سبها المدينة الغارقة في مستنقع الجريمة

سبها المدينة الغارقة في مستنقع الجريمة

خاص فسانيا

هَلْ تُقَامُ صَلَاة الغَائِبِ عَلَى رُوحِ المَدِينَة المَنْهُوبَة ؟

تتسارع الخطى في شوارعها الشاحبة ، تماما كدقات قلوب المارة في ” الشارع الواسع ” كذلك الرصاص الخارج من فوهات البنادق هو الآخر جدا سريع، تجاري سرعته سرعة الضوء إن لم تتفوق عليه ، لكن الجميع يحاول ممارسة حياته اليومية في ظل انعدام الفرص البديلة ، قلة منهم غادرت نحو الشمال حيث يتوفر جزء من الأمن ، يراه سكان سبها أفضل بكثير من حال مدينتهم التي أسموها مجازا المنكوبة ، فجاء الاسم مطابقا لمواصفاتها وحالها ، في مدينة يقترب عدد سكانها من 500 ألف نسمة بين سكان محليين ووافدين زوار ومقيمين ، من مختلف الأطياف والأجناس والتوجهات ، مدينة تمارس فيها الجريمة المنظمة على كل المستويات و يصول مجرموها ليلا نهارا تحت مرأى ومسمع جميع الأجهزة الأمنية دون أن تحرك ساكناً .

ميثاق شرف المجرمين متين !

طرق وأحياء ومباني وشوارع تقع تحت نطاق الخارجين عن القانون يمارسون فيها سطوتهم المطلقة على سكان المدينة البسطاء كان علينا البحث عن طريق للتواصل مع أحد قادة العصابات في مدينة سبها ولم يكن الأمر صعبا فالجميع معروفون وبالاسم لكن لا يمكن لأحدهم الاعتراف أو الكشف عن هويته وهذا ما شرطه علينا محمد” البالغ من العمر عشرين عاما ” وهو رئيس تشكيل عصابي يمتهن السطو المسلح . يقول : كنت طالبا و بسبب ظروفي المادية الصعبة ووفاة والدي لم أستطع استكمال دراستي ،عائلتي صغيرة أنا و أمي و أختي ، حاولت أن أعمل لأجني المال فوجدت نفسي أتعاطى المخدرات ، و بالرغم من صغر سني إلا أنني بدأت أرأس عصابة تمتهن السرقة و السطو و التصفية و الخطف أيضا وكل ذلك كان بدعم من ” أ” وهو أحد أكبر تجار المخدرات في سبها و كانت مجموعتي التي أرأسها في السابق تتبع إحدى مجموعات بيع المخدرات ، تعرفت عليهم عن طريق أحد أصدقائي صديق لي عرض علي شراء سيارة بدون أوراق يضيف محمد شارحاً مراحل عمله في طريق الجريمة المنظمة ” في البداية كنت أملك سيارة نوع “مازدا قديمة ” دائما ما كانت تتعطل ، فعرض علي أحد أصدقائي ، من المنطقة الشرقية شراء سيارة بدون أوراق ، و تحدث مع صديقي بائع المخدرات ، وهو تواصل معه ، و اشترى السيارة “فيرنا” التي كانت تقدر بما يقارب أربعين ألف بمبلغ زهيد ” 7 ” آلاف د.ل ، لأنها كانت قد سرقت من مدينة بني وليد ، و هكذا كانت البداية

يُمَارِسُونَ السٍطْو والخَطْفَ ويَنْسِبُونَهَا لمُكَوّنَات المَدِينَة !

أكد : شاركنا في عدة عمليات سطو ، و سرقة ، وخطف ، وأيضا كنا السبب في انتشار الحرابة بالمدينة فكنا نقوم بتصفية أشخاص ، وندعي بأننا ننتمي لإحدى القبائل ، مثلا بعد كل عملية سطو نصرخ ( أولاد سليمان يا كبدي ، تبو يا كبدي ، مقارحة يا كبدي وهكذا لبقية المكونات والأطياف ) وهذا كان من اختصاص صديقي المغربي الأصل الليبي المولد وهو دائما برفقتي ، و أيضا قمنا بعمليات عديدة في منطقة المهدية و بالقرب من عيادة الهلال الأحمر ، و أيضا بحي الجديد بقرب صالة الموعد . خبير في فتح معظم أنواع السيارات ولا سيارة تستعصي علي

بيّن ” أنا خبير في فتح معظم أنواع السيارات، وليس هناك سيارة لا أستطيع فتحها ، و إن استعصت علي أقوم بكسر نافذتها ،وقبل أي عملية أقوم بتوزيع أفراد عصابتي لتغطية المكان ، بالرغم من أني دائما ما أحمل سلاحي ، ولكن ذلك لتأميني ، لأنهم سيطلقون النار فورا على أي شخص يحاول المقاومة ,

وأشار : ” أقود الفيرنا بصحبة صديقي أحدهم ليس ليبيا “مغربي كما أخبرتكم يبلغ من العمر 27 عاما ” ، و الآخر ليبي يبلغ 24 عاما ، ودائما ما كانت برفقتنا سيارة ” هونداي نوع أفانتي معتمة يقودها زميلي “عبد المنعم ” ، و في نهاية كل عملية ” طلعة ” أقتسم مع زملائي الغنيمة ، كل منهم يأخذ نصيبه ، وأنا لست لوحدي أرأسهم فهناك من يدعمني و يقدم لي المعونة ، و أنا بدوري أسكت أفراد عصابتي بالمال ، ففي أبسط الأحوال قد يحصل أحدهم على كل عملية “تمشيطة ” ألف د.ل ” الذهول يسيطر علينا ليكمل محدثنا سرده آخر عملية قمت بها ، كانت في الفترة الماضية بالقرب من ” زرايب حجارة ” ، في هذه العملية قمنا بالتعرض لحافلة تقل عائلة و أخذنا كل ما يمتلكونه ، هواتفهم و أموالهم أفرغنا جيوبهم ، وحتى النساء لم تسلم منا ، فقد أخذنا منهن ما يرتدين من ” ذهب ” ، و أيضا نحن كنا مسؤولين عن مقتل شخص في زراعي القرضة في الفترة الماضية

اتحاد العصابات وميثاقه ضحيته من ؟

استرسل ” نحن متعاونون جدا مع العصابات الأخرى ، و هناك اتصالات فيما بيننا ، لدرجة أنه قد يتصل فرد من أي عصابة ليخبرك بأن هناك سيارة نوع كذا متجهة إلى المنطقة الفلانية بالقرب منكم ، فنقوم نحن بإنجاز المهمة و نتقاسم فيما بعد ما نجنيه من العملية مستذكراً ” في العام 2012 ، عندما كانت هناك حرب بالمدينة ، كانت فرصة ذهبية بالنسبة لنا وقلنا لبعضنا يجب أن نغتنمها ، خططنا لعملية سرقة محلات المواد المنزلية “بمنطقة القرضة ” ، فدعمنا ” أ ” بسيارة كنتر سبعة طن ” وبالتعاون مع مجموعة أخرى قمنا بسرقة تلك المحال ، و أخذنا كل ما فيها من “شاشات و ثلاجات ، مكيفات وكل ما فيها من أجهزة و ومعدات ، و من العمليات التي نقوم بها أيضا الرماية على أحد المصارف بسبها ليلا ، وذلك بتحريض من أحد الأشخاص بالمدينة

. ليختم حديثه معنا ” تم القبض على شخصين من أفراد عصابتي في إحدى العمليات من قبل “الردع ” بالتعاون مع الغرفة المشتركة عبد الكافي ، و إلى الآن لم يعترف لهم بأنه يتبعني ، و نحن بالمقابل حتى الآن لم ننساهم و لا عائلتهم ، فيصلهم حقهم دائما و كأنهم لا زالوا موجودين معنا . عصابتي مزودة بأسلحة منها “بي كي تي ، إف إن ، 2 بنادق ، و مسدسات ، و كلها تحصلنا عليها من عمليات السطو ، فقد نتعرض لإحدى السيارات ، ونجد بها أسلحة ، و معظم ما نتحصل عليه نبيعه بالتعاون مع ” فرج ” وهو من أكبر تجار السلاح بالمدينة .

سجن قوة الردع قارب على الانتهاء

توجهنا لمركز شرطة القرضة ومن أكثر المراكز مواضبة وعمل بالمدينة والتقينا رئيسه السيد يونس شوايل ، وبادرناه بالسؤال كيف تتصرفون مع المقبوض عليهم وأنتم لا تملكون سجون تاويهم . وضح لنا الحقيقة نحن نتعاون منذ مدة مع قوة الردع والقوة الثامنة ، ونحيل اليهم كل من يصلنا من المقبوض عليهم في مختلف الجرائم سطو ، سرقة ، قتل وغيرها حيث يوجد تعاون كبير بيننا كجهات أمنية .

وأكد : أحلنا نحن كمركز شرطة القرضة عدد 73 سجين مقسمين بين سجون الردع والقوة الثامنة وراعينا في ذلك الاعتبارات الاجتماعية ووضع المساجين . موضحا بعض المجرمين ، يسلمهم اهاليهم للمركز ، والبعض الاخر يتم القبض عليهم أثناء قيامهم بجرائم مختلفة .

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :