بقلم :: عمر الطاهر
المقدمة :
من كان يستطيع ان يكتب فصول هذه الرواية الحزينة ؟
اي عقل كان يمكن ان يتصور هذا الحال الأدهى من الخيال ؟
في اعتقادي ، حتى العّرافين و العرافات و قارئي الفنجان لم و لن تسعفهم شياطينهم في استقراء هذا المآل .
هذا الشطط لم يكن يتبادر الى ذهن اكبر المداهنين سياسيا من اْبواق الشاشات الشداد .
لا نبكي ليبيا انها كانت تكتظ بصروحٍ ممردة من قوارير او انها ارم ذات العماد .
و لكن لم تكن سدوم و لا كانت عاموراء .
و كأنها اليوم قلب سافلها عاليها ، و قلبت أفئدة الناس على حدٍ سواء .
تلاشت الرحمة من قلوب العباد ، فملئت قسوة و جهلا و ظلما و قهرا و اضطهاد .
تنكرت الوشائج لبعضها و تمزقت ، فأصبحت حضراً و بدواً و عرباً و امازيغاً و توارق و تبو و بعضا من بقايا الترك و شراذم الامم ، و اصبح الشعب كلٌ في شُعبةٍ و واد .
يستنهضون ثاراتهم القديمة و كانهم عبس و ذبيان و كأنهم تغلب و ربيعة ، بل ثمود و عاد .
طغوا في الارض ، و قتلوا و هجروا و اكثروا فيها الفساد .
و كأن الله استبدلهم بقوم ، فما عاد القوم الذين نعرفهم من باتوا يسكتون هذي الوهاد .
من ذَا سوف يكتب الفصل الأخير ، من رواية ( الشعب الشهيد ) ، في معركة بينه و بين نفسه ، باسم الله و الوطن و الحرية و المال و الجاه و الكراسي و قهر العباد .