافي للنشاط وعدم توفر المرافق والمواد اللازمة.