رمضان شهر الروحانيات وانتعاش المهن المحلية للنساء

رمضان شهر الروحانيات وانتعاش المهن المحلية للنساء

تقرير : بية فتحي

  مع حلول شهر رمضان المبارك، يتجلى سحر هذا الشهر في الأجواء الروحانية والتقاليد العريقة، إلا أن ما يميز هذا الموسم أيضًا هو انتعاش العديد من المهن التي تمثل رافدا مهما للاقتصاد المحلي ، وتتيح للكثيرين، وخاصة ربات البيوت، فرصة لتحقيق دخل مالي إضافي ، وخاصة الذين يبتكرون منتجات مميزة تضفي لمسات خاصة على الطقوس الرمضانية،  ورغم الارتفاع الملحوظ في الأسعار، يظل الإقبال على هذه المنتجات في تزايد، حيث يسعى الناس لإضافة لمسة من الأناقة إلى موائد الإفطار والسحور.

فسانيا تسلط الضوء على أبرز هذه المهن، كيف يمكنها أن تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل لعدد أكبر من الأسر.

شهر الإبداع والفرص الاقتصادية للنساء في المجتمع المحلي“.

رهف صانعة “التمورة” من مدينة سبها،  حيث يتم حشو التمر بأنواع مختلفة  من الشوكلاطة  ويتم تزيينها بعبارات معينة، تروي رهف تجربتها قائلة:  “في شهر رمضان، يلاقي منتجي إقبالًا كبيرًا جدًا، لدرجة أنني أحيانًا أعجز عن استقبال الطلبات.” وتضيف: الجميل هو أنني أستطيع العمل من منزلي، مما يوفر لي الوقت والجهد، وقد أصبحت قادرة على تغطية احتياجاتي من دخلي البسيط.”

من جانبها، تؤكد “فاطمة السيد”، مندوبة لأحد المواقع، التي اختارت في الأعوام الأخيرة توفير زينة رمضان وفوانيس ومباخر ، أن مشروعي لاقى نجاحًا كبيرًا من خلال التواصل الاجتماعي.

وأوضحت ، لدي متجر إلكتروني أعرض فيه منتجاتي طوال العام، إلا أن الإقبال يكون أكبر في المواسم الدينية، خاصة في شهر رمضان وعيد الأضحى المبارك.

أما “ريما زايد”  التي تعمل في مجال الطباعة والرسم على الأواني، فهي تشير إلى أن “رواج منتجاتي يتزايد خلال هذا الموسم، حيث أقوم بطباعة عبارات رمضانية ورسم شخصيات كرتونية تتعلق بشهر رمضان.

وأشارت زايد أنها لم تتوقع يوما أن يكون شغفها بالرسم سيتحول إلى مصدر دخل يكفي احتياجاتها في الكثير من الأوقات.

ربة البيت مبروكة ، أم لسبعة أطفال من مدينة الزاوية، تخصصت في صناعة ورق البوريك، الذي يُعتبر الطبق الأساسي في كل بيت بالمدينة .

تُفيد مبروكة بأنها اعتمدت صناعة البوريك منذ سنوات طويلة، حيث تقول: في كل عام من شهر الخير، ألقى إقبالًا واسعًا من المحيط.

وتضيف أنها ازدادت شهرتها بعد توسع مشروعها، حيث بدأت تجهز البوريك بخلطات جاهزة وأحيانًا يتم طلبه مقليًا.

أما ندى رجب، ربة المنزل التي تعمل على تجهيز ما يعرف بعجينة بوريك الجبدة ، عبرت أنه رغم التعب الشديد الذي أتعرض له أثناء التجهيزات، إلا أنني أتحصل على دخل جيد، خاصة في رمضان ومواسم الأفراح.

وتُضيف ندى أنها تستقبل في نهار رمضان أكثر من 10 طلبات يوميًا.

فيما تشير أم علي التي تعمل على توفير أنواع من المعجنات والموالح، إلى أنها تلاقي رواجًا كبيرًا من نصف رمضان.

وتوضح أنها تعتمد في مشروعها في النصف الأول على المعجنات الفارغة ليتم حشوها لاحقًا من قبل الزبونة.

أم الحسنين ، التي تعمل في تجهيز البهارات والقصب بطاحونة منزلية، تشير إلى أن مشروعها لا يزال صغيرًا بحسب قدرتها المالية.  وعلى الرغم من صغر مشروعها إلاّ أن أم الحسنين تأمل في تحقيق نجاح أكبر وتقول أسعى لتكبير المشروع وعمل علامة تجارية خاصة بي، خصوصًا عندما وجدت الطلب على منتجاتي يتزايد في كل عام.

أما الحاجة فاطمة ، التي تعمل على تجهيز التمر المعجون والنعناع المجفف بالإضافة إلى ذلك تعمل الحاجة أيضا على تجهيز البقسماط ” الخبز المرحي  ، فتعبّر عن احترافها في هذا المجال قائلة: قررت العمل بهذا المشروع لأنني كنت أعاني سابقًا من عدم ثقتي بنظافة تلك المنتجات وخلوها من الشوائب.

وتؤكد الحاجة  أنها تُعدّ منتجاتها بضمير، حيث تسلمه نظيفًا دون أتربة.

وتشير إلى أنه يتم تسليم  كافة الطلبات في كل عام قبل الشهر المبارك بيومين على الأقل.

تردف الوافدة وفاء صلاح المتخصصة في مجال الخياطة منذ 3 سنوات اعتمدت على توفير فساتين رمضانية، بالإضافة إلى خياطة مفروشات بأقمشة يستخدمها الرواد في رمضان، وخاصة “الشولاكي

وتشير إلى أن طلبات الزبائن تتزايد مع اقتراب الشهر الفضيل، وموسم الأعياد.

وتضيف: أسعى دائمًا لتقديم أفضل التصاميم التي تتناسب مع أذواق العملاء، لضمان نجاح مشروعي.

سلوى الحراري تقول: إنها تعمل على تجهيز أنواع من العصائر الطبيعية والكركدي ليتم تسويقها عن طريق أحد إخوتها في أحد الشوارع الحيوية بمدينة مصراتة.

وتابعت: بالإضافة إلى العصائر، تعمل عائلتي على توفير حليب ولبن الماعز الطازج طوال العام، إلا أن البيع يكون أكثر في هذا الشهر.

سالمة ربة بيت، تعمل على تجهيز خبز التنور، تعتبر أن شهر رمضان يمثل فرصة ذهبية لتعزيز دخل أسرتها.

تقول سالمة: إن هذه الصنعة هي مصدر دخل لها منذ سنوات.

تشير سالمة أعمل على مدار السنة، لكن الطلب يزداد بشكل ملحوظ في رمضان، حيث أعمل طوال النهار متحدية درجات الحرارة المتقلبة.

أم لميس، فلسطينية تقطن في مدينة سبها، تعبر عن وضعها بعد فقدان زوجها، حيث تقول: “لا أملك أي دخل مالي، لذا اعتمدت على صناعة قوالب الكيك وكافة المرطبات والحلويات الجافة في سائر الأيام. أصبحت هذه الصناعة مصدر رزق أساسي أعيش به.

وتشير أم لميس إلى أن موسم رمضان والأعياد يشهد إقبالًا كبيرًا في الحجوزات، مؤكدة أن لديها زبائن يكفون حاجتها. تعكس تجربتها الإرادة القوية في مواجهة التحديات، وكيف يمكن للعمل الجاد أن يساهم في تحسين الظروف المعيشية.

تُشير ريم مصباح، إلى أن الربح الناتج عن المشاريع الصغيرة يعتبر مؤقتًا، ولا يمكن الاعتماد عليه كدخل أساسي.

وتضيف: أحيانًا تعمل ربات البيوت دون إجراء دراسة جدوى، مما يؤثر سلبًا على نجاح مشاريعهن.

كما تلاحظ أن الكثير منهن يقبلن على هذه المشاريع برأس مال قليل جدًا، مما يعيق تحقيق أرباح كبيرة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :