الاجتماع الأول للمنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء

الاجتماع الأول للمنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء

(فسانيا)…
عقدت المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء بطرابلس اجتماعها الأول بحضور رذيس مجلس إدارة مفوضية المجتمع المدني بحكومة الوحدة الوطنية السيد (أ. عبد الحق امحمد القريد)، ورئيس المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعض
اء (أ. د. حتيوش فرج حتيوش)، و(د. عبدالحفيظ الشيبانى)، و(د. محمود ابودبوس).
وأوضح (أ. د. حتيوش فرج حتيوش) خلال الاجتماع الدور العلمى الهام الذى ستؤديه هذه المنظمة مؤكدا اهمية هذا النوع من العلاج وان مسطرة القدرة التى منحها الله للبشر لاترقى اطلاقا الى القدرة المطلقة لله وحتى البشر منحهم الله قدرات متفاوتة واسبغ عليهم نعم متفاوتة فوهب عيسى قدرة احياء الموتى ومع ذلك فقدرة احياء سيدنا عيسى للموتى لاترقى الى قدرة الله فى الإحياء والموت، وقدرة الاطباء لاترقى الى قدرة عيسى، فالله عز وجل منح قدرات للانبياء والرسل تختلف عن قدرة البشر العاديين، وعندما قال موسى لقومه اضربوه ببعضها هذه قدرة منحها الله له، ولو ضربوه ببعض بقرة اخرى فلن يحدث ماحدث فى البقرة التى جادل بنو إسرائيل فيها، هذه القصة التى وغيرها من القصص التى اوردها الله جل وعلا فى كتابه الذى لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، توضح بجلاء تفاوت القدرات الممنوحة لعباده بغض النظر عن معتقدهم.
واشار (احتيوش) الى شابة من منطقة المحروقة التي منحها الله الحياة، فهذه الشابة التى زرعت لها كبد بعمر ثلاث سنوات، هي اليوم معانا شابة وزوجة.
ومن جنابه تقدم رئيس مفوضية المجتمع المدني بحكومة الوحدة الوطنية (أ. عبد الحق القريد) بالشكر والتقدير على القائمين على هذه المنظمة كمؤسسة مدنية لها أهميتها، مشيرا (القريد) الي الطلب الذي قدم الي دار الافتاء التي افتت بجواز عمل المنظمة ، إنْ تقيدتْ بالشروط التي بينتها، وبجواز تسميتها وإشهارها باسم المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء.
ووجه (القريد) نداء الى حكومة الوحدة الوطنية ووزارة الصحة لاجل تقديم العون والمساعدة خاصة لمراكز غسيل الكلى ولهذه المنظمة وتوسيع قاعدة مراكز زراعة الاعضاء لتواكب معطيات العصر وتشارك فى نشر الفرحة لمرضى اضناهم المرض وقض مضاجعهم افتقار البلاد لعلاجات هامة وضرورية.
ثم تحدث (د. عبدالحفيظ الشيبانى) موضحا ماتعانية مراكز غسيل الكلى من نقص حاد فى الادوية والمعدات، وعن حاجة مرضى الكلى للاهتمام بهم ورعايتهم وتدبير العلاج لهم.
هذا ونوقش في الاجتماع خطط وبرامج المنظمة، وما سيتم العمل عليه خلال الأشهر المقبلة، وتسجيل التعقيبات والملاحظات، وتم الاتفاق على عقد اجتماع آخر لمناقشة اوسع ووضع خطط اشمل تفيد الجميع.
هذا وكانت دار الإفتاء الليبية قد بينت جواز اعتماد واشهار عمل المنظمة باسم: (المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء) في سبتمبر من العام الماضي وفق الاتي
السيد المحترم/ رئيس مجلس إدارة مفوضية المجتمع المدني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحية طيبة، وبعد:
فبالنظر إلى مراسلتكم المتضمنة السؤال عن جواز اعتماد منظمة باسم: (المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء)، وعن صحة عملها من عدمه، علما أنها منظمة أهلية من منظمات المجتمع المدني، مقرها بطرابلس، تعنى بالعمل على توعية الناس بالتبرع بالأعضاء في الحياة وبعد الموت.

الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أمّا بعد:
فإن الإسلام رغب في فعل الخير بما فيه حياة الناس، وتوعَّدَ من يعرض حياتهم للخطر، قال تعالى: ﴿مَنْ ‌قَتَلَ ‌نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ ‌أَنْ ‌يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ) [مسلم: 2199]، فمن استطاع أن يحفظ حياة إنسان بأيّ وسيلة من الوسائل المشروعة الجائزة، فإنه ينال على ذلك الأجر إن شاء الله، ومن ذلك التبرع بالأعضاء، لكنَّ العلماء اشترطوا لجوازه شروطًا، منها: أن يكون المتبرع كامل الأهلية، وأن يكون التبرع لمسلم، فلا يجوز التبرع لكافر، وأن تستمر معه حياة المتبرِّع، ولا تتعطلَ وظيفةٌ أساسيةٌ من وظائف جسمه، بأن لا يكون عضوًا لا تستمر الحياة بدونه كالقلب، أو عضوًا يعطِّلُ زوالُه وظيفةً أساسيةً في حياتهِ، كنقل قرنية العينين كلتيهما، وأن تكون نسبة نجاح الزراعة غالبةً في الظن لا موهومةً، وأن لا يكون بواسطةِ البيع؛ لأن بيعَ الحرِّ محرمٌ، وبيع البعضِ كبيع الكل، قال صلى الله عليه وسلم: (قَالَ اللَّهُ: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ ‌بَاعَ ‌حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ) [البخاري:2227]، فإذا قرر الأطباء أنه لا ضررَ على المتبرِّع ولا على المتبرَّع له، وأن مصلحة التبرع مرجوةٌ، فإن صاحبه يؤجرُ، كما يشترط لجواز التبرع بأعضاء الميت موافقة الميت قبل موتهِ، أو موافقة ورثته بعد وفاتهِ، أو موافقة وليّ أمر المسلمين إن كان المتوفى مجهولَ الهويةِ، أو لا ورثةَ له.
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي رقم: 26 (1/4) [1]، بشأن انتفاع الإنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حيًّا كان أو ميتًا:
“ثانيًا: يجوز نقل العضو من جسم إنسان إلى جسم إنسان آخر، إن كان هذا العضو يتجدد تلقائيًّا، كالدم والجلد، ويراعى في ذلك اشتراط كون الباذل كامل الأهلية، وتحقق الشروط الشرعية المعتبرة.
ثالثًا: تجوز الاستفادة من جزء من العضو الذي استؤصل من الجسم لعلة مرضيةٍ لشخص آخر، كأخذ قرنية العين لإنسان ما عند استئصال العين لعلةٍ مرضية.
رابعًا: يحرم نقل عضو تتوقف عليه الحياة كالقلب من إنسان حي إلى إنسان آخر.
خامسًا: يحرم نقل عضو من إنسان حي يعطل زواله وظيفة أساسية في حياته، وإن لم تتوقف سلامة أصل الحياة عليها، كنقل قرنية العينين كلتيهما، أما إن كان النقل يعطل جزءًا من وظيفة أساسية، فهو محل بحث ونظر.
سادسًا: يجوز نقل عضو من ميت إلى حي تتوقف حياته على ذلك العضو، أو تتوقف سلامة وظيفة أساسية فيه على ذلك، بشرط أن يأذن الميت قبل موته، أو ورثته بعد موته، أو بشرط موافقة وليّ أمر المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له.
سابعًا: وينبغي ملاحظة: أن الاتفاق على جواز نقل العضو في الحالات التي تم بيانها، مشروطٌ بأن لا يتم ذلك بوساطة بيع العضو، إذ لا يجوز إخضاع أعضاء الإنسان للبيع بحالٍ ما، أما بذل المال من المستفيد، ابتغاء الحصول على العضو المطلوب عند الضرورة أو مكافأةً وتكريمًا، فمحل اجتهاد ونظر”.
وعليه؛ فإن عمل المنظمة جائزٌ، إنْ تقيدتْ بالشروط السابقة، ولا بأس في تسميتها وإشهارها بهذا الاسم، والله أعلم.
وتجدر الإشارة ان المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء أعلنت عن انطالاقها كمؤسسة مجتمع مدني في مارس الماضي من العام 202‪1 الجاري
في حفل إشهار أقيم بمدينة مصراتة، حضره بعض أعضاء مجلس النواب ولفيف من المسئولين بالمدينة وبعض اساتذة الجامعات ورئيس جامعة مصراتة وبعض اساتذة كلية الطب والاطباء وعدد من مشائخ وحكماء مصراته والقيت في الحفل كلمات اشادت بالهيئة الوطنية العامة لزراعة الاعضاء والانسجة والخلايا ورئيسها ا. د. إحتيوش فرج إحتيوش وماقدمته الهيئة والعاملين بها كما ثمن المتحدثون اهمية اشهار المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء وزرعها من الاحياء والمتوفين.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :