ورشة عمل حول تقييم المواقع الأثرية الليبية المسجلة على قائمة الخطر

ورشة عمل حول تقييم المواقع الأثرية الليبية المسجلة على قائمة الخطر

  • فسانيا/عائشة التواتي)

أقيمت ورشة عمل حول تقييم المواقع الأثرية الليبية المسجلة على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر بقاعة متحف ليبيا برعاية اللجنة الوطنية الليبية للتربية والثقافة والعلوم ، ومصلحة الآثار ، بالتعاون مع جهاز إدارة المدن التاريخية ، واتحاد بلديات التراث. وحضر افتتاح الورشة رئيس مصلحة الآثار – رئيس لجنة إدارة وتنفيذ استراتيجية الحفاظ وصون مواقع التراث العالمي الليبية الخمسة د.(محمد فرج الفلوس) ، وأمين اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم المكلف د.(أسامة عبدالهادي) ، ورئيس اتحاد بلديات التراث أ.( أبوعجيلة جابر) ، وعن رئيس جهاز المدن التاريخية ، أ.(عبد الحكيم خشيرة) ، ورئيس جهاز إدارة المدينة القديمة غدامس أ.(عبدالسلام هدية) ، وعن جهاز الشرطة السياحية وحماية الآثار عميد (طه الشكشوكي) ، بالإضافة لضيف الشرف د. (صلاح الدين السوري) ، وممثلين عن جهاز إدارة المدن التاريخية ، وعدد من البحاث والأكاديميين المهتمين بهذا الجانب. وناقشت الورشة العديد من الورقات البحثية في جلساتها ليومين متتاليين حيث تناولت الجلسة الأولى للورشة ورقة عمل أ.( محمود الدقداق) بعنوان المسؤولية الدولية في حماية الممتلكات الثقافية الوطنية وتقييم حالتها ، كما قدم أ. (محمود هدية) باحث آثار ورئيس قسم المسح الأثرية بمصلحة الآثار ورقته بعنوان حالة حفظ مواقع التراث العالمي الخمس. واشتملت الجلسة الثانية على ورقتي عمل م.(عبد القادر عمارة) متناولاً أساليب وآليات الحفظ والصون للمواقع التراثية “حالة مدينة غدامس”، أعقبتها ورقة علمية للمهندس .(حسام باش إمام) بعنوان آليات صون وحماية المدن والمباني التاريخية.

واحتوت الجلسة الثالثة من اليوم الأول من الورشة ورقة عمل كل من د. (علي عكاشة) ، التي تناولت تأثير العوامل البيئية والتلوث البيئي على المدن الأثرية، وأ.(علي خلف الله) عن حالة موقع أكاكوس(الرسوم الصخرية ). وفي اختتام جلسات اليوم الأول من الورشة استعرض د. (حافظ الولدة) تقرير لجنة التراث العالمي ثم أعقبه نقاش عام. وفي اليوم الثاني من فعاليات ورشة تقييم المواقع الأثرية الليبية المسجلة على قائمة الخطر ، قدم أ.(زياد سيالة) ورقته المتضمنة مقدمة عن التراث الثقافي ، و على إثرها تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات تقتضيها ورشة العمل بناء على الجلستين اللّتين انعقدتا بإدارة د. (حافظ الولدة) ود. (مصطفى خنوسي) عن طرح الإشكاليات وعرض البيانات ، ومعالجة البيانات واستنباط الأفكار واختيار الحلول ،ثم استعراض النتائج . وفي اختتام الورشة حيّا أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم د. (عبد المنعم أبولائحة) المشاركين في الورشة على التزامهم وحرصهم على تقييم المواقع الأثرية مثنياً على الجهود الرامية إلى رفع الحظر قريبا ، كما أشار إلى غياب ملحوظ للجامعات والكليات والأقسام المختصة رغم دورهم الأساسي فيما يتعلق بتدارك الخطر المحدق بهذا الأمر ، ونوه (أبولائحة) أن اللجنة الليبية الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ستواصل الدعم والربط في هذا المجال وخاصة بعد تفعيل نشاطها لتواصل دورها كحلقة وصل رسمية للمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالتراث والثقافة والتربية والتعليم مع ليبيا .

وخلصت الورشة لتوصيات تم الاتفاق عليها من قبل المشاركين في حلقات النقاش بورشة العمل حول تقييم حالة المواقع الأثرية الليبية المسجلة على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر وعلى يومين متتاليين وهم ممثلون عن : اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ، ومصلحة الآثار، وجهاز المدن التاريخية ، وجهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس، وجهاز إدارة المدينة القديمة غدامس ، ولجنة إدارة وتنفيذ استراتيجية الحفاظ وصون مواقع التراث العالمي الليبية الخمس ، واتحاد بلديات مدن التراث الخمس ، وقسم الآثار – جامعة سبها ، وجهاز الشرطة السياحية ، حيث ووفق ما تم عرضه من ورقات عمل ، وما تم مناقشته من رؤى وأفكار ، فقد توصلوا إلى التوصيات التالية :

1. التأكيد على أن الاهتمام بالتراث الثقافي الليبي بكل مكوناته، مسؤولية تضامنية جماعية، لابد من تسخير الموارد البشرية والمادية اللازمة لحمايته والمحافظة عليه، من قبل جميع مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية، وكل شرائح المجتمع.

