سبها والكورونا: انتشار ووفيات، وعدم مبالاة واكتراث !

سبها والكورونا: انتشار ووفيات، وعدم مبالاة واكتراث !

  • فسانيا: عزيزة محمد / زهرة موسى

اختلفت وجهات نظر الشارع السبهاوي بين متقبل ، و نافٍ لوجود حالات مصابة بفيروس كورونا ، خاصة بعد ارتفاع عدد المصابين خلال أيام قليلة من تسجيل أول حالة مصابة بالمدينة ، و البعض يعتقد بأن الأعداد المعلن عنها مبالغ فيها ، و في المقابل كان البعض متقبلا جدا لظهور هذه الحالات خاصة و متوقعا انتشار الفيروس خاصة بعد تسجيل حالات مصابة بأكثر من مدينة ليبية .

رصدت فسانيا خلال هذا التقرير آراء المواطنين حول انتشار هذا الفيروس كان متوقعا جدا ظهور حالات مصابة قالت ” أميرة النوري ” للأمانة كان الوضع متوقعا جدا بأن تظهر حالات فيروس كورونا داخل مدينة سبها ، نظرا لأننا لسنا مجتمعا منعزلا عن دولة ليبيا ، فكما ظهرت حالات بمدينة طرابلس ، ومدينة مصراتة ، و مدينة بنغازي ، فمن المتوقع أن تظهر بسبها حالات ، بالرغم من عدم وجود ميناء أو مطار بمدينة سبها إلا أنه لدينا منفذ جنوبي بعيد بعض الشيء و لكنه مفتوح ، و يدخل منه ، و كذلك المنافذ الموجودة في الشرق و الغرب فسكان مدينة سبها يذهبون و يعودون بشكل دائم إلى تلك المدن ، فكنت من الأشخاص المتوقعين ظهور إصابات بالمدينة .

صدمتنا أعداد الإصابات

أوضحت ” شعور الصدمة الوحيد الذي شعرنا به ، هو عدد الحالات ، و ارتفاعها ، خاصة أننا اقتربنا من 50 إصابة خلال 5 أيام و منهم حالة وفاة واحدة ، و الباقي حالات نشطة ، فعدد الحالات في أيام قليلة هو الذي أشعرنا بالصدمة ، فيتساءل الشخص كيف ظهر الفيروس فجأة وكيف انتشر بهذه السرعة ، برغم أننا إذا أردنا تحليل هذا الأمر بشكل منطقي فهذا الأمر يُعزى أساسا إلى أننا بمجتمع مدينة سبها حافظنا في البداية على الإجراءات و التدابير الوقائية ، و لكن بعد أن جاء العيد كان هناك اختلاط شديد و ازدحام شديد جدا أسهمت في ظهور بعض هذه الحالات مع عودة بعض القادمين منهم من الخارج ، و في نفس الوقت لا أستطيع أن أضع اللوم على أن الفيروس المنتشر قادم من الخارج ، فالأمر متروك لمركز الأمراض لتحديد الحالة الصفرية .

وأضافت ” لكن الازدحام الشديد في الأسبوعين الأخيرين من رمضان المبارك ، و كذلك تواجدنا بالمناسبات والاجتماعات ” الأفراح ، و التعزيات ” تواجدنا في التجمعات هو الذي ساهم في انفجار عدد الإصابات لهذا الحد ، و نسأل الله السلامة . وطأة كورونا بدأت تخف في أكبر بؤر التفشي.

أفهمت ” خديجة محمد علي عبدالقادر ” لم أتفاجأ أبدا بل كان الأمر متوقعا على الرغم من أن وطأة كورونا بدأت تخف في أكبر بؤر تفشي الوباء بالعالم يظل الأمر غير مطمئن مالم تتوصل منظمة الصحة العالمية إلى علاج لهذه الجائحة فالعالم اليوم على أعتاب المليون الثالث من الإصابات حفظنا الله وإياكم ، يفترض على المواطن في أي بقعة من العالم أن يعي ذلك و يتوخى الحيطة والحذر، ولكن الآن رفعت الأقلام وجفت الصحف وليس لنا إلا الالتزام بالإرشادات الوقائية ونسأل الله السلامة والشفاء للمصابين وأن يحفظ الله أهلنا في سبها خاصة وليبيا عامة .

ظهور حالات الإصابة في هذا الوقت عقد أمور حياتنا

و أضافت ” خديجة ايلو ” ظهور حالات الإصابة في هذا الوقت عقد أمور حياتنا ، خاصة بعد بقائنا في الحجر لفترة ، و مع بداية رجوع الحياة لطبيعتها عدنا للحجر من جديد ، و كل هذا بسبب استهتار بعض المواطنين بالمرض.

