- عبدالمنعم محمد
نا قط بائس
أتشاجر كل ليلة
مع قطة بائسة مثلي
على عُلبة سجائر باهظة الثمن
على كيلو سكر وحفنة من شاي
ووقية من بنٍ وكأس من بيرة
أشتريه كل خميس نشربه سويًا
كجنديين منهكين عائدين من
حربٍ طويلة الغلبة فيها
لجنود محبة للسلام،
اليوم عيد الحب
والدماء وعرق الجنود
على المائدة لم يجفا
وشاشات التلفاز لم أشاهدها
منذ كانت الناس محشودة في الشوارع
تشرب الشاي وتلعب الدومانيا منتشين
بحلاوة انتصار لم يتكرر إلى الآن
أنا قط بائس وإله قديم جدًا
سكنني الجن فخطفتُ قلبك
من وسط ازدحام ملعون
في كتب مقدسة
لم نعرف معناها إلى الآن
إنّها الحرب
إنّها يدك
تربت على كتفي
وأنا أدوس على الزناد
مصيبًا عقل عدوٍ يقول دائمًا :
إنّه صديقي .
يا صديقي، إننا في الساحة
نقيس الجثث بالأمتار
لم نعد نزرع الأقطان؛
لتوفي حاجتهم من الأكفان
يا صديقي،
إنّ الحرب خلعت درويش القلب
ألبسته طاقيته الحمراء
جعلته يتوقف عن الرقص
على أنغام الموسيقى الصافية
جعلته يشرب سيجارته المحشوة بذكريات
عجزت القطارات عن دهسها .
يا صديقي،
أنا قط بائس وإله قديم
وجني محترف،وجندي
يحارب في جميع الجهات
ولن يستطيع أحدٌ أن يهزمني .