كتب : عبدالسلام سنان
الرياضة المدرسية تربية للسلوك أولا ، وثانيا هي الوعاء الأمثل والفضاء الزماني الذي يستوعب الطاقات الكامنة التي يتمتع بها التلاميذ في السنوات والشرائح العمرية المختلفة، ولا يمكننا نحن كمربين وتربويين أن نغض الطرف على متطلبات كل مرحلة من المراحل السنية ، فممارسة التلميذ لرياضته المحببة داخل مدرسته هي بمثابة إثبات الذات أمام الجماعةوهي أيضا غرس لقيم نبيلةوكذا فهي تحسين لقدرة التلميذ على توظيف مهاراته الخلاّقة ، علاوة على أنها فرصة لتكوين علاقات مميزة مع زملائه التلاميذ، ناهيك على أن الرياضة المدرسية هي بالإصافة إلى كونها مناخ ترويحي فهي الحاضنة المثالية لإكتشاف الموهوبين المتميزين في مختلف الرياضات وشتى الألعاب ، وفي ظل وجود إدارة مدرسية ناجحةومعلمون أكفاء، يصبح من السهولة بمكان إكتشاف التلاميذ الأكثر تميزا وإبداعا وبالتالي يسهل على المهتمين بالشأن الرياضي على مستوى النخبة ضم أولئك الموهوبين لصفوف المنتخبات الوطنية في جميع الألعاب ، غير أن ما نراه اليوم كما لمسناه بالأمس صورة باهتة مكررة ، أضحت مدارسنا عامل طرد لا جدبفهي عبارة عن كتل إسمنتية مقززة ، ينعق على أسطحها الغربان، تفتقر إلى أبسط مقومات البنى التحتية لممارسة شتى أنواع النشاط المدرسي، وكل تلك السلبيات أثرت على سلوك التلاميذ سلبا، فبات قلقا يئساً ينتظر ساعة سماع جرس آخر حصة لينفد بجلده من جدران الكآبة والضجر حاملا معه إلى الفضاء الخارجي شحنة من القوة يستجدي البراح الأفضل والمتسع المكاني الذي يناسبه ليفرغ تلك الطاقة الهائلة التي تنازعه، قصدت هنا عبر هذه الزاوية التربوية تسليط الضوء على أهم المعضلات التربوية التي ربما غفِلها ولم يتجاهلها المربين وصناع القرارالذين يهمهم الشأن التربوي ، لعلّ في ذلك تحسيسا وتنبيها لإستدراك ما آل إليه وضع النشاط المدرسي بصفة عامة والرياضة المدرسية على وجه الخصوص ، إنتبهوا أيها السادة ، المدرسة بيئة بناء تعليمي وتربوي ، وركيزة ذلك البناء التلميذ ، ومن خلال بناء الجسم نحصل على عقل نير يتطلع إلى غد مشرق وضّاء .
إلى موعد يتجدد هنا عبر زوايا تربوية أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .