بقلم :: عبد الرزاق الداهش
القبيلة مرحلة سابقة عن الدولة المدنية، وتبرير وجودها كمظلة اجتماعية، مجرد ذريعة ساذجة، هناك الأسرة مؤسسة مركزية، وما بعدها يجيء الوطن.
المواطن يخرج من البيت يجد الشارع، والحي، والمدينة، والرقم الوطني، ومركز الشرطة، والسجل المدني، والنادي الرياضي، وعلى هذا النحو.
عندما تجد القبيلة، يعني غياب كل منتجات المدينة، وكل قيم المواطنة، لأن شرطي المرور سوف يسألك من أي قبيلة بدل أن يطلع على إجازة القيادة، أو مستندات المركبة، وموظف مصلحة الضرائب سوف يسألك عن النسب، بدل أقرار بالدخل.
القبيلة كانت مؤسسة سياسية، وأمنية، وحتى اقتصادية في زمن ما قبل المدنية، وكانت محملة بفضائل البداوة، ولكن عملية التهجين أفسدت الحياة المدنية وتحولت القبيلة إلى حارس لمعبد الرذيلة.
لا يمكن أن يكون الإنسان وطني وقبلي في آن، لأن القبلي لا يؤمن بقيم المواطنة، ويقسم الآخر حسب الانتماء العشائري، وهو محمل بثقافة مملوءة بكل شوائب التفوق، وازدراء الآخر حسب الهوية الاجتماعية.
القبيلة هي ديناصور لم يعد موجودا إلا في بيئة تنتمي للماضي، ولشعب مازال يعيش بأثر رجعي.
غير هذا الواقع البائس هاتوا لي أي بلد متقدم، ومازال على صلة بمفردات، مثل القبيلة، والعشيرة، والغطاء الاجتماعي.