حوار “تيتيه”

حوار “تيتيه”

___محمود السوكني__

كثر الحديث عن مشروع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة  الذي أسمته “الحوار المهيكل” الذي يهدف إلى جمع مختلف الأطراف حول طاولة واحدة ، يلتقون على ضوء  خارطة الطريق السياسية الجديدة -كل الخرائط السابقة كانت توصف بالجديدة- التي أعلنتها البعثة في شهر اغسطس الماضي ، وإتفق على عقدها في شهر نوفمبر الجاري على أربع مجموعات عمل رئيسية تتناول ملفات المصالحة الوطنية وحقوق الإنسان والحوكمة والأمن والإقتصاد بإعتبارها الملفات الشائكة التي تعتبر أساس حل كل المشاكل العالقة .

هذه ليست المرة الأولى التي تطرح فيها المنظمة الأممية مبادرة أو مسار أو خارطة طريق لإنهاء الوضع المتأزم في ليبيا ، كل المحاولات التي  سبقتها فشلت ، وكان أحد أسباب ذلك، إنعدام التجاوب من قبل الأطراف السياسية وعدم تقبلها للمخرجات التي تنتهي إليها تلك اللقاءات على إختلافها ؛ فما الذي يضمن نجاح المبادرة الجديدة ؟ بمعنى أوضح : هل تحظى هذه المبادرة بمن يقف جدياً ورائها لضمان نجاحها ؟ هل تملك هذه البعثة الأممية القدرة على فرض إلتزام الأطراف السياسية على تنفيذها ؟

جميعنا يعلم أن من يمتلك القوة هو من يملك القرار ، فهل تستطيع البعثة الوقوف في وجه حملة السلاح ؟ هل هي قادرة على منع النهب المستمر لثروات البلاد وتحد من توغل دواعش المال العام ؟! هل تضمن أن لا تولد أجسام مماثلة تحول دون تنفيذ بنود المبادرة ؟

الإحتراب الغير مبرر تلتهب نيرانه هنا وهناك ولم نجد من هذه البعثة كسابقاتها سوى التنديد والشجب والدعوة إلى ضبط النفس !

وبإعتبار أن الإنتخابات هي الحل فإن من يعرقلها  ويفشل المبادرات معلوم لدى البعثة ومنظمتها كما هو معلوم لدى الجميع ، فلماذا نمارس عادة غرس الرؤوس في الرمال ؟

إذا كانت هناك جديّة لعمل جاد من هذه الأطراف السياسية التي رزئنا بها ، فلماذا لم يتم الإستفتاء على مشروع الدستور الذي أقرته الهيأة التأسيسية بتاريخ 2017/07/29 وكان جاهزاً للإستفتاء عليه بناءً على قانون الإستفتاء الصادر من مجلس النواب في 2018/11/27 ! أم أننا -كما يروجون- في حاجة إلى دعم تفعيل دستور الإستقلال المعتمد من الأمم المتحدة لينهي مرحلة الإعلان الدستوري ومخرجاته وإتفاقات الصخيرات وچينيف ولقاءات برلين ، والحوارات الدولية التي لا طائل من ورائها ؟

يا سيدتي الفاضلة “هانا تيتيه” أقولها لكِ بكل وضوح : أنا وغيري من أبناء هذا الشعب الطيب المغلوب على أمره ، نعتقد -أغلبنا متيقن- أن كل مايجري الآن ، وعبر زملاءك الذين سبقوك ليس سوى إضاعة للوقت ، وأن منظمتكم العتيدة تفضل إدارة الأزمة على حلّها ! ولعلكم تبينتم ذلك من خلال مداخلات مندوبنا في مجلس الأمن .

بوضوح أكثر : هل يمكن لكم أن تحددوا جدولاً زمني لكل خطوات تنفيذ المبادرة ؟ وهل اقنعتم مجلس الأمن على إصدار  قرار بعقوبات واجبة النفاذ على من يعرقل التنفيذ .

سيدتي ، لست أراكِ سوى ممثلة فاشلة لمنظمة كسيحة مع وافر الإحترام .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :