سأُخْفيكِ سِراً

سأُخْفيكِ سِراً

شعر :: حمزة الحاسي

بَين كُل المسافاتِ أنتِ
بين الحقيقة والخيال
وفي وجهِ قهوتي
وفي المرآه
وفي رائِحةٌ الصليلِ والتهجير
آراكِ في أسمي
وفي الأشياء واللا أشياء
يامدينةُ الأحلام
ياقبور الشهداء
سأُخفيكِ سراً
وراءَ غاباتِ عينيك
وراء الحُروف
والدروب وبَرد الشِتاء
سأُسْكِنُكِ دمعةً بين الجفون
لأن المسافاتَ تقتُلني
لأن عِطركِ مرفأ
والأيام ذاكِرةٌ السفينة
لأن عشقك منفى
وهجّرُكِ غنيّمة
أتفقدُ مِن حوليْ كُلَ يومْ
والوجعُ يعْصِرُ
مِن مُخيلتي اللِقاء الأخير
لا شيء سِوى الوعود
الوعودُ هداياكِ أم الرحيْل
أتذْكُرين الجنون ؟
العِتاب
السحاب
والقُبل .
أتذْكُرين النجوم السابِحاتِ
ورائِحةُ المَطر ؟
أتذْكُرين كًمْ عَددْتُ
على أصابعكِ الندية
أسراب السفر
وكيف كُنا نُميّزُ سوياً
مابين أصواتِ
الرصاصِ والرصاص
أتذْكُرين الوضاعَة
والفضاعة
وساعات النُزوحْ
وبعد أن عَبَرنا اليقين
وانكسرنا بِلون الرماد
خُذي عِطر ذاكِرتي
خُذي إسمي
خُذي صوتي
دعيني أرسُمكِ باقة غُفرانٍ
أو أكتبكِ شِعراً حُراً
لأني إذا ما عُدتُ ورائي سيّدتي
سأُخفيكِ سراً .
“حمزة الحاسي”
أبريل _2019

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :