فسانيا :: حواء عمر
للريشة قصة ملهمة مع بطلة قصتنا ، فبرفقتها اكتشفت عوالم أخرى لامست روحها ، بدأت علاقتها مع الريشة منذ أن كانت في ربيعها السادس عشر ، خولة فتاة تعشق الرسم و لها أسلوب مميز في استخدام ريشتها و تناسق ألوان رسوماتها ، تعبر من خلالها عما يلج في خاطرها من أفكار و مشاعر ، و تضفي عليها من جمال شخصيتها ، وهي ذات موهبة حقيقية في رسم كل ما تراه بمنتهى الروعة.
الأنمي أدخلني عالم الفن التشكيلي
تقول خولة ” كانت بدايتي مع الرسم في عمر السادسة عشر , حيث رسمت أولى لوحاتي و التي كانت لإحدى شخصيات الأنمي ، استمررت لفترة أحاول إعادة رسم شخصيات الأنمي ذاتها ، فطرأ تحسن في كل رسمة جديدة عن سابقتها ، وأضفت بصمتي الخاصة على كل رسمة ، و بعد فترة من محاولاتي تحسين أسلوب الرسم ، تفاجأت بتلك اللوحة التي أنجزتها ، حيث كانت جميلة جدا وفي الحقيقة لم أكن أتوقع أن أتقنها لهذه الدرجة ، مما أدهشني وجعلني سعيدة جدا بالنتيجة.
نساء العائلة دعمن فني !
وأعربت ” العائلة كانت سندي الأول ، فلقد قدمت لي الدعم و دفعتني للاستمرار في الرسم أختي الكبرى وعمتي ، بالرغم من أن باقي أفراد العائلة لا يعيرون اهتماما للمواهب إلا أنهم أعجبوا كثيرا بما فعلت ، و شجعوني وساندوني لأستمر بتطوير موهبتي. “
مع مرور الوقت ازداد حبي للرسم كثيرا ، فبتّ أ قضي وقتا طويلا في ممارسته ، و استمررت لمدة عام كامل أتمرن على رسم شخصياتي المفضلة”.
هكذا أضافت خولة في عبارات يزينها الحب رغم بساطتها بروتريهي الأول و جمال البساطة. ذكرت ” بعد تخرجي من الثانوية العامة توقفت عن الرسم لمدة طويلة بسبب الدراسة ، عدت من جديد للرسم و لكن هذه المرة بشكل مغاير تماما ،لأتقن رسم أشياء جديدة
رسم الملامح
وتابعت: ” لقد ساعدتني وسائل التواصل الاجتماعي في صقل موهبتي بشكل مذهل , حيث كنت أتابع الكثير من الرسامين حول العالم , ومن هنا انتقلت لمرحلة متطورة من الرسم وهي إتقان رسم الملامح ، ولقد نجحت في رسم شخص أعرفه جيدا وكانت الرسمة برغم بساطتها جميلة.
مرايا قلب خولة
ونوهت خولة ” الرسم بالنسبة لي وسيلة للتعبير و إيصال كل ما نعجز عن قوله في بعض الأحيان ، وبالأخص رسم العين ، فهي معبرة جدا، فكما يقولون ” العين مرآة القلب ” عبرت خولة بهذه الكلمات عن شيء ما في خفايا عالمها وكأن كل ماعدا “الرسم” يعجز عن إدراك حقيقتها.
أفادت ” كنت أعيد رسم بعض اللوحات و أضيف لمساتي الخاصة , حيث أجسد ما أراه مناسبا” للتعبير عني من خلال رسماتي ، ولأستقصي إن كان هناك من يملك نفس النظرة التي أرى بها الأشياء
. بينت ” كنت دائما ما أرجع للوحاتي القديمة و أتأملها , وأشير إلى التفاصيل التي كنت أستعين بها و أسلوبي الذي كنت أستخدمه لأقارن بين وضعي الآن و ما كنت عليه سابقا.
ودائما” أسعى لدعم كل من حولي من أجل إثبات ذاتهم من خلال الرسم , وأحرص على تقديم النصيحة و أذكرهم بأنهم يوما ما سيحققون ما يحلمون به و يبلغون ما يطمحون إليه.
شغف الزجاج و جداريات الطموح.
تتحدث خولة وهي مبتهجة “كنت أقضي جل وقتي , في الرسم “. وقالت وهي تصف طريقتها في الرسم والتي تنجزها في ساعات بلا كلل أو ملل و بكل سعادة ” كنت أحيانا أقضي ساعة في رسم تفاصيل الشعر وساعة في تفاصيل الأنف ، ولكن العين كانت من أشد التفاصيل دقة و صعوبة ولذلك دائما لديها النصيب الأكبر من الوقت والجهد لكي أنجزها بنجاح.
أعربت ” أريد المساحة والدعم الكافي لأتمكن من الرسم فلدي طموح بالرسم على الجدران والزجاج وحتى أزقة الشوارع ،وحلمي هو أن أمتلك مرسما خاصا بي ، أعرض فيه لوحاتي و أقضي فيه وقتي للرسم ، ففي داخلي قلب شغوف يجسد فني ورؤيتي على الأرض من خلال تلك الرسوم ، وما أريده هو عالم يحتويني و يتسع لأفكاري، فأنا أتحدث من خلال الرسم و أعبر عن كل ما يجول في خاطري.
ختاما: أبدعت خولة في رسوم عدة كما أنها أثرتنا من خلال عباراتها ببوحها : أن الرسم عالم خاص ينقل من يراه من الواقع إلى الخيال الملهم في لوحاتها.