أخصائية الصحة العامة : زينب عياد إبراهيم القطعاني
معظم البشر في العالم يشترون المسكنات من الصيدليات ومحال البقالة ويتناولونها بأنفسهم بدون أن يصفها لهم الطبيب، خاصة الأسبرين والمسكنات المركبة التي تحتوي على الفناستين والأسبرين أو الفناستين والأسبرين والكافيين وأحيانا معها الكودايين أو بيروبوكسيفين أو الباربيتيورات أو مضادات الهستامين أو المظمئنات أو المهدئات أو غيرها. يحدث مرض الكلى بعد تناول 2 جم تقريبا (أو 6 حبات يوميا لمدة خمس سنوات)، ويتمكن من الجسم بعد تناول 7 كجم ( لوحظ أن بعض البشر يتناولون أكثر كثيرا من هذه الكميات إذ يتناول الواحد منهم من 20-50 كجم في حياته) بعض المرضى يتناولون هذا القدر من المسكنات بدون ظهور أعراض جانبية وبدون حدوث تسميم ولكن بعضهم الآخر يبدأ ظهور مرض الكلى لديه إذا تجاوز 2 كجم. مرض الكلى أقل حدوثا في المرضى الذين يتناولون مسكنا واحدا طوال حياتهم( الأسبرين مثلا) أما الذين يتناولون المسكنات المركبة، خاصة تلك التي تحتوى على الفناستين مع الأسبرين فهم بالذات عرضة لهذا النوع من مرض الكلى ( من الغريب أن السلطات الصحية في أنحاء العالم لم تحرم استخدام الفناستين في الطلب بالرغم من تحريمها لاستعمال كثير من الأدوية بناء على قرائن أضعف من تلك التي تأكدت من استخدام الفناستين) وقد تحول الأطباء في السنوات الأخيرة لاستعمال باراسينتمول بدلا من الفناستين ( وهو أهم نواتج أيض الفناستين في الجسم) لكونه أقل جدا عن المركب الأصلي في سميته على الكلى. إن معظم المسكنات التي تسبب مشاكل في الكلى لا يتم تقسيمها من خلال الكبد، أو تمريرها في الجسم من خلال الجهاز الهضمي. وقد ارتبط استخدام المسكنات مع شكلين مختلفين من مشاكل الكلى: الفشل الكلوي الحاد ونوع من أمراض الكلى المزمنة يسمى اعتلال الكلية (analgesic nephropathy ما هي أضرار المسكنات على الكلى؟ الفشل الكلوي الحاد إن حالات الفشل الكلوي الحاد المفاجئ يعود معظمها إلى تناول أنواع المسكنات دون وصفة طبية، بما في ذلك الأسبرين، الإيبوبروفين، والصوديوم نابروكسين. بعض هؤلاء المرضى يعانون من أمراض حادة تنطوي على فقدان السوائل أو انخفاض كمية السوائل في الجسم وذلك بعد تناول جرعة واحدة من المسكنات في اليوم وعلى مدى 10 أيام. نذكر أن الفشل الكلوي الحاد يتطلب غسيل الكلى في حالات الطوارئ لتنظيف الدم. اعتلال الكلية إن أضرار المسكنات على الكلى تأتي أيضاً على شكل اعتلال الكلية اعتلال الكلية هو مرض الكلى المزمن الذي يؤدي تدريجيا ومع تقدّم السنين إلى فشل كلوي لا شفاء منه ما يفرض حاجة دائمة لغسيل الكلى أو زرع الكلى بهدف استعادة وظائفها. إن هذا المرض يصيب 4 من أصل 100،000 شخص و هو أكثر شيوعاً عند النساء اللواتي تخطين عمر الـ 30. استعمال المسكنات يسبب استعمال المسكنات التهابا مزمنا في النسيج البيني للكلى مع ضمورها كما يساعد على حدوث الالتهابات الميكروبية بالكلى، ويظهر التنكرز في حلمات الكلى من جراء التسمم بالمسكنات. يحدث فشل كلوي مطرد لوظائف الكلى خاصة ضعف القدرة على تركيز البول وانخفاض في الترشيح. يظهر الزلال في البول في معظم المرضى كما تكثر في البول الأسطوانات وكرات الدم الحمر والبيض، ويستمر تدهور المريض حثيثا إلى أن يحدث الفشل الكلوي ثم الوفاة. تأثير المسكنات على الكلى لا يتسبب في تعرضها للالتهاب فقط، بل يتسبب في احتباس السوائل والأملاح في الجسم فيرتفع ضغط الدم، ومع استمرار ارتفاعه تتعرض شرايين الكلى للضيق وتقل التغذية الدموية الواصلة إليها. وأوضح استشاري أمراض الكلى أن تعرض الكلى للالتهاب يجعل المصاب يعاني من تلك الأعراض: • ارتفاع درجة حرارة الجسم. • زيادة عدد مرات التبول. • حرقان في البول. • الشعور بألم في الجانب. • تغيير في لون البول، خاصة إذا كان الالتهاب شديدا. • في بعض الحالات تكون رائحة البول كريهة. وعند الشعور بهذه الأعراض شدد استشاري الكلى على أهمية استشارة الطبيب على الفور، موضحا أن إهمال علاج الالتهابات يتسبب في تكوين حصوات في الكلى لأن الالتهابات تتسبب في وجود خلايا ميتة وبكتيريا فتكون حصوات، والأمر لا يتوقف على ذلك فقط بل يمتد ليصل إلى الإصابة بتليف الكلى، كما أنها قد تتسبب في الفشل الكلوي. الوقاية ولأن المشاكل التي تترتب على الإفراط في تناول المسكنات متعددة، نصح البشلاوي، بالبحث عن السبب المؤدي للألم، سواء ألم المعدة، أو ألم العظام، أو ألم الرأس، وفي حال الضرورة شدد على أهمية البحث عن المسكنات الآمنة على الكلى كالتي تحتوي على مادة الباراسيتامول، وفي حال أخذ مسكن يفضل أخذه بشرب كميات كبيرة من الماء لتقليل تأثيره على الكلى وتسهيل تدفق الدم إليها.