- شعر :: المهدي الحمروني
يلزمني لغةً تستشرف أبجديةً أخرى
إلى مابعد عصور الشعر
لغةً عابدةً في محراب كهنوتك الأعظم
تكشف تفكيك رموز أحرفك الغائرة في الأسطورة
مبتهلةً لقوامك الخالد في مخيلة شغف اللون
تتلمس ضوء إيحائه بتراتيل الضراعة
تفنى في التقاط رموزه الملهمة
لنهضة عصرٍ غارقٍ في ظلمة أزلٍ بدائيٍ سافر
تنحت ظلك تقرباً إليك
تلجُّ بسؤالها إلى الشمس والقمر عن دلالتك
تبحث عمّا يُشير لك في الكتب السماوية
وفي صدور الكهنة والحنفاء
وفي الدير والبيع والصوامع
في ما اتُّفِق عليه من سندٍ وإصحاح
وفي اجتهاد ما تعدد من مذاهب وتفاسير وأحاديث
يامليكتي
خذي
اللوح بقوةٍ واثقة
وعفويةٍ
مطمئنة
كجذوة
الفجر إلى أرق ليل الشاعر
كفلق
الصبح إلى ظلمات المجرّة
بضراوة
القرش في ممالك الأعماق
بطمأنينة
نظرة اللبوة إلى فضاء سطوتها
أمنحي
العزلة قداسة التجلي لنبوّة النص
بسفورٍ
مؤمنٍ بألوهيتك لكائنات الكلمات
العاشقة
والمتصوفة
أنزلي
فروض ومناسك خطابك عليها
سُنّي
اغتسالها وهيئتها لتحياتها لك
لتولّي
وجهها خاشعةً دون ربكة
وابسطي
الأمن والأمان
في
معابدك
لتنشر
الارض دروباً تؤدّي للصلوات
لترفع
المآذن عصرك الخالد إلى بطون الأسفار
وحناجر
مزامير الرعاة
وحلم
البسطاء
ولوعة
النزوح
وحزن
التشرد