تقرير : منى توكاشها
في شهر رمضان المبارك، تتجلى روح العطاء والتكافل، تبرز مبادرات إنسانية تعكس قيم التضامن والمودة في المجتمع الليبي من مدينة سبها إلى الكفرة ومرزق والقطرون ، تتوحد الجهود لدعم الصائمين والمحتاجين، مؤكدة على أهمية الصدقة والمساعدة في هذا الشهر الفضيل. تتنوع الأعمال الخيرية من توزيع القفة الرمضانية إلى إقامة الخيم الرمضانية، ومن مبادرات دعم الأيتام إلى حملات توزيع السلال الغذائية، كلها تسهم في نشر الخير في أرجاء المدن الليبية.
هذه الأعمال لا تقتصر على توفير الطعام فحسب، بل تمتد لتشمل الدعم المادي والمعنوي، معززةً بذلك الروابط الاجتماعية ومؤكدةً على القيم النبيلة التي تحملها هذه المجتمعات.
تحدث خالد ، مواطن من مدينة سبها، عن حملة القفة الرمضانية التي أطلقها في المدينة ، مؤكدا على أهمية المساعدة والتصدق في إفطار الصائمين خلال شهر رمضان المبارك. وأشار إلى أن الصدقة تكتسب أهمية خاصة في هذا الشهر المبارك.
وتحدث خالد جهود مجموعة من الشباب في توزيع المياه على عابري السبيل، قال إن فكرة توزيع المياه جاءت بعد حديثه مع صاحب محل المياه المعدنية، الذي أشار إلى وجود فجوة بين المحال التجارية وأهل الخير. وأكد أنه لو كانت الحلقة موجودة، فإن الأعمال الخيرية ستكون أكبر وأكثر تأثيرًا.
وأضاف أن الأعمال التي قاموا بها في هذا الشهر بسيطة، حيث قدموا “قفة رمضانية” تحتوي على مياه معدنية وعصير وحليب، وتحتوي أيضًا على 5 تمرات، وتم توزيعها على العمالة وعابري السبيل والصائمين.
وأشار إلى أن هذا العمل توقف بعد أيام قليلة من بداية رمضان، حيث كان المصدر في جلب مكونات السلة هي من المجموعة وحدها ولكن لم يستطيعوا الاستمرار وحدهم . ولكنه أعرب عن رغبتهم في بذل المزيد من الجهود إذا أتيحت الفرصة، ودعا جميع الأفراد المقتدرين للاستمرار في العمل الخيري، لأن الصدقة تحمل أهمية كبيرة في هذا الشهر المبارك، ولمساعدة عابري السبيل خلال هذا الشهر الكريم وزرع حب هذه الأعمال في نفوس الناس.
قلماي شني، مواطن من مدينة الكفرة، قال إن هناك العديد من الأعمال الخيرية التي تجري في المدينة خلال شهر رمضان المبارك، وتستهدف بشكل رئيسي العمالة الوافدة السابقة والنازحين من دولة السودان في هذا العام تشهد المدينة وجوداً كثيفاً للنازحين من السودان بسبب قرب الحدود بين الكفرة والسودان.
ومن بين هذه الأعمال الخيرية، يتم تنظيم خيمة رمضانية تحت إشراف المواطن محمد الذي يقوم بهذا العمل منذ ما يقارب من 8 سنوات. تُقدَّم هذه الخيمة فرصة لتقديم الإفطار للصائمين وتلبية احتياجات العمالة الوافدة السابقة والنازحين من السودان. يُقدَّر عدد الأفراد الذين يفطرون في الخيمة بما يتراوح بين 30 إلى 40 فردا يوميًا، وقد يكون هذا العدد أكبر في بعض الأيام.
وأضاف أن العديد من الأفراد في المدينة يشاركون في دعم هذه الخيمة من خلال التبرعات وتقديم المساعدة المادية والعينية تُعتبر هذه الخيمة فرصة لتعزيز التلاحم والتواصل وتعكس قيم الكرم والتضامن المتجذرة في المجتمع.
وأشار أنه في هذا العام، يتم التركيز بشكل خاص على تقديم الدعم للنازحين القادمين من السودان في هذه الخيمة، حيث يسعى السيد شني وفريقه لتلبية احتياجاتهم وتوفير مساعدات إضافية لهم. يُعزز وجود الحدود السودانية القريبة من الكفرة تحديات النازحين، ولذا فإن التضامن والدعم المقدم لهم يعد أمرًا ضروريًا لتخفيف معاناتهم.
وقال إن أفراد المجتمع في الكفرة يسعون إلى تعزيز جهودها الخيرية خلال شهر رمضان المبارك، وتوفير المزيد من الدعم للعمالة الوافدة السابقة والنازحين من السودان، بهدف تخفيف الأعباء عنهم وتمكينهم من قضاء شهر رمضان بأجواء من الرحمة والسعادة والود.
وفي مدينة مرزق تتواصل مساعي الخير والعطاء ، حيث أفادت جميلة موسى بوجود مبادرة إنسانية نبيلة تقوم بها مجموعة من السيدات الرائدات في المدينة تهدف هذه المبادرة إلى تخفيف أعباء الأيتام وجعل عيد الفطر المبارك أكثر سعادة وبهجة لهم.
وفي السياق ، أوضحت جميلة موسى أن السيدات المشاركات يعملن بجد واجتهاد على توزيع مبالغ مالية على الأيتام، بهدف تلبية احتياجاتهم المالية ومساعدتهم في شراء ملابس العيد.
يأتي هذا الجهد من قبل هذه السيدات المتحمسات للعمل الخيري بهدف إضفاء الفرحة والابتسامة على وجوه الأطفال الذين فقدوا أحد أو كلا الوالدين.
وأضافت أن هذه المبادرة تعكس التضامن والروح الإنسانية العالية في المدينة، حيث تتحدَّ السيدات ويجمعن جهودهن لإحداث فرق إيجابي في حياة الأيتام.
إن هذه الخطوة الإنسانية الرائعة تؤكد على القيم النبيلة التي تتسم بها مجتمعاتنا، وتعكس الترابط والاهتمام بأفرادها.
وقال أحد مواطني مدينة القطرون إنه يعمل على تنظيم حملة توزيع سلة الإفطار في شهر رمضان الكريم.
و تهدف هذه الحملة إلى توفير سلال غذائية محملة بالمواد الأساسية للصائمين والأسر المحتاجة.
ويقوم بجمع التبرعات من المجتمع المحلي والمؤسسات الخيرية لتعبئة السلال الغذائية. وتضم هذه السلال مجموعة متنوعة من المواد الغذائية الضرورية مثل الأرز والشعيرية والسكر والزيت والتمور والحليب، وغيرها من المنتجات الغذائية التي تعزز التغذية الصحية.
بالإضافة إلى ذلك، يقول إنه يولي اهتمامًا خاصًا لتضمين السلال بمكونات صحية ومتوازنة، مثل الخضراوات والفواكه الطازجة.
ويشير إلى أن هذه الحملة ليست مجرد توزيع غذاء، بل هي فرصة للتضامن والتعاون في رمضان. ليشجع المشاركين في الحملة على التطوع والمشاركة في توزيع السلال الغذائية.
وفي الختام، يعبر عن أمله في أن تكون هذه الحملة بمثابة إسهام صغير ولكنه مهم في خدمة المحتاجين وتخفيف معاناة الصائمين خلال شهر رمضان الكريم. و يؤكد تزامنه بمواصلة الأعمال الخيرية والمبادرات المجتمعية لتعزيز الرفاه والعدالة في المجتمع.
وقالت عائشة يوسف عضوة في منظمة بيت فزان، بأن المنظمة نظمت حملة لإفطار الصائم، بالتعاون مع أعضاء المنظمة. تم خلال هذه الحملة توزيع سلال غذائية على الأسر المحتاجة المسجلة في سجلات المنظمة.
وأضافت يوسف أن الهدف من هذه الحملة هو توفير المتطلبات الغذائية لهذه الأسر ، وتخفيف العبء عنهم خلال شهر رمضان الكريم. كما أشارت إلى أن المنظمة تعمل جاهدة لتقديم الدعم والمساعدة.
وأضافت أنهم مستمرون في تنظيم المبادرات الخيرية والبرامج الاجتماعية في المستقبل.
في مدينة الجفرة للعام الرابع على التوالي تواصل منظمة قارة عافية للتنمية الإنسانية جهودها الخيرية ، بهدف تخفيف الأعباء عن عدد من الشرائح المتأثرة بالضغوط الاقتصادية في العام الحالي 2024.
في إطار الخطة السنوية للمنظمة واستجابةً لاحتياجات الأسر المتضررة في شهر رمضان الكريم، قامت منظمة قارة عافية بتوزيع مساعدات تتضمن لحوم دواجن مجمدة، وبيض، وخمسة أنواع من عصائر الفواكه بسعة لتر ونصف، وذلك لعدد 70 أسرة لم تستلم أي أنواع من المساعدات من أي جهة سابقًا.
وأشارت رئيسة منظمة قارة عافية للتنمية الإنسانية، يثرب معيوف، إلى أن هذه الشحنة تم تقديمها من قبل عدد من رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال المؤيدين للأعمال الخيرية والإنسانية.
تم تنفيذ هذا العمل الخيري وفقًا لجدول الأعمال المعد مسبقًا من قبل المنظمة، وذلك بهدف توفير المعدات والمساعدات لجميع فئات المجتمع وبالطريقة التي تمكن الأسر من مواجهة تحديات شهر رمضان وفقًا للمعايير المتفق عليها مسبقًا.