حقيقة وحدة حركة التحرر العربي

حقيقة وحدة حركة التحرر العربي

  • د. محمد عمر غرس الله باحث ليبي

مقيم ببريطانيا إن قوى الوعي الثاقب الفارق في أمتنا العربية مدعوة لأن تضع مواجهة ومقاومة المشروع – الذي يدمر أمتنا – في سياق التحرر العربي من العراق وسوريا إلى اليمن وليبيا ومرتكزاً على مقاومة الأمة في فلسطين المغتصبة، سياق المقاومة الكبرى لهذا المشروع الذي يريد استكمال طريقه بتدمير مصر والجزائر وإدخالهما في فتنة وركوبها كما فعلوا بالعراق وليبيا واليمن وسوريا. إن السياق العربي في مقاومة الهجمة الغربية وربيبتها في المنطقة والأنظمةالوظيفية التي تعضدها، هو الذي يمكننا من فهم مايجري تحديداً وهو الذي يمكننا من فهم التقاطعات واللعبة ومراحلها وتنوعها وأشكالها. إنها روح إرادة ومقاومة عربية للهجمة الشاملة على أمتنا، وسياق التحرر العربي هو المعيار الحقيق الذي يعطي معنى واضحا وشاملا وحقيقيا وفعليا عن إرادة الأُمة العربية العظيمة التي استهدفها هذا المشروع ليحرف طريقها نحو معارك جانبية يتحول فيها الكيان الغاصب ومشروعه ومن ورائه إلى حليف (تحويلنا قومية سنية متحالفة مع الكيان الغاصب).

هذا المشروع يستهدف أمتنا تدميراً وحرباً خاصة وجديدة تعتمد على سيطرة وسطوة التلفزيون على القطاع العريض من الناس، المشروع الذي يعمل على القتل الاجتماعي والديموغرافي، والقتل الاقتصادي نهباً ماليا للأرصدة المالية ورصيد الذهب الوطني والعربي، وسرقةً وحرقاً وتدميراً وتجريفاً لما أنجزناه طوال سبعين عاماً بعد الاستقلال. إننا لسنا قبائل تبحث عن مغانمها القبلية المريضة الغشيمة التافهة، ولسنا مناطق تبحث عن مغانمها المناطقية الموهومة الغبية، إننا قوة تحرر عربي واحدة امتداد لكفاح ونضال عمر المختار وسلطان باشا الأطراش وللأمير عبد القادر الجزائري وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجبهة التحرير الوطني الجزائري، امتداد لجهاد أحمد الشريف السنوسي وعبد الحميد بن باديس والشيخ ماء العينين والدغباجي وعلي الشنطة ومحمد فكيني وعبدالنبي بلخير ومحمد بن عبدالله البوسيفي وخليفة بن عسكر وأحمد عرابي والطاهر أقانتلا وكاوسن وصنبير والشيخ الكنتي والشيخ الأنصاري… وعبدالقادر وأبيه موسى الحسيني… إلخ. امتداد لمقاومة الشعب الفلسطيني البطل، امتداد لعبد الناصر، وامتداد للضباط الوحدويين الأحرار، امتداد تاريخي لقوى التحرر العربي على امتداد الخريطة العربية، اليوم في المعارك التي تخوضها القوات المسلحة العربية الليبية والجيش العربي السوري والجيش المصري، وما يمثله الجيش الشعبي الوطني الجزائري والجيش الموريتاني .إلخ في مواجهة الذين يسعون لتفتيتنا أكثر وأكثر عبر( تحالف الشعوبية، المال والإعلام والفتوى واللعبة الدولية) وبالجماعات المسلحة وقطعان الإسلامويين بداعشهم وبغداديّهم وصلابيّهم وغنّوشيّهم وأردوغانهم والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين وتفرعاته وبناته وأخواته ومن لف لفهم من (قطرائيل) وبرنار ليفي وعزمي بشارتهم وقناة جزيرتهم وأخواتها وبناتها من مجموعة فضائيات التلفزيونية المكرسة لتتويه الأمة وإدخالها في فتن داخلية، ومراكز اللعبة الدولية القذرة وكينيستها في تل أبيب وأذرعه وامتداداته والمرتبطين به وبمناهجه.

إن مقاومتنا اليوم مقاومة عربية شاملة مترابطة في أمتنا من المحيط إلى الخليج، وهي ليست مقاومة طائفية ولا قبلية ولا مناطقية، ولا يجب أن ننجر نحو التتفيه والحط من روح الإرادة العربية، وحشرها في ثنايا القبلية والمناطقية والجزئيات والإقليمية التي يريدها لنا مركز المال وقوى الهيمنة. فالمقاومة العراقية الباسلة تحتاج منا تدوين وتقديم وكتابة تاريخها النضالي في مواجهة الاحتلال الأمريكي البريطاني الظالم، بوعي ثاقب ولا يجب أن نقبل التعمية عليها وتصنيفها بأوصاف شعوبية ومناطقية ومذهبية يصنعها مركز العلاقات العامة لقوى الاستعمار الجديد والهيمنة، وهذا ما يجب أن نفعله بوعي ثاقب وفارق في تنوع مقاومتنا على الخريطة العربية. إن إرادة المقاومة في أمتنا واحدة المعنى والمدلول والروح والمنطلقات فيما يجري في العراق ليبيا وفي سوريا واليمن ولبنان قوى تحرر عربي واحدة تستخدم ما أمكن من الإمكانيات، تواجه الظلم والهيمنة وأذرعه وأدواتها، مقاومة مترابطة روح أمة عربية واحدة وجسد واحد يواجه تعدد أنماط من الحروب وأجيالها المتطورة الخبيثة، حتى وإن تباينت طرق مقاومتنا، فإنها في العمق واحدة المعنى والإرادة، منبعاً واحدا ومصدراً واحدا وإرادةً عربية واحدة. اللهم فاشهد اللهم قد بلغت.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :