منية عمار
يا رُوحَ رُوحِي ويَا رَوْحِي ورَيْحَانِي
يَا رَفّةَ الحُلْمِ فِي شَدُوِي وَألْحَانِي
الجُرْحُ كَانَ وَحِيدًا غَيْرَ أنَّكِ إذْ
فَارَقْتِنِي صَارَ لِي فِي القَلْبِ جُرْحَانِ
جُرْحُ العُرُوبَةِ أشْقَانِي وَأتْعَبَنِي
وَجُرْحُ فَقْدِكِ أدْمَى قَلْبِيٓ الحَانِي
ذَابَ الفُؤَادُ وَلَمْ يَنْعَمْ بِثَمْرَتِهِ
كِلَاهُمَا مُضْغَةٌ فِي فَكِّ سَرْحَانِ
فَرِيمُ نَامَتْ وَلَمْ تَنْهَضْ كَعَادَتِهَا
لِتَطْرُدَ الهَمَّ عَنِّي حِينَ تَلْقَانِي
بَحَثْتُ عَنْهَا فَكَمْ مِنْ جُثَّةٍ طُمِسَتْ
فِي غَارَةٍ مَزَّقَتْ أهْلِي وَجِيرَانِي
وَجَدْتُهَا وَوَجَدْتُ الوَجْهَ مُمْتَقِعًا
بَعْدَ البَيَاضِ كَسَاهُ الأحْمَرُ القَانِي
مَسَحْتُ عَنْهَا غُبَارَ المَوْتِ قُلْتُ لَهَا
إصْحَيْ وَلَا تُكْثِرِي يَا رِيمُ أحْزَانِي
رَدَّتْ بِصَمْتٍ وَلَيْسَ الصّمْتُ عَادَتَهَا
لَا لَمْ تُثَرْثِرْ وَلَمْ تَحْفِلْ بِوِجْدَانِي
كَانَتْ ذِرَاعَايَ فِي صُبْحِي تُرَاقِصُهَا
مَا بَالُهَا ذَبُلَتْ فِي دِفْءِ أحْضَانِي
لَمْ تُبْقِ لِي غَيْرَ قُرْطٍ سَوْفَ أحْمِلُهُ
ذِكْرَى فَيَا قُرْطَهَا كُنْ أنْتَ نِيشَانِ