حوار :: زهرة موسى
تأسس حراك شباب سبها في مطلع العام2017 من رحم المعاناة ليبحث عن حلول للمشكلات و الأزمات التي تعاني منها المنطقة. يعد أعضاؤه من كافة أحياء و قبائل المدينة ، خلال عام واحد استطاعوا أن يعملوا على العديد من الملفات المهمة التي تلامس حياة المواطن بشكل مباشر ، و استطاعوا أن يتطرقوا لعديد الأزمات ، وأن يجلسوا مع ممثلي مؤسسات سبها المدنية والعسكرية. رصدت فسانيا خلال هذا الحوار مع عضو منظمة حراك شباب سبها أهم خطوات الحراك ، أبرز الملفات التي تطرق لها وأهم الشخصيات التي جلس معها ، النجاحات والإخفاقات وانضمامه لحراك فزان .
كُنّا نَرْتَادُ المَقْهَى يَوْمِيّا ، وَ كَانَ أغْلَبُنَا مُسْتَاءً جِدّا مِنَ الوَضْعِ العَام لِمَدِينَتِنَا فِي الجَلْسَة الأولَى بِمَقَرّ الكَشّاف
صرح لفسانيا :: ” محمد أحمد علي معيقل ” عضو منظمة حراك شباب سبها ” جاءت فكرة تكوين هذا الحراك ، من مجموعة شباب ، كنا نرتاد المقهى يوميا ، و كان أغلبنا مُستاءً جدا من الوضع العام لمدينتنا، من ناحية الخدمات ، و الانفلات الأمني ، كنا نتساءل إلى متى سيستمر الوضع على ما هو عليه ؟ فأردنا أن نبحث عن حلول لهذه المشاكل ،لأننا انتظرنا طويلا أن يأتيَ يوم يعم فيه الأمن و السلام بيننا ، و حان الوقت لكي ندعو لحراك ، يضم شباب المدينة من كافة الأطياف و الأحياء ، هكذا قررنا أن نؤسس لهذا الحراك ، فتواصلنا مع أصدقائنا و أصدقاء أصدقائنا و معارفهم أيضا حتى يكون الأعضاء يمثلون المدينة من كل أطيافها و أحيائها و قبائلها ، فوجدنا ترحيبا من كل الشباب فالكل كان مستاءً من ” نقص السيولة ، انتشار القمامة ، و برك الصرف الصحي ، الحرابة، الانفلات الأمني ، و الوضع العام بالمدينة .
اسْتَمَعْنَا لأَفْكَارِ بَعْضِنَا وَكَانَ عَدَدُنَا 200 شَخْصٍ قَرّرْنَا أنْ نُؤسّسَ لهَذَا الحَرَاكِ ، فَتَوَاصَلْنَا مَعَ أصْدِقَائِنَا وَ أصْدِقَاءِ أصْدِقَائِنَا وَ مَعَارِفِهمْ أيْضًا
أضاف : في البداية لم تكن لنا فكرة جاهزة للعمل ، في الجلسة الأولى والتي كانت بمقر الكشاف ، استمعنا لأفكار الحضور الذين وصل عددهم إلى 200 شخص ، و كان هناك مسجل يدون كل الأفكار التي عرضت أثناء اللقاء ، وفيما بعد قمنا بترتيب الأفكار وجدولتها وفرزها ، و في اللقاء الثاني بدأت لدينا أفكار جاهزة ، و خطوات واضحة للعمل ، و بدأنا بها ، و اخترنا اسم الفريق ” حراك شباب سبها ” ، و أنشأنا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك ” و ذلك لنشر أنشطتنا و التعريف بالحراك ، و قمنا بتجهيز لإعلان عن الحراك و ذلك بقاعة مركز اللغات بسبها ، و غطت كافة وسائل الإعلام المحلية هذا الإعلان ، و بهذا بدأنا العمل الفعلي ، و قسمنا المهام ، على الأحياء بحيث قسمنا أعضاء الحراك كل حسب منطقته ” أحياء ” ، و قلصنا العدد ، بتحديد 5 من كل حي يمثلون حيّهم ، فاللجنة المكونة وصل عددها إلى 20، أو 18 عضوا و أطلقنا عليهم مسمى ” لجنة التواصل .
تَحْدِيدُ خُطّةِ الْعَمَلِ
أشار :: “بدأنا بتحديد ملفين للعمل عليهما ” الملف الخدمي ، الملف الأمني ” و انطلقنا بالملف الخدمي ، وأول عمل قمنا به هو الوقود و استهدفنا “مستودع سبها النفطي ” ، ذهبنا إلى مستودع سبها النفطي ، و كنا نوثق كل الزيارات التي نقوم بها ” بالصور و المحاضر ” ، و نفتتح الجلسة بالتعريف بأنفسنا ، و قلنا للمدير بأننا هنا لمساعدتك ، وليس لانتقادك ، فجئنا اليوم لنعرف ما هي الأسباب الكامنة وراء نقص الوقود ، بالرغم من وجود الوقود في المستودع إلا أنه لا يصل للمواطن ؟ فتحدث عن مشاكله.
شَرِكَة المِيَاه مَسْؤُولَة بِالدّرَجَة الأولَى عَمّا يَحْدُثُ فِي المَدِينَة مِنْ أزَمَاتٍ فِي الصّرْفِ الصّحِيّ
و قال بأن المستودع هو عبارة عن مخزن للشركات النفطية ، فتصل حصص الشركة إلى المستودع ، و هو بدوره يقوم بتأمينها إلى حين خروجها من المستودع ، و هو ليس لديه أي سلطة عليها ، لأن هذه الشركات لا تتبعه ، وهو يعي تماما بأن الوقود بمجرد أن يخرج من المستودع يباع في السوق السوداء و لكن ليس لديه أي صلاحيات لإيقاف هذا الأمر ، و بينما في المقابل المجلس البلدي لديه صلاحيات ، و يستطيع أن يوقف حتى مديري الشركات ، مشكلة نقص الوقود مسؤولة عنها شركات النفطية بنسبة 30% و أصحاب المحطات بنسبة 70% ، و بعد أن تناولنا كل مشكلات الوقود ، سألنا المدير عن مشكلات الغاز ” فقال إن الغاز يصل من الزاوية و أحيانا من مصراتة ، فسألنا عن الحلول ” فاقترح أن نقوم بإنشاء محطات خاصة بالمستودع أو أن تجلسوا مع أصحاب الشركات و تتفاهموا معهم على التعاون في حل الأزمة .
وأشار :: كنا نحن كحراك نتعامل بالعلاقات الشخصية أيضا فكل مسؤول كنا نتجه إليه كان لابد أن نسأل عنه في الوسط الاجتماعي حتى نتعرف عليه ، و نتعامل معه حسب شخصيته ، فسألنا عن مدير المستودع ، و قيل لنا إنه شخص محترم و صادق ، فوثقنا بأن المعلومات التي ذكرها لنا حقيقية وواقعية . تابع ” ذهبنا إلى المجلس و تحدثنا معهم بالخصوص ، فقالوا لنا بأنهم قد شكلوا لجنة للأزمة ، و قد واجهت اللجنة عدة عوائق ، استرسل فقد عملنا على هذا الملف ، وكان لنا دور في حلحلة بعض الأمور .
مَلَفّ الصّرْفِ الصّحِيّ أخْطَرُ المَلَفّاتِ الّتِي عَمِلْنَا عَلَيْهَا
أعرب “عملنا أيضا على ملف الصرف الصحي و هو من أكثر الملفات تشعبا ، و أكثرها خطورة ، و اخترنا العمل على هذا الملف من زاوية الكارثة البيئية المحاطة بالمدينة من الأمراض و الأوبئة ” الكوليرا و اافيروسات ” ، انطلقنا و جلسنا مع مدير شركة المياه و الصرف الصحي ، و سألناه عن أسباب طفح مياه الصرف الصحي ، وقال إن هذه المشكلة كبيرة جدا و خطيرة ، و أخبرنا بأن محطة المعالجة قد تعرضت للسرقة و النهب و التخريب ، ولم تعد قادرة على دفع المياه إلى المحطة ، و سألناه عن الحل ، فأخبرنا بأن هناك حلا مؤقتا ، و أن الشركة لديها أنابيب احتياطية و لكن بعد أن انهارت الشبكة لم نعد قادرين على الوصول للأنابيب الاحتياطية ، ولكن بإمكاننا حل هذه الإشكالية فنحن نمتلك الغطاسين ، و الأدوات ، و المضخات و لكن ينقصنا توصيل الكهرباء .
نَحْنُ أيْضًا لَسْنَا مُخَرّبِينَ ، بَلْ لَمْ نَجِدْ وَسِيلَة أخْرَى لِلضّغْطِ عَلَى الحُكُومَات وَ أوَجّهُ سُؤَالًا لِأَهْلِنَا فِي الْجَنُوبِ (هَلْ يُمْكِنُ لِأحَدِ أَبْنَائِهِ العَمَلُ بِمينَاءِ مُصْرَاتَة ؟
و قال ” راسلنا شركة الكهرباء عدة مرات و لكن دون جدوى ” و هناك مشكلة أخرى وهي عدم تعاون صاحب المزرعة المجاورة للمحطة ، فهذه المحطة تعمل على تكرير المياه ، و لكن الأنابيب الاحتياطية تعمل على دفع المياه للبحيرة دون تكريرها ، فالمهم في الأمر هو أن يحل مشكلة طفح المياه في شوارع المدينة ، فقلنا له إذا تم حل هذه الإشكاليات هل ستحل مشكلة مياه الصرف الصحي؟
قال نعم بكل تأكيد ستحل المشكلة .
أظهر ” الأمر الذي يميز حراك شباب سبها هو وجود شباب أغلبهم موظفون و مسؤولون ، و في تلك الجلسة كان معنا مدير شركة الكهرباء بسبها المنطقة الشرقية ، وسأل مدير شركة المياه و الصرف الصحي ، إلى من وجهت رسالتك التي كانت لشركة الكهرباء؟ فأخبره بأنها إلى مدير الشركة بالمنطقة الشرقية ، فأجابه ” المهندس علي السبيعي ” أنا مدير الشركة و لم تصلني أي مخاطبات من حضرتكم ، وكان يجب عليك أن تتصل بي شخصيا ، لأن هذه الرسالة مهمة جدا و هي تمس حياة المواطنين ، و فورا أجرى اتصالاته ليؤمن وصول الكهرباء للمحطة ، و فعلا خلال دقائق ، استطاع أن يؤمن محطة كهربائية للطوارئ مع ستة أعمدة ، وهذه المحطة لا تستخدم إلا في الحالات الطارئة جدا .
استرسل ” و أما بالنسبة للمشكلة الأخرى فكانت مشكلة صاحب المزرعة المجاورة للمحطة ، فور خروجنا من مكتب مدير شركة المياه ، اتجهنا إلى منزل السيد “اذريع ” صاحب المزرعة ” و عند وصولنا لمنزله تفاجأ أهله لوصول 20 شخصا يسألون عن ابنهم ، و خافوا من كون أن هناك مشكلة قد حدثت ، ولم يكن أذريع بالمنزل آنذاك ، و بعد أن عرّفنا بأنفسنا و تأكدوا من أنه ليست هناك أية مشكلة بيننا جاء صاحب المزرعة ، و سألناه لمَ لمْ يرد أن يتعاون مع شركة المياه ، فأجاب بأن مدير الشركة لم يرد أن يمنحني وثيقة تضرر للمزرعة لأن المحطة عند انهيارها ، قد أصابت المزرعة بأضرار كبيرة جراءها، ولكن أنا مستعد للتعاون معكم .
إدَارَةُ الشّرِكَةِ تُمَاطِلُ فِي حَلّ الْأزْمَةِأوْ مِصْفَاة الزّاوِيَة ؟
ذكر ” رجعنا لمدير الشركة و جلسنا معه واتفقنا على بداية العمل ، و زرنا موقع المزرعة مع مسؤولين بالشركة ، ووثقنا الزيارة بالصور و المحاضر ، و اتفقنا على إنزال محطة الكهرباء ، لبدء حل الأزمة ، وهذا العمل كان قبل عام تحديدا ، فبدأنا العمل و جاءت شركة الكهرباء و تم توصيل المحطة الكهربائية و تجهيزها ، وواجهتنا مشكلة تأمينها ، فالمحطة قيمتها ملايين ، فتحدثنا إلى شباب المهدية لتأمينها و بالفعل قاموا بتأمينها ، لفترة تصل إلى أسبوع ، ولكن لم تقم شركة المياه بالعمل طيلة تلك الفترة ، و تحدثنا مع المدير لماذا لم يباشروا العمل حتى الآن فأخبرونا بأنهم يجهزون أنفسهم و أنهم سيباشرون في العمل قريبا ، واستمر الأمر لمدة أسبوعين ولم تباشر الشركة بالفعل في عملية تحويل أنابيب الطوارئ ، و تحدثنا معهم مرة أخرى وقالوا بأن المضخة معطّلة وتم تحويلها إلى منطقة الشاطئ ، و بعدها جاؤوا و قاموا بأعمال بسيطة كالتنظيف فقط ، و عملنا في هذا الملف طويلا ، ولكن ما اكتشفناه أن الشركة مسؤولة بالدرجة الأولى عما يحدث في المدينة من أزمات في الصرف الصحي ، فهي مستفيدة من زيادة الأزمة . نوه ” يعتبرا أكبر إنجاز قمنا به ، فكانت المحطة آنذاك منظرها مقرف جدا ، و كانت مساحة المحطة تصل إلى ما يقارب 10 كم و طول ارتفاعها 3 كم كانت مليئة بمياه الصرف الصحي ، الأحواض تحمل آلاف اللترات فاضت حتى ملأت المكان ، فمهما وصفت ذاك المنظر لن تتصوري شكل المكان ، فحدث مرة أن انهار سور المكان حتى دخلت على ” كلية الآداب جامعة سبها ” ، فعلا لا حياة لمن تنادي .
مَشْرُوعُ النّهْرِ الصّنَاعِيّ القَائِمِ بِالْجَنُوبِ أغْلَبُ المُشَغّلِينَ وَ العَامِلِينَ فِيهِ مِنَ الشّمَال
انْتِشَارُ السّلَعِ مُنْتَهِيَة الصّلاَحِيّة قال :: ” توجهنا إلى الحرس البلدي ، في الماضي كان الحرس البلدي يراقب الأغذية ، و لكن هذا الأمر لم يعد الآن موجودا ، و السلع منتهية الصلاحية باتت منتشرة بشكل كبير ، فتحدثنا معهم بالخصوص ، فقالوا بأن مشكلتهم أن المجلس البلدي ، و وزارة الاقتصاد ، و مكتب الاقتصاد في سبها ، لم تمنحنهم صلاحيات للعمل كما يجب ، فطلبنا منهم أن يقوموا بدورهم المعتاد ، بإجراء جولات تفتيشية على المحال و الأسواق التجارية ، فقالوا لنا وفقا للقوانين و الأعراف هذا ليس دور الحرس البلدي ، و لن يستطيع أن يعمل مادامت الأجهزة الأمنية لا تعمل ، و السجون غير مفعلة ، فنحن مرتبطون مع بعض ، ولكن بما أنكم أتيتم إلينا سنقوم بحملات تفتيشية ، و بالفعل قاموا بذلك . مَسْؤُولُ مَكْتَبِ الاقْتِصَادِ يَرْفُضُ حِصّة الجَنُوبِ أفاد ” الاقتصاد أيضا كان من ضمن الملفات التي عملنا عليها ، جاءت الفكرة عندما علمنا أن أحد أعضاء الحراك “يعمل بمراقبة الاقتصاد سبها ” وأن هناك حصة لمكتب الاقتصاد بالجنوب جاءت من المنطقة الشرقية ، و لكن رفض مسؤول المكتب أخذ الحصة الخاصة بالجنوب من السلع التموينية ، اتصلنا به ، ورغبنا في رؤيته و الحديث معه ، التقينا معه ، وتحدثنا معه ، فأخبرنا بأنه قد أرسل مراسلات لحكومة الثني ، و كان زميلنا الذي يعمل بمراقبة الاقتصاد موجود ، و أكد بأنه تواصل مع الحكومة ولم تصلهم أي مراسلات من مكتب الاقتصاد بسبها ، و بما أنك تقول بأنك راسلتهم ، فأعطنا المراسلات و وستقوم الرقابة بإرسالها ، وتم الاتفاق على هذا الكلام ، و لكن بعد مرور يومين لم يرسل المراسلات و بدأ يتهرب منا ، و اكتشفنا أنه يحاول الحفاظ على مكانه “كرسيه ” حتى لا يخسر مكانه . وهكذا كان يرفض أخذ الحصة ، و لكنه في نهاية الأمر استلم الحصة و تم توزيعها على الجمعيات . أعتبر معقيل أن عملهم كان” منظما ، و عملنا كان مثاليا جدا ، وكل ما قمنا به موثق بالصور و الوثائق ، حاولنا أن نضع حلولا لكل المشكلات التي نعاني منها ، ولكن أغلب مسؤولي المدينة ، مستعديون للتضحية بالمدينة بالكامل مقابل الحفاظ على أماكنهم .
العَمَلُ عَلَى المَلَفّ الأمْنِيّ .
أوضح :: معيقل أهم المشكلات التي نعاني منها بالمدينة هي الجانب الأمني ، كانت بيئة مدينة سبها صعبة جدا للعمل على هذا الملف ، ففكرنا في حل للمشكلة ، أولا نحن نريد جيشا و شرطة ، و هذا يلزم وجود دولة ، فليس أمامنا حاليا سوى العمل بسياسة الأمر الواقع ، علينا العمل مع ” المليشيات ” ، بداية حراكنا بدأ مع تغيير مدير المديرية ، و حاولنا تحديد الأسباب الأساسية للمشكلة في المدينة فوجدنا أنهم ” قذاذفة ، أولاد سليمان ، تبو ” ، بالرغم من أننا جميع القبائل المذكورة موجودة في الحراك ، بالرغم من أنه أمر حساس جدا ، و لكن حاولنا أن نتحدث بكل وضوح في الأمر ، ووجدنا أنه إذا حدثت أي مشكلة بين تلك القبائل الثلاث المذكورة فإن المدينة بالكامل تصاب بالشلل ، و تتوقف الحياة ، في حين يمكن أن تحل المشكلة في يوم واحد إذا كانت بين قبائل أخرى، بما أنها هي السبب في المشكلة الأمنية فيجب أن تكون جزءًا من الحل ، فقررنا أن نزور ثلاثة أطراف ” غرفة التبو ، و غرفة المهدية ، الردع ” لأنها أكثر الجهات تنظيما ، و اتفقنا على التحدث معهم ، و بالفعل جلسنا مع الأطراف الثلاثة و سألناهم إذا كانوا يمانعون في التعاون مع الجهتين الأخرتين ، و لم يكن لدى أيّ منهم مانع في التعاون مع الجهات الأخرى ، وهذه الأطراف الثلاثة سيعملون تحت شرعية مديرية الأمن ، وافقت المديرية و لكن بشرط أن يعملوا كل حسب منطقته فلا يمكن للمديرية أن تنزلهم للشارع للعمل بهم فالمديرية لديها شرطة ، و لهذا سيتعاونون كل حسب منطقته ، اتفقنا وواجهتنا مشكلة وجود السجن ، تحدثنا مع مسؤول الشرطة القضائية عن المكان المناسب للسجون ، فأخبرنا أن نستبعد سجن المهدية لأنه غير مناسب ، فاقترحنا سجن تمنهنت ، فهو كان يستعمل سابقا من قبل القوة الثالثة ، و تواصلنا مع النائب بطرابلس و تم اعتماده ، وتم افتتاحه.
سُرِقَتْ الفِكْرَة
نوه” تم افتتاح السجن و كانت الأمور تسير على ما يرام ولكن سرقت الفكرة و خطة العمل أيضا ، و مجهودنا و اقتراحنا سرق ، فكنا في أحد الاجتماعات مع مدير مديرية الأمن ، و دخل علينا ” عميد البلدية ” حامد رافع ” و مع مجموعة من الأشخاص ، و كنا نتحدث حينها عن خطة العمل ووجدناه يرحب بالفكرة و يسأل إلى أين وصلنا في العمل ، و تفاجأنا بأنهم سيعلنون عن وجود غرفة مشتركة ، و قمنا بإيقاف الإعلان و تحدثنا معهم بالخصوص ، و قلنا بأنه كان لدينا خطة محددة للعمل عليها و هذا الوقت غير مناسب لإعلان الغرفة ، و هناك غرف صغيرة أخرى ستعمل داخل الأحياء ، فالفكرة مرتبة حسب خطة معينة .
أكد : تم اعتماد السجن ، و بدأنا العمل ، و لكن فجأة حدث هجوم من قبل شباب التبو على المنطقة العسكرية ، فاتصلنا بأعضاء الحراك ” التبو ” حاولنا معرفة ما حدث ، جلسنا معهم في ” عمارات صفّر و اجمع ” فاقتنعنا بكلامهم ، حيث قالوا ” بأننا كنا في العسكرية ، و عندما جاء البرعصي قدمنا له ورقة كتبنا فيها قائمة بمطالبنا للخروج من المقر فوافق عليها” ، وحدد فترة ليتم توفير مطالبنا خلالها ، و انتهت الفترة ، ولكنه لم يوفِ بوعده ، ولهذا قاموا بالهجوم على المقر . كان العمل في الملف الأمني كبيرا و موسعا لدرجة أننا جلسنا حتى مع خطباء المساجد ، لتوحيد خطبة الجمعة ، ليتم تناول موضوعات موحدة بكل المساجد ، تزامنا مع بداية عملنا في الملف الأمني ، و ذلك لتخفيف التعصب و التأثير على الشارع السبهاوي من خلال خطبة الجمعة ، فكان هذا الملف متكاملا ولكن للأسف حدث ما حدث و لم يسعنا أن نكمل العمل . ختم ” واجهتنا العديد من العوائق و حاولنا العمل منذ البداية على دعم المؤسسات لتنجز بشكل أفضل ، و لم نأتِ بفكرة إسقاط أحد ، عملنا على العديد من الملفات ، لإيجاد حلول لمشاكل و أزمات المدينة .
حَرَاكُ فَزّان امْتِدَادٌ لِحَرَاكِ سَبْهَا
قال :: معيقل فكرة حراك غضب فزان امتداد لحراك شباب سبها ، تواصلنا مع الشباب في مختلف مناطق الجنوب ، و جلسنا وتحدثنا عن كيفية حل مشاكل المنطقة ، فاقترح أحد المنسقين أنه يمكننا أن نضغط على الحكومات من خلال إغلاق حقل الشرارة ، وبدأنا فورا بالاتصال بالشباب في منطقة أوباري ، و جمعنا معلومات حول الحقل و إمكانية نجاح الأمر و كان ذلك في سبتمبر الماضي 2018، و بدأنا الاعتصام لأول مرة بتاريخ 2/10/2018 وكان معنا حشود( نساء و أطفال ) ، و عند وصولنا واجهتنا مشكلة مع أمن الحقل لم يسمحوا لنا بالاعتصام ، و تحدثنا معهم و أقنعناهم بفكرة الحراك و أهدافه، سمحوا لنا بأن نقرأ بيانا أمام البوابة الرئيسية للحقل ، جاءت فيه مطالبنا ، و أمهلناهم حتى 25 أكتوبر ، فإذا لم ينفذوا مطالبنا سنعود للحقل من جديد ، و جئنا يوم 25 أكتوبر و جاءت بعض الشخصيات الممثلة للمؤسسة الوطنية للنفط ، وقالت بأن مطالبكم مشروعة ، و هي تعيينات لأبنائكم ، وكان هناك طلبة قد تقدموا للدراسة فقبلوا 17 طالبا من الجنوب ، وسلمنا أولياء أمور الطلبة ملفات أبنائهم و ضموا أصواتهم إلى أصواتنا ، و هذا أيضا فتح المجال أمام طلبة الجيولوجيا و التخصصات النفطية ، و قالوا بأنهم أيضا محرومون من التعيينات ، فقالوا بأنهم يستطيعون حل الأمور المتعلقة بالحقل ، و لكن الأمور المتعلقة بالحكومة ليس للحقل أي علاقة بها ، فأخبرناهم بأننا نحن أيضا لسنا مخربين ، بل لم نجد و سيلة أخرى للضغط على الحكومات . تابع ” و أمهلناهم حتى يوم 11/11/2018 ، وجاء ذلك الموعد وجئنا للحقل ، ولكن استغربنا الاستقبال الأمني الكبير الذي وجدناه ، رجال الأمن و سيارات مسلحة ، و اتضح الأمر ، بأن المؤسسة الوطنية أعطت أوامر للأمن بالتعامل معنا بالقوة ، فقبل 25كم من الحقل منعونا من الدخول ، فاعتصمنا هناك و نصبنا الخيم ، وبقي الشباب هناك في البرد ، وهكذا قررنا أن تعود الحشود ، و يبقى المنسقون فقط ، لوضع آلية جديدة للعمل . أضاف ” التقى المنسقون مع بعضهم ، ووضعوا آلية جديدة للعمل ، و هي بأنهم وجهوا رسالة بشكل رسمي إلى الحقل ، وهي بأننا جئناكم كمنسقين 17 منسقا ، إذ لم تستجيبوا لنا سنأتيكم بالحشود ( نساء و أطفالا ) ، ولكننا أيضا لا نتحمل مسؤولية أي عملية تخريبية تترتب على الأمر . وجهنا تلك الرسالة إلى مدير الحقل ، و هو بدوره أوصلها إلى مدير المؤسسة الوطنية للنفط ، فرد مدير المؤسسة الوطنية ” مصطفى صنع الله ” بأنه سيكون هناك حشود فيجب إيقاف الحقل ، وتم ايقاف الحقل ، والشباب استمروا في عملية الاعتصام .
رَدّا عَلَى الاتّهَامَاتِ
نوه ” ردا على من يتهمنا بأننا مجموعات مؤدلجة ، أو مجموعات تخريبية ، نحن بدأنا منذ حوالي شهرين و أكثر ، بهذا الحراك ، و بدأنا نتسول حقوقنا و حقوق منطقتنا من الحكومات ، و أوجه سؤالا لأهلنا في الجنوب (هل يمكن لأحد أبنائها العمل بميناء مصراتة ؟ أو مصفاة الزاوية ؟ أو في منشأة ضخمة في المدن الأخرى ؟) حتى مشروع النهر القائم بالجنوب أغلب المشغلين و العاملين فيه من الشمال ، الكارثة الأخرى أن حقل الشرارة العاملين فيه من الشمال حتى الشركات من الشمال ، فبعد كل هذا يرون بأن عملنا غير حضاري ، إضافة إلى أن البطالة لشباب المنطقة ، فالحقل هذا على الأقل يمكن أن يستوعب 20,000 عامل و أقل شيء يمكن أن يشغل 100 شركة للإعاشة ، و خدمات و نقل و غيرها ، ونحن لم تكن لدينا أي مطالب شخصية ، أو جهوية ، مطالبنا كانت للمنطقة بالكامل و ليست لسبها فقط ، نحن نتحدث عن مصير منطقة بالكامل ، منطقة يخرج من تحتها 400,000 برميل نفط في اليوم ، هي محرومة من تعيين أبنائها في الحقل . زِيَارَةُ رَئِيسِ حُكُومَة الوِفَاقِ لِلْحَقْلِ
بَعْدَ اخْتِلاَفٍ اتّفَقْنَا مَعَ السّيّدِ فَائِز السّرّاج عَلَى تَقْسِيمِ مَطَالِبِنَا لِجُزْأَيْنِ
قال معيقل :: ” جاء فائز السراج رئيس حكومة الوفاق ، والتقينا به و استمر اللقاء من الساعة 11 صباحا حتى الثانية ظهرا ، و دار النقاش حول المطالب العشرة ، و كان معه وكيل وزارة المالية ، ووكيل وزارة الداخلية ، ووكيل وزارة التخطيط ، والمهندس عبد الجليل حمزة مدير ااشركة العامة للكهرباء ، طرح خلال الحديث المبالغ المخصصة لإنهاء الأزمة في الجنوب وهي 100 مليون ، و تحدث عن تقرير قد أعدوه لتخصيص ذلك المبلغ لصيانة مدرسة ، و بناء ملعب ،….. وعدة أشياء ، تحدثنا معه بأننا لسنا بحاجة لكل ما ذكر سابقا نحن بحاجة لأشياء أخرى و لمدة الثلاث الساعات الأولى من الاجتماع لم نتفق ، و قطعنا الجلسة و بعد قرابة ساعتين أو أكثر التقينا مجددا . أوضح ” اتفقنا على أن تقسم المطالب إلى جزأين ، عاجلة تنفذ حاليا و أخرى مؤجلة ، العاجلة متمثلة في الوقود و السيولة و بعض المستلزمات الخاصة بقطاع الصحة ، مثل بعض الأدوية ، و ستبدأ الحكومة في تنفيذها خلال أسبوع ، و المطالب الأخرى ستنفذ خلال 45 يوما والرئيس هو الذي حدد الفترة الزمنية لتنفيذ المطالب ، و أخبرناه بأننا سنستمر في الاعتصام إلى أن يتم تنفيذ جل المطالب .