زئبق هلامي الحواف 

زئبق هلامي الحواف 

بقلم :: عبد السلام سنان 
جديلة الليل تهطل على كتفٍ مطرٍ يتيم، سنابل الحقل أجهضتها الرياح الضارية، الليل مرتبك الزرقة كما رعشة هرِمة على ساعدٍ هلامي الذبول، يتقزّم الوهم كعنكبوتٍ هرم التحفز، يتعرّى النسيان من مجده المزعوم، الغيمة تشرع أجنحتها للريح المارقة، تلثم توهج الطين كحفنةٍ وميض فوق لُجج السراب المجاهر بالصمت الآفل، محشورٌ همس الناي خلف جذوة حلمٍ لمدينة بائسة، تتماهى التماعة نشوة غافية بين دروب متحفزة الشغف، أجيج الشوق يروي شجن الخيال عند انعراج الشمس اللعوب، غسق متكاسل الأهداب، حلمٌ خريفي متجدر البراءة، كفوفٌ تتسوّل مساءات فضّية الملامح، برتقالية الاشتهاء، ليلٌ مجبول من ملحٍ وريحٍ أصفر، مدائن الليل تهجعُ بالبشارة القرنفلية، الأزمنة الممهورة باليأس تسكنها رتابة العتمة، تمور في مهاوي هلامية الأغوار، تنحني خوابي الاشتهاء، تغصُّ الأرض بآنيةِ الوعود الشرهة، تشعلُ مسامات المآب المتسربلة، الارتجاف المتسلق هيكل القهر يمزّقُ رداء الليل السمج، ندب الطين تلفحُ زغب العناقيد الآئلة للنضوج، تعبر الشمس الكسول عهدة الأزل، ينبتُ الزعتر في مهدِ أساطير الخرافة الموسمية، ويبقى مذاق قهوتي فاخراً، كحرفِ الكتابة القيصرية، هي محضُ مجاز الأبجدية .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :