انتصار سليمان
لأنني من المطرودين
من أزقة الهدوء
مرمية في امتهان الضجر
سأعلّق في عنقي
أجراس القطيع
ولأنني سأنضج بمعرفتي
سأرمي سفالة العالم بسخرية
سأوبّخ قاتلي بهزّة رجلٍ
وأنفض المآسي عن كتفي
بنقرة السبابة والإبهام
أربعون عاماّ
أنقل حجارة الأيام
ويرمقني الأوباش بفرح جليل.
لا الليل أثبت صداقته
ولا النهار أهداني بشارة
جلَّ ما في الوقت كابوس
وطاحونة الألسن تُفرغ أحشاءها
أربعون عاماً
لم أنس حليب أمّي
أصابع جارتنا المقوسة
سعال أبي
ولا شطحات جارنا رحمه الله !
************
لم أنس
صديقتي الرادار
أختي المتزوّجة عنوة
ابنتي السجينة بنطف أبيها
وما لم يقله أخي
في دمعته الأخيرة !
فمن يثبت أنني مررت …
وأنا المحنّطة على جدارالوقت
المسكونة بفروض الغباءالمستتر ..
أقدّر أنني ضمير الضمير
فأخرج من شرنقة
التلاشي حافية …..
***********
اليوم ميلادي …..
مرثيّة الدمع شقيّة
لم يساعدني أحدٌ
على حلّ وظيفة
رونق المرآة فاضح لصراخي..
كسّرت أقفالي ..
ابتهلت السراب
رقّمت الصفحات
عساني أحظى بأرقامي..
عذاب الأقدام بداية خطوة
الطريق موشومٌ بالوجوه
فيض المرارة
يسدُّ فوّهة القلم
والامي الصغيرة لا تعني أحداً!
********
كل عامٍ وأنت تحترفين الامان
لم يُطرق بابي
القلب نايٌ
الروح مزمار
فرقٌ للعزف في مدن الصّم
لا أعرف لمَ أتتني الخنساء…
ولادة ..رابعة ..مريم ….
وفاطمة …
وما بقي منهنَّ
سوى جواهر الألم …..
الخوابي فارغة
ومايليق بي السكر..!
الموت قربان الفضيلة.. ممددٌ
صحرائي بعيدةٌ ترتجف قصباً
من حبّة كيّ …
وأنا الخارجة
من نهر العطش
أتوق للرقص الهادئ
رنين الزيف
أمتشق قافية العرّافة..!
**********
أربعون عاماً
هل صرخت أمّي ؟
هل صرخت عنّي وعنها؟
هل كان على الداية أن تسكتها
هل فاض
من ثدييها حليب القلق؟
أم كان سراب القلب يلهث؟
فمن أسماني انتصار القتل؟
من ذبح طيوراً حتى أنام؟
من نذر طولي حزناً..؟
من أضرم في روحي الشكّ؟
أسئلةٌ قلت :
سأطرحها على الرّب حين أراه
فكرت:أن أنهي بوصفٍ جيد
ما معنى الجيّد يا أبتاه؟
الدير تعمّد بعشق اله
وأنا تائهةٌ أرتق نبض الكلمات
فهل نسيت أمي
أن تقطع سرّة عتقي
من بطن الحوت ؟
أو مرّ الدرب إلى قبري
وسوّى شاهدةً حيّة ..؟!