مطار سبها الدولي : هل سيحلق الحلم مجددا في آجواء الجنوب ؟

مطار سبها الدولي : هل سيحلق الحلم مجددا في آجواء الجنوب ؟

  • حاورته : سليمة بن نزهه : تصوير : زهرة موسى

مرت على آخر رحلة أقلعت من مطار سبها الدولي 5 سنوات متواصلة ، و كانت تحديداً يوم 9 / 1 / 2014 ، ومع مغادرة تلك الرحلة التي كانت الأولى لافتتاح الخط مع دولة الأردن الشقيقة والأخيرة لسماء سبها التي هجرتها خطوط الطيران المحلية و الدولية على السواء !

خمس سنوات من المعاناة والموت وتكبد عناء المسافات الطويلة براً قضاها سكان الجنوب عامة وسبها خاصة في حلّهم وترحالهم ، و قصص مرعبة تتمحور تفاصيلها حول أبطالها المخطوفين والمقتولين و مجهولي المصير حتى الآن .. الكثير مما تناقلته ألسنة الشارع يدور هذه الأيام عن افتتاح مرتقب لهذا المطار المهم على مستوى الدولة الليبية خاصةً والقارةعموماً. ولمعرفة التفاصيل حول مستجدات الأحداث

واستذكاراً لتاريخ مطار سبها العريق التقت فسانيا بالسيد محمد أوحيدة علي/ مدير عام مطار سبها الدولي . الذي افتتح الحدية قائلا : كلفت في شهر أكتوبر من العام 2011 بإدارة المطار، بصفتي من أسرة الطيران المدني، فقد قضيت قرابة 35 عاما في مجال الطيران المدني ، تحديدا في قسم المراقبة الجوية وتدرجت في هذا العمل من مراقب جوي إلى رئيس وحدة المراقبة الجوية ، ليتم تكليفي في 2011 كمدير عام لمطار سبها الدولي .

سَبْهَا دَشّنَتْ تَارِيخَ المِلَاحَةِ الْجَوّيّة مُنْذُ الْعَامِ 1943 !

وعن نشأة مطار سبها الدولي وأهميته و رحلاته يتابع السيد محمد أوحيدة / مطار سبها الدولي من أقدم مطارات ليبيا ، حيث دخل حركة الملاحة الدولية منذ العام 1943 إبان الحقبة الفرنسية على إقليم فزان ، وكان في تلك الفترة يختص برحلات القوات الفرنسية من سبها إلى غدامس، ومن سبها إلى بعض المستعمرات الفرنسية في أفريقيا، ومن المستعمرات الفرنسية إلى سبها لأعمال نقل الجنود في ذلك الوقت. وتم افتتاح المطار في عهد المملكة الليبية المتحدة عن طريق وزير المواصلات في العهد الملكي المرحوم المهندس الطاهر الشريف بن عامر في عام 1968 . وفيما بعد تطور المطار تدريجيا حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، ويمكن لأي زائر للمطار أن يلاحظ وجود مبنى الركاب عند المبنى القديم المقابل للقلعة ،والذي يغادر منه المسافرون ، وبه علامة دالة وهي 5 نخلات لازالت موجودة حتى اللحظة ، ويضم هذاالمبنى الإدارة وبرج المراقبة والإرصاد الجوي ضمن سياج القلعة . مع مرور السنوات تم تحوير المطار في العام 2000 – 2002 بإضافة تحديثات منها الأقواس التي يشاهدها المسافر من الجانب الجوي والجانب الأرضي وأيضا إضافات تكميلية أخرى شملت تحديث الصالات وتوسيعها إلى أن أصبح المطار على ما يبدو عليه الآن .

مَطَارُ سَبْهَا الْوَحِيدُ ذُو بَهْوِ صِيَانَةٍ مُخَصّصٍ لِطَائِرَاتِ البُوِينْج 727 :

أما تاريخياً فقد تمت إضافة برج مراقبة جوية ومبنى خدمات ملاحية للمطار في العام 1979 ، عن طريق شركة تنكو أكسبورت البلغارية حيث تم إنشاء مهبط جديد موازٍ للمهبط القديم الذي افتتح في العام 1968، وأضيفت ساحة وقوف طائرات كبيرة تستوعب حتى طائرات الجمبو ، تشمل حوالي 5 مواقف طائرات ، واستمر توسع المطار ،فبني بهو أو”هنقر” صيانة ضخم جدا وهو موجود في المطار لصيانة الطائرات لا يوجد في أي مطار من المطارات الليبية مثله ، وهو مصمم لصيانة الطائرات فئة البوينج 727 في العام 1976 . الآن جزء من هذا البهو المقسوم لجزأين ، جزء للصيانة ، دخول الطائرات ، منظومات الإطفاء ، سلالم الرافعات التي تستخدم لرفع المحركات وصيانتها والمعدات تحت إشراف الشركة الليبية للهندسة و صيانة الطائرات ، بينما ظل الجزء الآخر من البهو مخصص للسلاح الجوي وأصبح مركز عمرة لطائرات السمركيت تحديدا .

هُنَا.. المَعْبرُ الْجَوّيّ الإسْتِرَاتِيجِيّ لِلرّحْلَاتِ الأورُبِيّة-الأفْرِيقِيّة

أما عن تاريخ تحول مطار سبها إلى مطار دولي يحدثنا السيد محمد أوحيدة مسترسلاً : في سبعينات القرن الماضي تحديداً بدأت الرحلات الدولية ، وكانت مقتصرة على دولتي المغرب ومصر ، ثم بدأت هذه الرحلات تزداد تدريجياً لدول مختلفة، حتى بلغنا عام 2011 تسيير الرحلات إلى 38 رحلة دولية في الأسبوع لوجهات مختلفة منها: مطار صفقاس ، مطار تونس قرطاج ، مطار القاهرة ، مطار الإسكندرية ، مطار عمّان ، مطار كازابلانكا بالمغرب ، كما سيرنا رحلات الحج والعمرة إلى المملكة العربية السعودية .

أما الرحلات المحلية فقد كنا نسير 59 رحلة محلية ، و12 رحلة منها تسيرها شركات النفط أسبوعيا ، حيث تقوم بنقل المهندسين إلى مطارات حقول البريقة ، والشرارة والفيل ، حقل ربسون ، وحقول زلة .

وأشار محاورنا إلى : وجود طائرات غير مُجَدولة تتبع السلاح الجوي وطائرات العبور أيضا ، التي تشكل 165 رحلة في الشهر ،وطائرات العبور الدولي هي الطائرات التي تعبر من أوروبا مباشرة ولا تهبط في مطار سبها ، وتقصد هذه الطائرات وجهات كجوهانسبرج في جنوب أفريقيا وكينيا وأوغندا وإلى الكثير من بلدان أفريقيا الوسطى من/وإلى أوروبا مثل ميونخ ، لندن ، روما ،وغيرها لأكثر من 13 وجهة عالمية . كل هذه الرحلات أقصر طريق للعبور بالنسبة لها اقتصاديا هو مطار سبها الدولي .

مَطَارُ سَبْهَا ثَانِي أكْبَرُ مُسْتَوْدَعِ وَقُودٍ لِلطّائِرَاتِ فِي لِيبْيَا !

حسب ما تقول فإن مطار سبها الدولي كان رافدا اقتصاديا مهما للدولة ؟ نعم فقد كانت هذه الطائرات جميعا تدفع رسوم عبور الأجواء الليبية، وكانت الطائرات التي لا تستطيع مواصلة رحلاتها تهبط في مطار سبها الدولي ، وتكون قادمة من أفريقيا للتزود بالوقود وتكمل رحلاتها إلى أوروبا والعكس،وطائرات الرحلات القادمة من أوروبا كانت تدفع رسوم عبور الأجواء الليبية بالعملة الصعبة إلى مطار سبها وإلى شركة البريقة للوقود، فلدينا مستودع يأتي في المرتبة الثانية بعد مطار طرابلس الدولي بسعة 4 مليون لتر وقود “جت انفا وافي جاز “وبأسعار رخيصة ومغرية للشركات في هذا الصدد تحديداً يلعب مطار سبها دوراً كبيراً كنقطة عبور دولية وكاستثمار دولي في القريب العاجل عندما تستقر الأوضاع في البلد .

3% مِنْ مَبْنَى الرّكّابِ .. بَعْدَهَا حَلّ الخَرَابُ !

وعن خطط تطوير مطارسبها الدولي في حال استئناف عمله من جديد قال السيد محمد أوحيدة :

بالتأكيد لدينا خطة تطوير ، أذكر أن إقفال مطار سبها كان يوم 9 / 1 / 2014 مع مغادرة آخر رحلة إلى الأردن وكانت تلك الرحلة هي الأولى ضمن افتتاح الخط مع الأردن الشقيقة يوم 5 / 1 / 2014، وأقفل المطار نتيجة للاشتباكات المحتدة في ذاك التاريخ ، ولو حظي المطار بوتيرة استقرار أمني كما هو الحال في عام 2013 ،لكُنّا قد تمكنا من بناء مبنى الركاب الحديث المتفق عليه بالمطارات الدولية الثلاث في ليبيا سبها – طرابلس – بنغازي بقيمة 3 مليار و750 مليون ، وقد أنجز في مطار طرابلس نسبة 60 % وفي بنغازي 25 % ،بينما أنجز في مطار سبها 3 % فقط ! وتشمل هذه الخطة تحديد المكان وتسييجه ، وبناء بعض الأماكن للعمل عليها ( الخرسانات ) ،وحفر بعض الآبار المائية التي تتزود منها الشركة .

وقدأوكل العمل في مطار سبها لشركة Lccctav وهي ائتلاف ما بين 5 شركات تعمل على مطار طرابلس الدولي أيضاً ،أما مطار بنغازي فتعمل عليه الشركة الكندية .

ولو توفر استقرار أمني في ليبيا، لكانت جميع المطارات الآن جاهزة ولكن للأسف حقبة فبراير تحديدا ألحقت ضررا جسيما لايمكن وصفه بالمطارات وقطاع الطيران، مثل تدمير مطار طرابلس ، وتدمير الطائرات الحديثة التي لم يتم دفع ثمن بعضها بعد مثل الطائرة 330 التي جلبت من الخارج لصالح الخطوط الأفريقية ،وأيضا الخطوط الليبية خسرت الكثير من أسطولها وكذلك البُراق ، وبعد كل هذا التدمير دخل القطاع الخاص على الخط وأصبح يسير بطائرات حديثة وينافس القطاع العام .إن للاستقرار الأمني دورا كبيرا في التنمية .

المَطَارُ مَسْرَحُ القِتَالِ الجَهَوِيّ لِحَرْبِ 2018 !

و إجابة عن حقيقة سرقة أجهزة و معدات حديثة من المطار في حرب العام 2014 يؤكد محاورنا : هو ثمن لابد أن يدفعه المطار كلما حدث صراع مسلح في المدينة ، في الصراعات السابقة لم يكن المطار مسرحاً للقتال كما هو الحال في الربع الأول من العام 2018 ، ففي عام 2014 عندما قمنا بتقييم الأضرار الناجمة عن الحرب كانت الخسائر قليلة جدا ، لكن المطار توقف لأن الحرب كانت تدور في محيط القلعة، والقلعة كانت مصدر جذب صراعات حقيقي ، وظلت نقطة تخوف دائم حيث كانت تسقط بعض القواذف في محيط المطار وتحرق بعض الأماكن وقد تصاب بعض الكوابل ، لكن لم يحدث مثل ما حدث في 2018 حقيقة .

قبل حرب عام 2018 كنا نفتح المطار بعد كل صراع ، ونقوم بتجهيزه كما حدث في 2014 رغم أن أطرافا تعترض على افتتاحه . بعدها زُجّ بالمطار في صراع جهوي وكان ضحية بين المتنازعين ، فكلما افتتح يتم إقفاله من جديد ، و نتيجةً للصراعات الدامية ، تكبدت المدينة و المطار خسائر في الأرواح والممتلكات ،و لم تجْنِ منه سبها إلا الدمار الذي لحق بالمطار حاليا .

خَسَائِرُ 2018 لَا تُقَدّرُ بِثَمَنٍ ..

وسرداً للكارثة التي حلت بمطار سبها في حرب 2018يروي شاهدنا السيد محمد أوحيدة : في حرب 2018 ، بعد دخولنا للمطار دخلت علينا مجموعات مسلحة في 30 / 11 / 2017 واستولت على المطار ، كنا ساعتها متواجدين في المطار ومعنا الشرطة بعد وصولنا لاتفاق نهائي مع طرفي الصراع الّلذان وقعا في طرابلس اتفاق-الرئاسي الذي أشرف عليه السيد أحمد معيتيق، حيث وقعت كل الأطراف المتنازعة رسمياً ، حيث وُقّع على مستندات تنص على أن المطار خارج التجاذبات السياسية والصراعات الجهوية والقبلية ، حيث أيد الجميع فتح المطار وتشغيله .

لكن بعد شهر من هذا الاتفاق ، وحين بدأنا في تجهيز المطار وجاءت مديرية أمن سبها/ واللجنة الأمنية التي أمنت المطار ب24 رجل شرطة مزودون بتجهيزات قليلة ، واستمررنا في أعمال الصيانة وجهزنا المطار، فقد منحنا في العام 2017 الصيانة لعدة تشاركيات ، ووجدنا أن الأضرار جدُّ بسيطة ، لا تتعدى تكسير الزجاج ، فورمايك ،و الكوابل التي عوضناها بمساندة الشركة العامة للكهرباء التي زودتنا بالكوابل الخاصة بالمطار ،ولحسن الحظ لم تكن الأضرار في كوابل الضغط العالي ، كما تصرفنا في بعض المبالغ التي كانت موجودة في حسابنا بالمصرف التجاري حيث تم استغلالها لصالح تعويض الكوابل من فئة تغذية 380 فولت وأيضا الكوابل التي تغذي مضخات المياه ، وبعض الكوابل الخاصة بالإضاءة ، حيث أعدنا إنارة المهابط والمصابيح التي أخرجناها من المخازن وقمنا بتركيبها، وتمت معاينة أجهزة التفتيش وإعادة برمجتها ، وهكذا نظمنا كل ما يتعلق بانطلاق العمل بالمطار . وأكد : جهزنا سيارات الإطفاء، رغم خسارتنا إحدى سيارات المطافئ بشكل نهائي حين احترقت مقصورتها بالكامل، ومن المعروف أن سيارات الإطفاء ذات تكلفة باهظة الثمن، حيث أذكر أن آخر سيارة إطفاء تعاقدت عليها مصلحة المطارات كانت قيمتها 8600000 يورو، كما أن تدريب الإطفائيين من أصعب أنواع التدريب، حيث يمر المتدرب بعشرة مراحل من الطائرة الصغيرة إلى أضخم طائرة ويحتاج استكمال مراحل التدريب إلى شهور عديدة على دفعات حتى تصل للمرحلة العاشرة والختامية التي يكون فيها المتدرب قادراً على التعامل مع إطفاء حرائق الطائرات الذي يحتاج معدات إطفائية خاصة وتدريب خاص لأن وقود الطائرات غير الوقود العادي ، فهو سريع الاشتعال بشكل رهيب ومخيف جدا .

لُصُوصُ الآلَاتِ العِمْلَاقَةِ .. اختفاء مولد “ميغا إلا ربع “ورولة و فلرش!

وأوضح : العناصر التي دخلت للمطار في 2017 هي نفس العناصر التي سيطرت على مركز الانضباط عندما بدأ الجيش في تكوين كوادره ،وبالتالي أصبح المطار خارج سيطرة الدولة الليبية نهائياً واستفردت هذه العناصر بالمطار ، فتطور الصراع إلى هجوم على القلعة وتم رد الهجوم ، وبعدها نشأت في القتال تحالفات كثيرة وتم تدمير القلعة، ليتكبد المطار الأضرار الجسيمة و مغبة العبث ، حيث نهبت المقرات ، وتفاجأنا عندما وجدنا المنظومة وقد تم العبث بها ، ونهب المولد الكهربائي الذي تمت صيانته بمبلغ 1200000 دينار ليبي ، والذي كنا نعول عليه لتشغيل المطار للأسف وجدنا المولد مختفيا ، وتم جرّه وهو حاوية 3 أمتار في 2.5 ، كان مولد 7.5 بقوة “ميغا إلا ربع” قادر على تشغيل المطار وتغذية المعسكرات القريبة منه … لقد اختفى هذا المولد .

وأوضح : المعلومات التي حصلنا عليها عنه أنه تم شحنه على بطاح و” رولة” و” فلرش” تقوم بتسوية وتعبيد الطريق طولها ستة أمتار ! لا أدري كيف اختفت هذه الأجهزة كلها ، كما اختفت سيارتا مطافئ ، عثرنا عليهما لاحقاً في معسكر الحراري، وسيتم تسليمهما لنا عن طريق الجيش ،بعد أن تم تحديد مكانهما ،وسنقوم باستلامهما قريبا جدا بمستندات رسمية وسيعودان للمطار لكي يرفعا من تصنيف المطار . إن تصنيف مطار سبها هو السادس للإطفاء الخاص بالمطارات “أعلى تصنيف لها عشرة” نحن كنا في التصنيف الثامن ولكن تدرجنا في الهبوط حتى وصلنا للتصنيف السادس والسبب ضعف سيارات المطافئ وتعرضها للتخريب مما جعل مستواها يهبط تبعاً لتقييم الطيران المدني الذي يقوم بزيارات تفتيش على الإطفائيات ، ويمنح التصنيف ، ونحن الآن نحاول العودة والمحافظة على التصنيف السادس باستعادة سيارتي الإطفاء ليكون لدينا 4 سيارات إطفاء ذات جاهزية كاملة من حيث الماء وسائل الإطفاء الرغوي وتوفير بقية المعدات

  5مَلَايِينَ دِينَارٍ خَسَائِر مَطَارِ سَبْهَا الدّوْلِيّ !

بكم تقدر خسائر مطار سبها الدولي ؟

في العام 2017 قام مجموعة من المهندسين بحصر الأضرار التي لحقت بالمطار وكذلك مستلزمات الصيانة بشكل عام ، وكانت التقديرات لا تتجاوز 2.5 مليون ، أما الآن أضفنا لها خسائر العام 2018 وهي خسائر في الخرسانات ، فبعض الواجهات في الخرسانات بالكامل سقطت خاصة في مبنى البرج ، وهي تحتاج إلى معالجة خاصة ، بطريقة معينة ، مما جعل القيمة المادية لصيانة المطار تبلغ من (3- 5 ) مليون دينار ليبي حتى يكون مطار سبها في حالة جيدة.

افْتِتَاحُ المَطَارِ رَهِينُ أعْمَالِ الصّيَانَة !

أجاب السيد محمد أوحيدة على سؤالنا له عن موعد عودة مطار سبها للعمل الفعلي بأن قال : عودة المطار مرهونة بعودة منظومة الكهرباء، وذلك بتوفير خط 11 ألف مهم جدا، فلو توفر لن يحتاج المطار لوقت طويل حتى يعود للعمل ، والحقيقة أننا تواصلنا مع الحكومة المؤقتة ، والسيد وزير الكهرباء أرسل بعض المعدات ، وهي كوابل ومولد أيضا، كما تواصلنا مع البعثة الأممية في ليبيا تحديدا السيدة إيناس مسؤولة ملف الجنوب في ليبيا وطلبنا منهم بلغة الطيران عاجل توفير مولد (1) ميغا، و تواصلنا أيضاً مع الدكتور الطيب الخيالي لتوفير مولد 300 كيف إي فوق الربع ميغا، كإجراء طارئ لنعيد منظومة أجهزة التفتيش، وسيور المسافرين ، وإنارة المبنى بشكل عاجل حتى نتمكن من تنظيف وتجهيز المطار ، لأن المطار حاليا مظلم ،خاصة مبنى الركاب .أنتم تعلمون أن مبنى الركاب لا توجد به نوافذ لنواحٍ أمنية تتعلق بالدرجة الأولى بحماية الركاب ، المطار حاليا يحتاج لأعمال عديدة ومنهِكة منها السباكة والبناء ،اللحام ،الحوائط ، هذا العمل يتطلب مجهوداً كبيراً جدا إذا عادت المنظومة للعمل،فمن الممكن جدا عودة المطار لوضعه الطبيعي خلال شهر واحد . إن تشغيل الرحلات في المطار يمر بعدة مراحل من ضمنها: تجهيز المطار،وصيانة معداته ، ثم يأتي مفتشو الطيران المدني الذين يمنحون المطار ترخيص التشغيل بعد فحص الأجهزة والمعدات ، خاصة أجهزة التفتيش الأمني التي تعتبر مهمة جدا،فهي من تؤكد أن كل شيء تم فحصه بدقة وتشكل خط دفاع أول بجانب باب الدخول الرئيسي ،فمن الضروري جدا أن تكون هذه الأجهزة موجودة وتعمل بدقة لفحص كافة الأمتعة الموجودة داخل حقيبة كل مسافر ، أيضا دخول المسافرين بدون سلاح أو مواد خطرة عن طريق قوس التفتيش ، هنا نكون قد اطمأننا على كل ما هو موجود داخل الصالة . كما أكد محاورنا أن : “المهابط بحالة جيدة ، ومن الأشياء المفرحة في المطار وجود منظومة التفتيش الأمني والمتمثلة في ستة أجهزة تفتيش بحالة جيدة، تحتاج فقط إلى تفعيل ومعايرة وإعادة برمجة،لأن الخمول لأكثر من سنة يجعل بطاريات التشغيل تهبط ، ولهذه الأجهزة فنيون خاصون بها سيقومون بزيارة المطار قادمين من مدينة طرابلس وهم فقط القادرون على تشغيله وبرمجته وهم ينتظرون دعوتنا في أي وقت لمعايرة الأجهزة ، وهي آخر مرحلة في تشغيل الأجهزة . وكذلك سُيور نقل حقائب المسافرين لاتزال بحالة جيدة ، نستطيع تشغيل المطار حتى بسيارتي إطفاء ، والاتصالات ببرج المراقبة جيدة أيضاً . إن الأجهزة تم التحفظ عليها من قبل الملاحة في سبها ،حيث تم تخزينها في منازلهم وهي عبارة عن أجهزة سهلة الحمل ، توضع فقط في الفيَش الخاصة بها وتعمل مباشرة عند وجود الكهرباء ويتم الإرسال، والتواصل مع الطائرات ، أما الأجهزة الملاحية التي تساعد على الهبوط والإقلاع وتوجيه الطائرات لمطار سبها بخير، تحتاج فقط إلى تجديد بعض الكوابل التي تمت سرقتها من الأجهزة وسيتم ربط هذه الكوابل وتشغيلها بمجرد وصول التيار الكهربائي لها .”

خِطَابُ المَطَارِ الرّسْمِيّ لِلْحُكُومَتَيْنِ..

قلت إنكم خاطبتم مجموعة من الجهات الرسمية مثل المجلس البلدي سبها والحكومة المؤقتة وحكومة الوفاق بماذا زودتكم هذه الجهات ؟ – نعم لقد أرسلنا 4 تقارير: تشمل وضع المطار الحالي فنياً ، وأوضحنا الأضرار التي أصابته ،كذلك الأماكن والأجهزة السليمة، وهذا موضوع فني بحث . والتقرير الثاني كان عن أماكن الأضرار تحديداً بالمطار ، أي فصلنا أضرار المنشآت . وتقرير ثالث طلبنا فيه احتياجاتنا لإعادة تشغيل المطار ، مثل عدد المصابيح وضع الإنارة ،ومايلزم من الكوابل والفيَش الخاصة بالمنظومات ،كما أرسلنا ملفاً أخيراً مهماً جدا وهو ملف المقاصات ، الذي حددنا فيه كم نحتاج من قيم مالية وفقاً للجداول المتعارف عليها بالمقاسات وهي عبارة عن جداول توضح الأضرار والأشياء التي تحتاج لإعادة بناء أو ترميم وعددها وتوضع قيم مالية وعلى ضوئها ترصد القيم المالية سواءً من مصلحة المطارات في حكومة الوفاق أو في الحكومة المؤقتة ، كلا الطرفين قد وصلتهما التقارير وهما متجاوبان جدا معنا . وفي الختام قال السيد محمد أوحيدة :

أقول للمسؤولين شرقا وغربا ،بأن عليهم الإسراع في ضخّ الموارد المالية لكي نقوم بدفع مستحقات الشركات التي تنجز الأعمال في المطار حتى نحفزهم على العمل أكثر . شكراً لكل عسكري … من مطار سبها الدولي .. وواصل السيد محمد أوحيدة في ختام كلمته قائلاً : للجيش كل التحية و كل التقدير والاحترام على التضحيات التي بذلها في الشرق وانتصارهم على الإرهاب في الجنوب ، فقد قاربت ساعة الحسم للقضاء على هذه الظاهرة التي تهدد أمن واستقرار الوطن ، كما أقول للمجتمع في سبها عامة ،إن جيشكم هو طوق نجاتكم وهو أمل استقراركم فساندوه ، كما أوجه نداء عمل لكل العسكريين الذين لم يلتحقوا بعد بالواجب ، الآن تبين الحق ،بأن هناك مؤسسة عسكرية نظامية بدأت تستعيد عافيتها اسمها الجيش ، وللأمانة من خلال الكتائب الأربعة التي دخلت مطار سبها وجدت الكم المتنوع من البشر ، كما ذهلت بالأعداد الكبيرة من العتاد والرجال من مختلف المناطق : من المنطقة الغربية ، من الزاوية، من غريان، من الزنتان، من صرمان ، من أجدابيا ، هذه الشهادة التي أنقلها لليبيا عشتها خلال أسبوع في المطار رفقة هؤلاء الرجال ،الذين انتقلوا بعدها لبقية عملياتهم في مدن الجنوب،وكانوا دائما يقولون نحن لن نبقى في المطار فأمامنا مهام أكبر وفعلا وصلوا للحدود الليبية بطيران متفوق له أذرع طائلة قادرة على ضرب أي مكان وأي تحالف يعرقل الجيش سوف يتم التصدي له بالقوة حسب ما سمعت من هؤلاء الرجال ، فمهمة الجيش واضحة وهي إعادة هيبة الدولة ، وطرد العصابات ، ومكافحة الهجرة غير الشرعية ، ومحاربة وإيقاف التهريب والحرابة والخطف . وأقول إلى رجال الأمن والشرطة اخرجوا إلى المدينة ،وقوموا بأعمالكم، الآن حان وقتكم مع الجيش ، لتساندوا بعضكم البعض ، لإعادة المدينة لوضعها الحضاري ، فكثير الظواهر المزعجة بدأت تختفي بفضل وجود الجيش ، الآن الجيش لا خوف عليه ،فقد وجد حاضنة كبيرة في فزان ،وأحيّي اللواء الحاسي واللواء المنفور، حقيقة لمسنا منهم اهتماما كبيرا جدا فيما يخص مطار سبها الدولي وليس ذلك بالغريب عليهم ،فهم من أعادوا مطار الأبرق إلى وضع العمل الطبيعي ، وشكراً لمصلحة المطارات بالمنطقة الشرقية و الغربية على تجاوبهم معنا . أخيرا تم إنجاز ربط كوابل الضغط العالي للمحطة وكوابل الضغط المنخفض ، مما وفر الكهرباء بالمطار ،وبعد استكمال أعمال الصيانة سيتم إعداد تقرير عن جاهزية المطار لمصلحة الطيران المدني في انتظار إذن التشغيل .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :