حين تشاهد فلسطين بعيني الفنان غنام غنام  

حين تشاهد فلسطين بعيني الفنان غنام غنام  

  • نيفين الهوني

ذاكرة الطفل الثائر في زمن المقاومة

الحدث هو مهرجان قرطاج المسرحي في دورته ال24 المكان مدينة الثقافة بالعاصمة التونسية تونس الأجمل هو أن تشاهد فلسطين عبر عرض متميز تأليفا وتمثيلا وإخراجا للمخرج المسرحي الفلسطيني غنام غنام فينقلك مكانيا ووجدانيا من مكانك لقلب فلسطين وينبش في الذاكرة فيحييها بكل التفاصيل التي ستحولك في لحظة إلى طفل صغير ذات تاريخ ثوري تعلقت عيناه بجهاز تلفزي في بيته ومدينته وبلاده البعيدة الالاف الاميال عن فلسطين القريبة بملايين النبضات منها واعادت ذاكرته كل مشاهد المقاومة ونقله احساسه لمشاعره الثائرة على الظلم والاحتلال منذ ثورة الحجارة وكل ما صاحبها من تفاعل عربي ودعم مادي ومعنوي وخاصة في ليبيا ومعايشته الأمر وأحلامه بأن يكبر ليسافر دفاعا عن قضيته الكبرى فلسطين حتى الآن .

معايشة الحياة في الداخل الفلسطيني من الداخل الوجداني

في عرض “بأم عيني 1948” الذي يعد الحلقة الثالثة بعد عرضي عائد من حيفا وسأموت في المنفي والذي قدم ضمن فعاليات الدورة 24 بمهرجان أيام قرطاج المسرحية ضمن برنامج مسرح العالم، قدم الفنان الفلسطيني الكبير حكاية اللاجئ المناضل اللاجئ ذو الهم الوطني الكبير والذي يحمله في حجرات القلب نبضات من وجع ولحظات من حلم العودة القريب بإذنه تعالى حيث كان العرض توثيقا ورصدا تفصيليا مسهبا ومليئا ومفعما بالمشاعر والانفعالات في حديثه عن زيارة حقيقية “غير معلنة” للأرض المحتلة منذ 1948  قام بها عام 2017، حيث أستحضر العرض الذي قدم في فضاء مفتوح وليس خشبة مسرح تقليدية بمدينة الثقافة قاعة مسرح الشبان ذكريات عن يوميات  فلسطينية صميمة تجاوزت راويها لنعايشها رؤية ووعيا وعاطفة مفعمة بكل الحب والثورة في ساعة ونصف الساعة تقريبا وتعمق جذور الكره الكبير للصهيوني المحتل في دواخلنا والرغبة القصوى في القضاء عليه آجلا وليس عاجلا .

حين تتحول من متفرج إلى رفيق رحلة

منذ بداية العرض اختار المخرج والممثل والراوي المبدع أن نكون جزء من هذه اليوميات التي سيحدثنا عنها فرافقناه علانية وليس خلسة في ساعات يومه الواحد وفي أيامه المعدودة هناك في زيارته لبيت غسان كنفاني الذي ولد فيه عام 1936 ثم هُجِرَ منه عام 1948 ولازال على الرغم من مرور 76 عاما يحمل اسمه جالسناه وتنقلنا معه بين حيفا وعكا والناصرة حبسنا أنفاسنا عند الحواجز وتنفسنا الصعداء حين عبرنا .. ألقتينا بعائلته تعرفنا على عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي وجالسناهم وعايشنا لحظاتهم المفعمة بالحب والخوف والفرح ،  تذوقنا قهوته وأكلنا من خبزه وشربنا من مائه والأصل هو ماء وخبز وقهوة فلسطين من خلاله و غنينا معه وفرحنا معه بل أننا بكينا معه الأرض والعرض الوطن والقضية وقضايانا الوطنية الاخرى عبر عرضه  منذ أول لحظات العرض حتى جملة الختام .

الإنسانية دماؤها فلسطينة

العرض المسرحي بأم عيني ١٩٤٨ للفنان المبدع غنام غنام أثبت أن ليس فقط دم حفيدته المستفز للمحتل فلسطيني بل أن دمائنا جميعا فلسطينية .. دماء الإنسانية جمعاء فلسطينية وستظل كذلك حتى تتحرر فلسطين الابية من المحتل قريبا وقريبا جدا بإذنه تعالى

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :