نبيلة الوزّاني
المَطامِحُ التي لمْ تهُزَّها يدُ المُمكنِ
كيفَ لها
الخلاصُ مِن مُنَبّهِ المَمنوعْ؟
كَيف لها
الانفصالُ عنِ استعارةِ الكِنايَة؟
لا شيءَ بعدْ..
مِقياسُ التّنبّؤاتِ
هزيمةٌ مُكتظَّةُ الخُصوبَة،
تُوقِعُ بُورصَةَ التّطلّعاتِ الحميدَة
وتُلقي بِالحلمِ خارجَ الألوانْ..
مَا الحقيقةُ وما السّرابْ
البحثُ سَفَرٌ تأكُلُهُ الطريقْ؟
هؤُلاءِ الذينَ يُحطِّمُونَ الحياةَ
يَخْتالُونَ على أنْقاضِها
يَبْكُونَها حدَّ الفَضيلَة!
مِن أينَ نأتي بِبدايةٍ أُخرى؟
تَسلُّقُ الخَيالِ لَهْوٌ مع الوقتْ
تعتيمُ البَصيرَةِ
انْغِماسٌ في الخَطيئَة
فَمِن أينَ تَأتي دَعائِمُ الحِكمَة …!؟
نحنُ أبناءُ الفِطرَة
المُتَّهَمون بكْ
القَريبُونَ جدّاً مِنكْ
البَعيدُونَ كثيراً عنكْ
نحنُ الكَبيرُونَ بالحُبّ سَعةَ البحرْ
الجَميلُونَ لِمَا وراءَ الشّمسْ
القاصِرونَ عنِ الانْطلاقْ
خطواتُنا لا تكفِي
لِنُغادرَ شارعاً ونُفتّشَ عنْ آخَرْ
وإنْ مَضيْنا
الطريقُ يقطعهُ الجائرِونَ والعادِلُونْ
أيُّ الفريقيْن مَذهبُك؟
الحُصولُ ليسَ هديّة
الحُصولُ مُثابَرَة..
لا وَقتَ لِهَذَرِ الإسْفلتْ
الموعدُ بعيدٌ كيَومِ العيدْ
قصيرٌ كفرحِهْ؛
الحلمُ قطارٌ أعرجْ
المحطّاتُ ذاكرةٌ لا تنامْ
الأرْصفةُ اجترارٌ لَِلوقتْ
والمَنازِلُ أزمنةٌ تبحثُ عنْ صدَاها….
أيّها المُغلَّفُ بالفَوضَى ……
ضَحاياكَ نحنُ ومُتَّهِمُوكْ
المُعتَلّونَ بالمُفارَقاتْ
العابِرونَ في غيمِ التَّوقُّعاتْ
المًطرُ بعيدٌ عن احتمالاتِ الشِّتاءْ
نحنُ التَّعِبونَ عليكَ المُتعَبونَ بكْ
نَطبخُ رُؤى الغدِ
على صَفيحٍ مُتهالِكْ
نُقدّمُها وَجبةً طريّةً للَعفَوِيَّةِ
ونتكاثَرُ في حَنجرةِ الدُّعاءْ …
منّا ومِنكَ تَصدُرُ قيامةُ الضّوء
الانتظارُ يستحقّ حَلوَى النّهاية؛
لا ترُصَّنا
على أرصفةِ المُصادَفَة
لا تُرهِقِ الجُدرانَ
بأمانِينا الظَّمئَة،
بثَقلِ ظُهورِنا،
بالأحلامِ ساعةَ االقيْلُولَة،
بتلكَ الأشياءِ الصّغيرةِ
التي تُشَكّلُنا،
لا تتعوّدْ على ثَوبِ البَرْدِ
فنُصبحَ أجساداً
غيرَ مُؤهّلةٍ
….. تذْوي …..
/ في رَقصةِ الرّيحْ /