الجنوبي بكى حبا بين يدي زرقاء اليمامة

الجنوبي بكى حبا بين يدي زرقاء اليمامة

  • الكاتبة الصحفية :: نيفين الهوني

هو شاعر مصري قومي عربي راحل ، ولد عام 1940 في صعيد مصر حمل العديد من الألقاب منها شاعر الحرية الذي لا يعرف الابتسامة – شاعر القضية، شاعر الحرية، وشاعر الرفض، من قال لا في وجه من قالوا نعم، من اتخذ من يسار الأنظمة منصة له يخط منها بقلمه الحاد كملامح وجهه وقد كان والده عالماً من علماء الأزهر الشريف مما أثر في شخصيته وقصائده بشكل واضح ورث عن والده موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي، وأيضاً كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيراً عليه وساهم في تكوين اللبنة الأولى لهذا الأديب من موظف بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظف في منظمة التضامن الأفرو آسيوي، صدرت له ست مجموعات شعرية هي: البكاء بين يدي زرقاء اليمامة – بيروت 1969. وتعليق على ما حدث – بيروت 1971 ومقتل القمر – بيروت 1974. والعهد الآتي – بيروت 1975. و أقوال جديدة عن حرب بسوس – القاهرة 1983. وأوراق الغرفة 8 – القاهرة 1983. وإجازة فوق شاطئ البحر هو محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل سمي أمل دنقل بهذا الاسم لأنه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على إجازة العالمية فسماه باسم أمل تيمنا بالنجاح الذي حققه (واسم أمل شائع بالنسبة للبنات في مصر) وصرخ مع كل من صرخوا ضد معاهدة السلام، وأطلق رائعته “لا تصالح” والتي تعد من أشهر نصوصه وقد ألقاها على منصة المسرح بمهرجان الإبداع الذي أقامته وزارة الثقافة، وقبل زيارة السادات الشهيرة للقدس وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد والتي قال فيها : (تُرى: حين أفقأ عينيك، ثم أثبت جوهرتين مكانهما، هل ترى ؟ هي أشياءَ لا تُشترى). عام 1976 التقى الصحفية عبلة الرويني وأحبها ثم تزوجها عام 1978 وفي هذا السياق قال عن المرأة والرومانسية في إحدى حواراته (” أولا ثمة فرق ولو عرضي بين المرأة والحبيبة، كل الحبيبات نساء ولكن ليس كل النساء حبيبات-لكنهن رفيقاتي في المعمل والجامعة والحقل، أنظر للمرأة على أنها مثلي تماما تحزن وتخطط وتفرح وتناضل.. ولا ثمة إشكال في موضوع المرأة بيد أن الإشكال في طبيعة المجتمعات وطبيعة الطقوس والمصالح والعقليات. أنا أناضل من أجل حريتي وحرية رفيقتي. وقد نواجه معا مصيرا واحدا بعيدا عن الرهف البرجوازي أو الجو الرومانسي.. لكن الحبيبة.. ليست امرأة وكفى.. ليست زميلة أو رفيقة، إنها تعيش بعمري. .وأنا أستطيع العيش لأيام بدون شعر بدون طعام على أني لا أصبر ..ولن أصبر ولو لساعات بدون الحبيبة أو الإحساس بها ..إن قلبا بلا حب.. لا يمكن أن يكون قلبًا” أصيب أمل دنقل بالسرطان ولم يستطع المرض أن يوقف أمل دنقل عن الشعر حتى قال عنه أحمد عبد المعطي حجازي: “إنه صراع بين متكافئين، الموت والشعر” وظهر ذلك جليا في مجموعته “أوراق الغرفة 8” وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام وقد قضى فيه ما يقارب الأربع سنوات وأجري معه حوار صحفي داخل الغرفة و تمت إذاعته فيما بعد تحت اسم فيلم “الغرفة رقم 8″ قال فيه دنقل عن الشعر ” كنت لا أحب الشعر الحديث لأني اعتبرته هروبا من القافية ومن قيد اللغة وموسيقى الشعر العربي) وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته، وهناك أيضاً قصيدته “ضد من” التي تتناول هذا الجانب، ورحل أمل دنقل عن دنيانا في يوم السبت الموافق 21 مايو عام 1983م و كانت آخر لحظاته في الحياة برفقة د. جابر عصفور وعبد الرحمن الأبنودي صديق عمره، مستمعاً إلى إحدى الأغاني الصعيدية القديمة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :