غلاء الأسعار يهدد فرحة العيد ويثير قلق الأهالي

غلاء الأسعار يهدد فرحة العيد ويثير قلق الأهالي

الأزمات المالية وغلاء الأسعار يهددان احتفالات العيد هذا العام.

فسانيا : بية فتحي حليمة عيسى

تعيش الأسر الليبية حالة من الاستياء والقلق في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد. وبالتزامن مع اقتراب عيد الفطر المبارك شهدت الأسواق ارتفاعا ملحوظا  في أسعار الملابس ، ولاسيما ملابس الأطفال، حيث تجاوزت زيادتها الضعف مقارنة بالسنوات السابقة ، ويعود سبب هذا الارتفاع إلى ارتفاع قيمة الدولار مقابل العملة الليبية.

و تعد ملابس العيد جزءًا لا يتجزأ من التقاليد المتعارف عليها لدى كل الليبيين ، حيث يحرص الأهل على توفير ملابس جديدة  لأطفالهم للاحتفاء وإضفاء البهجة والسعادة على قلوبهم ، ولكن مع الغلاء المفرط والمستمر  ، أصبحت تلك التقاليد مهددة بالاندثار.

وقد صرح العديد من أرباب الأسر عن عجزهم بتلبية احتياجات أفرادهم نتيجة الدخل المحدود.

تقول مريم يوسف ، جل العائلات في موقف صعب ولا تحسد عليه فقد أصبح من الصعب عليهم  توفير ملابس جديدة لأطفالهم  في العيد الذي يعتبر من أهم المناسبات الاجتماعية لدينا.

ونوهت يوسف ، بات من الضروري أن تتخذ الحكومة والجهات المختصة إجراءات ضرورية للحد من الارتفاع المستمر في أسعار الملابس والمواد الأساسية الأخرى ، بالإضافة إلى إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لمساعدة الأسر الليبية على تلبية احتياجاتها وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

ولاحظت عائشة علي، وهي أم لتسعة أطفال، أن أسعار الملابس قد ارتفعت بشكل كبير مقارنة بأسعارها في بداية شهر رمضان ، وتفاجأت عائشة بأن سعر فستان لطفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها عامين وصل إلى 300 دينار ليبي.

وزعم عيسى محمد ، أن  هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار تعود أسبابه  إلى ارتفاع سعر الدولار وزيادة الطلب على الملابس والخدمات.

ويضيف إبراهيم أبوبكر ، أن غلاء المقتنيات الخاصة بالعيد بشكل عام يعود أيضًا إلى غياب رقابة فعالة على المحال التجارية واستغلال التجار لهذه الفرصة.

وأعربت زينب النور عن استغرابها من الأسعار المبالغ فيها خلال هذا الموسم، حيث لا يقل سعر القطعة الواحدة عن 200 دينار ليبي. وأشارت زينب إلى أن تأخر صرف الرواتب عن المواطنين يجعل الأمور أكثر تعقيدا ، ومن الصعب  على العائلات وأصحاب الدخل المحدود تحمل هذه الأسعار المرتفعة.

وعبّرت حواء وديع عن استيائها من ارتفاع الأسعار، حيث تلاحظ أنها ترتفع بشكل ملحوظ خلال فترة رمضان ومواسم الأعياد، إلا أنها أوضحت أنه لا يزال هناك أماكن تقدم أسعارًا معقولة وفقًا لقدرة الفرد.

أما فاطمة علي أكدت ،  أنها قامت بشراء ملابس لأطفالها قبل شهر رمضان، حيث لاحظت في السنوات السابقة ارتفاع أسعار الملابس قبل حلول العيد ، ونصحت الآباء والأمهات بالتخطيط المسبق وتوفير مبلغ صغير من المال في كل شهر، خصيصًا لتلك المناسبات، لتسهيل الشراء بأسعار معقولة.

وعبرت إحدى المواطنات عن قرارها بعدم شراء أي ملابس جديدة هذا العام، نظرًا للأزمات المالية التي تواجهها، وارتفاع الأسعار بشكل لا يطاق ، وأشارت إلى أنها ستضطر إلى منع أطفالها من المشاركة في فرحة العيد، حتى لا يشعروا بالإحراج أمام الآخرين.

وقالت مواطنة أخرى إنها لم تستطع توفير ملابس لأبنائها السبعة هذا العام، وتنتظر بفارغ الصبر انخفاض الأسعار عسى أن تتمكن من إسعاد أولادها ، مشيرة إلى أنها لا تعرف كيف ستتمكن من سداد إيجار منزلها في ظل ارتفاع الأسعار الفاحش واقتراب موسم العيد.

ومن جانبه عبّر  التاجر عبد الجليل أحمد، عن استيائه من قلة الإقبال على شراء ملابس العيد هذا العام، ويرجع ذلك إلى ارتفاع الأسعار الذي تشهده الأسواق.

و أوضح التاجر محمد إبراهيم، أن ارتفاع الأسعار خارج عن إرادة التجار، حيث يرجع ذلك إلى ارتفاع سعر الدولار وتكاليف الإيجارات ونقل البضائع في زيادة تكلفة الملابس.

وأفاد الخبير الاقتصادي سالم الشريف ، أنه يجب أن تعمل الحكومة على تنفيذ سياسات اقتصادية ومالية فعالة تهدف إلى تقليل التضخم وتحقيق الاستقرار الاقتصادي ، بالإضافة إلى مراجعة السياسات النقدية والمالية للتأكد من أنها تعزز القدرة الشرائية للمواطنين وتحدّ من التضخم الذي يؤثر سلبًا على أسعار الملابس والسلع الأساسية.

وتابع يجب  على أصحاب المحلات التجارية أن يتحملوا مسؤوليتهم الاجتماعية وأن يبذلوا جهودًا لتقديم أسعار معقولة ومناسبة للملابس والسلع الأخرى خلال فترة العيد، واتخاذ إجراءات إيجابية مثل تخفيض الأرباح المتوقعة أو تقديم عروض وتخفيضات خاصة للمستهلكين خلال هذه الفترة الهامة.

يظهر بوضوح استياء الأهالي من ارتفاع الأسعار بشكل مفرط وصعوبة الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية، مما يؤثر على قدرتهم على إدخال البهجة والسعادة لأطفالهم في فترة العيد، حتى  وصل الأمر إلى حد تجنب بعض الأهالي مشاركة فرحة العيد منعا  للإحراج وكسر قلوب الأطفال بسبب  الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الأفراد في حياتهم اليومية.

و من جهة أخرى، يشتكي التجار من الركود الذي يعانون منه خلال هذا الموسم الحيوي والمهم بالنسبة لهم ، وتراجع الطلب و القدرة الشرائية للمستهلكين يؤثران بشكل كبير على أعمالهم وأرباحهم .

ويعتقد الكثير أن الحل الناجح لهذه المشكلة يكمن في تبني قرارات عاجلة وفعالة من قبل الحكومة للحد من التضخم وتحسين الوضع الاقتصادي.

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :