رغم تلقيها دعماً دولياً
مواطنون: حكومة السراج اثبتت فشلها في معالجة أزمات البلاد رغم دعمها دولياً
استطلاع : فسانيا
أكد مواطنون على أن حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج لم تنجح في تحقيق أي شيء على الساحة الداخلية بعد فشلها في نيل ثقة مجلس النواب، مشددين على أن الجميع في ليبيا يتطلع إلى حكومة تجمع كل الطيف السياسي للتخلص من الأزمات التي تعصف في الدولة، وتوفير الأمن.
يقول الموظف فيصل الجبالي :”عندما دخلت حكومة السراج إلى طرابلس أصبحت بلادنا بها تلاث حكومات منقسمة، بالإضافة إلى البرلمان، وهذا جراء الفوضى منذ الإطاحة بالنظام السابق ،حيث توجد حكومة واحدة معروفة لدى الجميع وأوراقها على الطاولة، وهناك حكومتان طبرق وطرابلس غير فعالتين على أرض الواقع”.
وأضاف:” في ظل حكومة السراج لازلنا نعاني من الانقطاع الدائم للكهرباء ونقص السيولة بالمصارف وغلاء الاسعار الى جانب وجود تنظيم الدولة الارهابي في بلادنا والذي يرغب في قتل أبنائنا والاستيلاء على ثرواتنا، نخشى اندلاع اقتتال داخلي بين اتجاه يدعم حكومة التوافق واتجاه يرفض التسليم لها، والأمل معقود على حكمة الليبيين في النجاة من هذا الفخ والاستمرار قدما لبناء مستقبل الدولة الليبية التي أصبح بقاؤها مهدداً.
من جانبه يقول سالم الحلاحي الذي يعمل مدير معهد إن آراء الناس متباينة حول حكومة الوفاق منذ دخولها إلى العاصمة، ومع ذلك يأمل الجميع أن تكون هناك حلول جذرية على أرض الواقع من خلال حكومة واحدة تنهي انقسام المؤسسات، وتعمل على تحسين حياة المواطن، لا سيما وأن فايز السراج رئيس الحكومة وعد بذلك في أكثر من مناسبة”.
وأكد على أن حكومة الوفاق أمام اختبارات صعبة تتعلق بمعالجة أزمة الكهرباء والسيولة في ظل غياب رؤية مقنعة للجموع الفاعلة.
من جهتها تقول الممرضة ايناس بن موسى :” إن فشل حكومة الوفاق الحالية حتماً يؤدي لفشل أي حكومة ،إن حكومة السراج ضعيفة جداً رغم تحصلها على دعم ايطالي فرنسي بريطاني، فقدنا الثقة بها، لم يتمكن السراج في الشروع بأداء المهام الرئيسية للحكومة لأننا نراها لم تتحصل على التأييد والدعم من المواطن، في ظلها زاد الوضع سوءاً ارتفت العملة الأجنبية وتدني الدينار الليبي، ارتفعت الأسعار، تبخرت السيولة من المصارف”.
المتقاعد حسن الشريقي يقول:” في البداية تحمسنا كثيراً لها ، غير أن ذلك التحمس تضاءل حين تغيرت الاوضاع للأسوأ، تلك الحكومة جاءت نتيجة تفاهمات سرية بين الأطراف الفاعلة في العاصمة الليبية وبين جهات خارجية ، الهدف منه إبعاد الأنظار عن حقيقة ما يجري من تفاهمات بين الميليشيات الإسلامية المختلفة ودوائر خارجية”.
من جانبه يقول الأستاذ الجامعي مفتاح بن دلة:” لقد جاء مشهد دخول رئيس الحكومة الليبية الجديدة فايز السراج إلى البلاد عبثياً، يتلاءم مع فوضوية مشهد الحرب الأهلية هناك. وقد شاهدنا كيف دخل لطرابلس بمركب صغير بعد أن تم اقفال كافة المنافد البرية والجوية أمامه وما إن وصل حتى استقر في قاعدة بحرية مشددة الحراسة وتسلم مقاليد السلطة.
وأضاف :” وبعد دخوله الدرامي للبلاد كانت أمامه مهمات شاقة في بلاد مفككة غير موحدة تملأها مليشيات مسلحة متناحرة في بلاد تمزقت اوصالها بعد تغلغل داعش التنظيم الإرهابي الذي تنجلي مهمته في قتل شبابنا والإستيلاء على أراضي ليبيا وخيراتها خاصة وأن الاقتصاد الليبي يعاني من هشاشة، نتيجة اعتماده على عوائد النفط التي تراجعت بسبب الحرب، واغلاق كثير من الموانئ النفطية الليبية، بداية من منتصف سنة 2013، كما أثر تراجع أسعار النفط، والتي وصلت إلى انخفاض غير مسبوق في زيادة متاعب الاقتصاد الليبي. إضافة إلى الحرب الذي تشن ضد داعش والتي أثرت على الاستثمارات الأجنبية ونفور الكثير منها، الأمر الذي جعل الحكومة الجديدة أمام مشاكل اقتصادية، وهو ما يتطلب وضع خطط مرحلية واستراتيجية لإنعاش الاقتصاد الليبي.
بدوره قال زياد مادي:” إن السراج كان ينتظره سيل كبير من التحديات كإعادة بناء مؤسسات ليبيا المتصدعة، وترويض الميليشيات الطامعة بالسلطة، وكسب دعم مؤيدي الحكومة شرقاً إلى جانب سحق تنظيم داعش ودولته المزعومة الناشئة في سرت. وعند وجوده بطرابلس الغرب كان يأمل أن تشكل الحكومة الجديدة شريكاً يساعدهم على محاربة داعش حتى يتم رفع الحظر على التسلح الذي فرض مؤخراً على ليبيا وقد حاول السراج جاهداً في كسب ثقة البرلمان ولكنه لهذه اللحظة لم تتم الموافقة وخاصة أن حكومة الوفاق هي طوق نجاة بالنسبة لهم لأن أغلب الليبيين يعانون من نقص في السيولة وعدم توفر مرتباتهم وغلاء كبير في السلع الأساسية وعدم توفر الكثير من الأدوية والتطعيمات وانعدام الأمن في العديد من المناطق.
وأضاف:” ينتظر الليبيون من هذه الحكومة أن توفر لهم كل ما يحتاجونه من ضروريات الحياة اليومية وأتمنى من كل الناس أن ينظروا دائمًا إلى ليبيا وأن يكون هدفهم توحيد البلاد، فوجود حكومة أفضل من الوضع الحالي. الحالة في ليبيا سيئة جدًا، وهي تسير في منطقة الدمار وعلى الجميع أن يتنازل عن أهدافه سواء أكانت قبلية أم غيرها وأن يضحي من أجل ليبيا”.