2. دعوة منظمة اليونيسكو للقيام بمسؤوليتها الكاملة وفق الاتفاقيات الدولية المعتمدة، لدعم ومساندة الأجهزة الوطنية المتمثلة في : مصلحة الآثار، جهاز المدن التاريخية، أجهزة إدارة المدن القديمة، للعمل بشكل جاد وعاجل على تأهيل وتنمية قدرات العاملين في مجال إدارة مواقع التراث العالمي الليبية، والمواقع الأخرى المسجلة على القائمة الوطنية، وتدريبهم على أسس تقييم هذه المواقع وكتابة التقارير الدورية عنها، واستعمال وتطبيق الموارد والأدلة الثقافية المتخصصة الصادرة عن مركز التراث العالمي، والأجهزة والمراكز والمجالس ذات الصلة التابعة للمنظمة.

3. دعوة المندوبية الليبية لدى مُنظمة اليونيسكو بمتابعة القرارات والتوصيات التي تخص المواقع الأثرية الليبية المدرجة على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر، وإبلاغ اللجنة الوطنية، والجهات المعنية الأخرى، بكل ما يستجد من تطورات تخص هذه المواقع، إضافة إلى البرامج التدريبية الخاصة برفع كفاءة الشباب ومؤسسات المجتمع المدني المهتمة بقضايا التراث، سواءً في إطار البرنامج العام أو برامج المساهمة .

4. التأكيد على ضرورة إسراع مصلحة الآثار بالتعاون مع لجنة إدارة وتنفيذ استراتيجية الحفاظ وصون مواقع التراث العالمي الليبية الخمس، في إعداد خطط الإدارة لمواقع التراث العالمي الليبية (مدينة لبدة الكبرى، مدينة صبراتة الأثرية، مدينة شحات، مواقع الفن الصخري بتادرات أكاكوس)، وضرورة مساندة جهاز تنمية وتطوير مدينة غدامس للإسراع في استكمال وتجهيز خطة الإدارة لمدينة غدامس القديمة، حتى تتمكن اللجنة من تقديمها في اجتماع لجنة التراث العالمي

حتى تتمكن اللجنة من تقديمها في اجتماع لجنة التراث العالمي في دورته الـ 44 القادمة.

5. دعوة كل من : ( مصلحة الآثار، جهاز المدن التاريخية، أجهزة إدارة المدن القديمة ) للتعاون و العمل بجدية على إعداد ملفات ترشيح لمواقع تراث ثقافي وطبيعي وطنية جديدة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات ودراسات ومسوحات وتوثيق وخطط لهذه المواقع.

6. التأكيد على دور اللجنة الوطنية الليبية بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في التعريف بكل الاتفاقيات الدولية والإقليمية في مجال صون وحماية التراث الثقافي الوطني؛ وعلى الأخص الدعوة لإعادة تفعيل لجنة متابعة اتفاقية لاهاي لعام 1954م.

7. دعوة المؤسسات الأكاديمية لإعداد كوادر متخصصة في مجال صون وحماية التراث الثقافي، وتزويدها بالمهارات اللازمة لإجراء الدراسات والبحوث العلمية في هذا المجال، ويقترح في هذا الخصوص دعوة أكاديمية الدراسات العليا بالاستعانة بمركز التراث العالمي لإعداد تصور لدبلوم عالٍ في تخصص “صون وحماية وإدارة التراث الثقافي “

. 8. دعوة وزارة التعليم إلى تشكيل لجنة متخصصة من الخبراء والمختصين المحليين والدوليين للنظر في كيفية إدراج مادة ” التراث الثقافي ” ضمن مناهج التعليم الأساسي، بهدف تزويد الطلاب منذ سن مبكرة بالمعارف والمهارات اللازمة لصون وحماية التراث الثقافي، مع التأكيد على أهمية الأخذ في الاعتبار التنوع الجغرافي والتعدد الثقافي الذي تتميز به كل مناطق ليبيا، ومراعاة استخدام طرق ووسائل التعليم المناسبة في تطبيق هذه المادة، بما في ذلك الزيارات الميدانية المكثفة. وتجدر الإشارة أن «لجنة التراث العالمي » اتخذت قراراً في 14 يوليو من العام 2016 ، بإدراج 5 مواقع ليبية على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر هي : لبدة ، وصبراتة ، وغدامس ، وشحات ، وأكاكوس ، ضمن قوائم الخطر نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والنزاع المسلح. هذا والجدير ذكره أن مدينة غدامس القديمة تم إخراجها من «قائمة الخطر»، وإعادتها إلى «لائحة التراث العالمي» من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) ، بعد 3 أعوام من الإدراج . ويسعى القائمون على الآثار والتراث في ليبيا من مختلف المؤسسات بمعية الناشطين والمهتمين والباحثين والأكاديميين الذين شاركوا في الورشة وغيرهم من مختلف المناطق إلى رفع كل المواقع الليبية من لائحة الخطر العالمي بل و هناك مساع من قبلهم لإدخال مواقع ليبية جديدة منها قرزة وطلميثة ، وكذلك الوديان بمنطقة بني وليد ، وواو الناموس ، وقبر عون بالجنوب الليبي ، ضمن لائحة التراث العالمي.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :