رحيل

رحيل

نصار الحاج

فيما

كنتُ عابِرَاً ليلَ الغَرَابات

طويتُ رعشةَ الخوفِ

                      ودخلتُ مُبتلاً بالعرق

الكهفُ

الذي لا يُرَى من الخارج

أشرعَ عتَماتِهِ

              مثلَ

              فتنةِ الآنسة حينَ غفوةٍ طارئة.

أسرارٌ تتمادى في التَّعرِّي

نقوشٌ تسطعُ من أناملِ الأولين

سردابٌ يتلوَّى في الخفاء

وأنا أتحسَّسُ الدربَ كالفراشةِ

خفيفاً كما النائم تحت سطوةِ حلم مرعب.

هي العتمة في قاعِ أسرارها

تُشبهُ البذرة في باطن الأرض

تُشبهُ الماء يتخلَّق في الكثافةِ والبحر

تُشبهُ الحبَّ في أقواسهِ اللّولبية

تُشبهُ الحياة في الديانات القديمة.

حياة  لا تنتهي

تتسرب من سردابِ فاكهة ال

عندما يُداهمها الضوء في اللَّحظةِ المفاجئة

تمشي إلى القاع

وتنأى كالغيوم

تتوسلُ الأرض

لتدفقَ الطَّمي في سرِّ التُرابِ البعيد.

سأعبرُ الطريقَ إلى الكونِ

وأمشي وحيداً إلى الغرفةِ النَّائية

أحفرُ لوحَ الخلود الأخير.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :