يوسف أشكال
أردتُ أن أكون معك إلى وقتٍ لا يُعد، أردتُ التواجد بقربك إلى أن ينتهي العالم أو أنتهي أنا، المهم أن لا يترك أحدنا الآخر، خشيتُ من أن أظل عالقًا في الذكريات، أن أبحث عنك في وجوه الآخرين، أن أتذوق مرارة غيابك، ولم يتحقق شئ مما ذكرته، سوى كُل ما كنت أخشاه.
أريد أن ألتقيك كي أكون بخير أعلم أنني حينما أنظر إلى عينيك سأُشفى من كل ما يؤذيني و سيزهر كل ما بي حينما أُمسك بيديك أعلم أن لقائي بك سيجعل داخلي يعُج بالحياة مجددًا.
حبيبتي، دائماً ما يشتكي العشاق من الليل حيث تعود أسراب الهموم المهاجرة إلى وكناتها، وتتفتح أزهار الأرق في حقول الصب، وتمر أمامه أطياف حبيبته تداعب ظنونه وتوقد الوهم في هشيم ذكرياته.
حيث تهادى المساء مع النسيم العليل المخضب بلون الأرجوان والمعتق بعبير الياسمين والمشبع بخيالات الندامى، حمل النسيم كل فراشات الحب وبعثرها في ليلة قمراء وراح الشوق يشد نجوم الليل كي لا تغيب، وهمسات الصمت تدافع عن تخوم الهوى وتكتم أنفاس الصباح.
ولكن لا بد سينتهي وأن الليل سوف يلملم أطرافه عند طلائع الصباح، وتهجر العصافير أوكاره وتذبل الأزهار في بساتين قلبه وتصبح الدار التي كانت عامرة بالحب قفراً وتراه غريبًا عنها.
اليوم، أعترف بأن سقوطي في حبك أقصى درجات ارتفاعي.
أنت أكثر من كلمات أرددها، وعبارات أكتبها، وأحاسيس أطلقها. زرعتني داخل سحابتك البيضاء، وصرت أبوح فيها بكل ما يجول بخاطري، واستعدت وأنا في جوفها مفردات الحياة والجمال والحلم.
حبيبتي، في كل مرة أقول ها أنا الآن أرسم تضاريس هذه الرسالة إليك التى ربما تكون الألف بعد الأخيرة، فكلما كتبتُ رسالة قلت إنها الأخيرة وما أن أختمها برحيق النهاية حتى أشعر برغبة ملحة في كتابة رسالة جديدة وأعد نفسي بأن تكون الأخيرة تُرى.
لماذا أحتاج إلى المزيد من الوقت والكثير من العمر والكثير من القوَّة والكثير من العقل والكثير من النضج حتى أتمكن من إغلاق أبواب الحكاية.
لماذا لا أملك الجرأة على كتابة الرسالة الأخيرة إليك؟