نظرتي

نظرتي

أ / سالم ابو خزام

. لبنان تنتفض وتختلط رجالا ونساء شبابا وشابات في عبق لم يشهد له التاريخ مثيلا . ثورة جيل معبرة وفرضت وجودها في كل الأنحاء في بيروت بساحة الشهداء ، وأيضا بطرابلس ، بالنبطية ، بمرج عيون ، وبصيدا ، وفي بيت حانون ، فيهز صوت الشعب اللبناني كل جنبات لبنان حتى يصل إلى قصر بعبدا !! وفي كل مكان بلبنان يحتفل الشعب ويتظاهر ويشارك في موجة عارمة . لبنان الجميل ، لبنان الشيق سويسرا العرب وعاصمة الشرق . بيروت عاصمة الثقافة والكتاب والنور لاترفع إلا علم لبنان ، بألوانه الزاهية الملفتة للنظر وكل الجمال ، أحمر ، أبيض ، أحمر ، لكنه ازدان بشجرة الأرز الخضراء في قلبه ووسطه ، ليحاكي الطبيعة بما جادت به ، فكانت الأرزة تنبت وتنمو في كل تراب لبنان ، جبل وسهل ومرج اخضرارا فكانت هي الرمز منذ الأزل !! اللبنانيون اليوم تألقوا حين تكاثفوا وتعانقوا وهتفوا من أجل مستقبل لبنان الحضارة والتاريخ وكل الإرث في جوقة خلابة وارفة ظليلة تحت الدبكات والموسيقا وهز الوسط بنشوى وانسجام وملابس زاهية ورائحة ينبعث منها مسك فواح . لبنان ، ثورة توزع فيها الحلويات وأشهى المذاقات وأرق الابتسامات ، وتتشابك الأيدي لترقص معا في ظل أعلام خافقات . لبنان بهذا العمل الرائع غير المتناهي أراد توجيه رسالة إلى العالم بأسره وكل الوطن العربي بأنه ثار وثأر على الميليشيات التي تحكمه منذ 1975 م. تلك التي عذبته عذابا أليما باعت واشترت لبنان كله ، وقد جاءت ساعة الخلاص ببساطة وشعارها علم لبنان وشجرة الأرز !! أراد فتيان لبنان وفتياته الإفادة بأنهم استوعبوا الدرس وفهموه وحفظوه عن ظهر قلب ، وبأن رسالتهم كاملة شاملة تتجاوز وتعبر الطائفية والجهوية والدينية ، مسلمين ومسيحيين سُنّة وشيعة ، دروزا وموارنة وكاثوليك ومختلف الألوان السياسية وكل الانشقاقات والمحاصصة وصولا إلى اتفاق الطائف الذي لم يعد له وجود في ردود مباشرة للحكومة ركزت على التحولات واعتمدت في سبيل تخفيف البطالة تخفيض كافة مرتبات وامتيازات الحكومة ، وعدد من الإجراءات العاجلة لإعطاء جرعات مناسبة تسكيتية لأبناء وبنات لبنان . إنما هيهات فلابد من إسقاط الجميع والبقاء فوق بساط منثور واسترداد الكرامة والبدء في تغييرات جارفة حاسمة تشمل الجميع ، أحزابا وسياسيين وتكتلات وحتى العراقة ، ليشهد لبنان تغييرا متكاملا . تغييرا شاملا وتجديدا جديدا ، ليثبت انتصار العلم والأرزة بشكل مفرح . أراد لبنان إفهامنا أن التغيير فيه يختلف عما جرى في تونس بحرق البوعزيزي وثورة الياسمين وثورة مصر في 25 يناير وبعدها التغيير في 30 يونيو ، مختلف عن ثورة في اليمن جاءت على أكل الأخضر واليابس . ليبيا تظل وتبقى استثناء في كل ماجرى ،فقد يئس الموت منا والتشريد والاختطاف والتجويع والسجون والتهجير بغير نهاية . لبنان يغير ويتغير بثورة ، ثورة تحلم بالموسيقا والهتاف المدوي بنحبك يالبنان !!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :