رقصةٌ على قُدُودِ الإيحاء

رقصةٌ على قُدُودِ الإيحاء

 بقلم :: عبد السلام سنان 

ما يضيركِ سيدتي أن أنبش في رمادِ أسئلتي المعقدة والمحيرة ؟ المرسمومة على أطلال جفنُكِ المُستهام، كما لُعب الأطفال الورقية، تستخف بها ريح جنوبية، أقلّبُ وجهي تلقاء هسيس صمتكِ، وملامح خجلكِ المثناترة، العالقة على أعوادِ دهشتي، كما سُنبلةٍ تحت نعال الحرمان، وتظلي ذاكرتي اليافعة، التي أحملها على كتفِ الحكمة، ألا تدرين ..؟ أن عينيكِ شتّتت حروفي ذات لحظة كتابية خرافية، كسطوة المجد في ليلِ الحُبور، يتكسّر صوتي المبحوح، كما مكعب ثلجٍ يلوي في قعرِ كأس شهيّةٍ، كوشمٍ ملوّن على كتف الضوء، منقوعٌ بالإغراءِ، يُرنّمُ على أوتارٍ عذرية المقام، ما أشهى ملحُ الأنين على خاصرةٍ أجلدها بسياطِ اللهفة، كنصال سهامٍ غفّتْ أهدابكِ الواثقة، كما الحُزن المُشاع في منافي الضياعِ، يُباغثُ شجرة لوزٍ فضّيةٍ، ينبت الحرف الجليل على أديم الوجع، وسُباتِ الملل يُزْهرأحلام بنفسجية، تحت أكمام الشوق انسلخت محاراتٍ فضّيةٍ، أجُوبُ متاهات المدى، أرمّمُ حلمكِ الكسيح، وإليكِ توقًا لا يتبدد، هكذا صنعتْ بي عبقريتي، أن أتوحّدُ بكِ، فمن عينيكِ وحدها أقتنصُ للّيل ألفُ قصيدة، من غيري أيتها البهية ..؟ يرمّمُ تجاعيد طينكِ المبلل بالاشتهاء، سأعيدُ ترتيب هشاشة ملحكِ، لن ألْوِ ذراع أمْسُكِ المغصوص بلقمةٍ كاذبة، سأدُسّكِ في أحشاءِ دلائي الخاوية، سأدوّنُ اسمكِ الفاخم فوق ايقاع مزاجي، أدوْزِنُكِ نوتة تُسيل لُعاب هامش القصيد، أقْطِرُ نجمتكِ اللامعة إلى مخدعِ الكستناء، لينام الضوء على ساعديّ المرهقتان، يتثاءبُ أحلامٌ عذراء، أُصفّدُ رغباتٍ مغمورة في وحشةِ الإنطفاء، ومن ثقوب ناياتي يصدحُ صمتكِ هديراشابقا، كلازورد المساء على وجنة السنابل، مُدْ أقمتِ جدار روحي الذي كاد أن ينقضّ على حين غرةٍ، ها أنا اليوم أرْبُتُ بِحُنُوٍ على حائط نبضكِ، أصفعُ بحضوركِ الملكي أرقي البليد، وأطْعِمُ حظكِ الظمآن، المتضور جوعا، فاكهة التين، وحلوى السكاكر،برائحة الحبق والنعناع الصيفي، أقذف بقصائد الوجد إلى شغاف روحكِ الثملة بالعناء، وكل ما أتوق إليه، أن أحفظ أبجدية الهروب إليكِ، سألود بأحلامي عند أبواب الليل، أركلُ حشود يأسي، وأرتال بؤسي، تؤنبُني ذاكرتي الحمقى، المُعبأة بالرجفة الخائرة، ونفاقُ ساعتي الجدارية العتيقة، تلْفُظُ آخر أنفاس عقاربها الرتيبة المنهكة، كما صباحاتي رهينة اليباب، تُمزّقُ أحجياتيالجحودة، أنهكني نيسان مراوغ، ساقط ورق التوت المملوء بالتجاعيد واليباس، كملامح صُعلوكٍ تاهت عنه دروب الرفاهية، وغابت عن مساءاته مدائن الصخب الرمادية، فما عادت تطربه القوافي، يتيمٌ كفيف اليراع، غصّت بالمدادِ دفاتره، يربتُ على لُجّةِ أحزانه، يقتفي أثر الطقوس المريبة المثيرة، يتلحفُ إزار غدٍ بائسٍ، يتوهّجُ هيكلهُ دونما حطبٍ ولا نارٍ، يُطرّزُ ضحى الأيام، يقتاتُ على ذاكرةٍ حُبلى بخيبة الأوهام، يلِجُ أهوار سيدةٍ خلف تلال الماضي، تتربعُ على عرشِ مملكتها البكر، يهمسُ لها بألف قصيدة معجونة بالترف المتبرج، كحُلمِ ٍشهي، تُوقظه حفنةُ ضوءٍ من لهيبِ امرأته التي طالما رتعت فوق صدره، تجتاحه بفوضى ايماءها الليلكي، تنتحرُ على حُلُمها المُباح، تفرغُ آخر قناني ثرثرتها السّخية، تتعرى من خاصرة ظلّها، الذي لا يعرف العوج والضآلة، كأنما تصرخُ في رواقٍ تائهٍ، كما غيمةٍ تتحرّشُ بليلٍ نقيٍ، تقطف كرزة القمر اليتيمة، تُذيبُ الثلج على كتفِ الحبوروهسيس الخريف يستفزني يؤزُني يحرضني، يداهم ليلتي العذراء، ترتجف خائرة، وأنا كطفلٍ يُعاقرُ قطعة سكر، ولا يحلُمُ سوى بها ولا يريد أكثر..!

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :