بقلم :: نجلاء المسلاتي
علـى مشـارفِ مدينـةٍ مـا، عـادت بهـا الذاكـرة إلـى حقبـةٍ مثيـرة، كـانت تتصفُ بالكثيـرِ مـن اللّـذةِ والجنـون، وبمشاعـرِ الوجـدِ المتجددة، المزدحمـةِ بغيـرِ المتوقـع مـن الأحـداث وبغيـرِ المألـوفِ مـن المشاعـر.
كـان ذلك جـزءًا مـن سحرهـا.
تذكـرَتْ أيضًـا أنهـا كانت تجيـدُ الضحِـكَ بقـوةٍ وإنفعـال،
تجيـدُ الكثيـرَ ممّـا فقدَتـهُ طوعـًا عندمـا قـررت مُغـادرةَ المدينـة.
كانت تتساءل:
كيف استطعتُ أن أُغـادر؟
مـا الـذي آتى بـي بعـد كـل هـذا الوقت؟
ومـا الـذي سأفعلـه اليـوم هنـا؟
هـل سأشعـر بشـئ مـا؟
هـل ستستحضـر روحـي إحـدى ذواتـي التـي تركتهـا خلفـي؟ أو حتـى جـزءا منهـا؟
لـم يكـن هنـاك إجابـة!
اقتربتْ مـن لافتـةِ الترحيبِ علـى أعتـابِ المدينـة،
وقفتْ فـي حضـرةِ الذكـرى التـي راودتهـا عنهـا عنـد مغادرتهـا، تذكـرتْ كيف كانت اللافتـة تصغـرُ بابتعادهـا حتـى اختفـت، وكيـف كـان الحنيـن يكبـر ولازالَ حتـى الآن دون توقـف.
إلـى هـذه اللحظـةِ لا يـزال للحنيـنِ سطـوة.
“نعـم.. لايـزال للحنيـن سطـوة”
هكـذا قالـت بصـوتٍ مسمـوعٍ قبـل أن تنحنـي لتزيـلَ آثـارَ الغبـارِ عـن حذائهـا وتغـادر مجـددًا.