أعرب ” المحامي محمد عبد السلام إنذاره عن انزعاجه وضرورة تقبل الواقع تحت أمر لا خيار فيه مع تنفيذ الحملات بالتوعوية والإلحاح بلا كلل ولا ملل في التوعية حتى تصبح عادة لصيقة بثقافة المواطن .

أفادت ” مبروكة عبدالله ” حاولت التحقق من الخبر من المصادر الموثوقة ، و قمت بنشر منشورات توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي ، و ذلك لزيادة الحرص مع نفسي و مع عائلتي و تتبع سبل الوقاية و الحجر الصحي . لعدم مسؤولية العائدين من السفر.

ذكرت ” بلقيس أبوالقاسم ” ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا كان شيئا متوقعا بالنسبة لي نظرًا لعدم مسؤولية العائدين من السفر أما بالنسبة لشعور الرهبة و الخوف فلم أشعر بهما ، ربما لأني لا أعرف الحالات شخصيًا ، رغم تصديقي بوجودها . تم تجهيزنا نفسيا لاستقبال أمر كهذا

وأظهرت ” استنفذنا قلقنا منذ بداية مارس فالأمر أشبه بأن تم تجهيزنا نفسيا لاستقبال أمر كهذا ،ولا ألوم الذين ينكرون وجود الفيروس ، لأن هناك أطباء بدل أن يكون دورهم في التوعية أظهروا العكس وهو التشكيك ، والناس تبحث على ما هو مطمئن أكثر مثال على ذلك فيروس الإنفلونزا الإسبانية التي فتكت بالملايين لعدم تصديقهم به .

اعتبرت ” أعتقد أن الفيروس بدأ يفقد بعض خصائصه كما حدث لعديد الفيروسات على مر الزمان لذلك العديد من المواطنين يشعرون بأن هذا الوباء كذبة ويقارنون الأمر بما حدث في إيطاليا .

أوضحت ” حبصة احميد نحن جزء من العالم وهذا أمر طبيعي ونحن في الجنوب الليبي لا أعتقد أننا نمتلك حصانه نتميز بها عن بني البشر القاطنين في كوكب الأرض ، و لأن الشارع يطالب بدليل حي ولا يعترف بمجرد أرقام، و كذلك المصابون خائفون من الإعلان عن إصابتهم بالفيروس خوفا من التهكم والتنمر الذي سيتساقط عليهم من أهلهم وجيرانهم ومعارفهم كما حدث مع أول حالة في ليبيا .

بينت ” بالنسبة لالتزامي بالتدابير الوقائية فأنا عن نفسي ملتزمة و لكن في تعامل الناس معي واجهت صعوبة فقد تكون أنت شخصا ملتزما بالتباعد الاجتماعي و يأتي شخص ما لزيارتك و يجلس على مقربة منك ، و يتحسس الأشياء بقربك و قد يلمس هاتفك أو يريك شيئا ما على هاتفه و تضطر لإمساكه ، و قد يصل به الحد إلى أن يريك بعض المقاطع الاستهتارية التي يراها دليلا على عدم وجود المرض و قد يحاول إقناعك بوجهة نظره .

لم أصدق ما يحدث

استرسل ” إسلام المغربي ” كانت صدمة في البداية ، كنت مصدوما بكل معنى الكلمة ، و بالفعل لم أصدق ما يحدث ، خاصة مع الارتفاع المفاجئ للحالات ، فأصبح الموضوع غريبا بالنسبة لي ، و بدأت بعدها الشائعات بالظهور ، على مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض استغل قصة 50 مليون ، لنشر الشائعات لنشر و بث الشكوك في نفوس الناس ، وغيرها من الأمور التي زرعت الشكوك في عقلي ولكن الآن من وجهة نظري بعيدا عن كل السياسات ، الأمر موجود و حقيقي شئنا أم أبينا ، و ليس أمامنا حل آخر غير الالتزام بالطرق الوقائية نسأل الله السلامة للجميع.

مواقع تواصل الاجتماعي هي العامل الأساسي لعدم وعي الناس

أشار إلى ” بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يزالون يصدقون بوجود الفيروس ووجود حالات مصابة بمدينة سبها فأنا أؤيدهم بعض الشيء لأن مواقع التواصل الاجتماعي هي العامل الأساسي لعدم وعي الناس وفهم هذا الموضوع بشكل واضح و مسببا لغطا و تهويلا كبيرا على المواطنين الذين يستمرون في تتبع الصفحات الوهمية، والكارثة أنهم يحاولون إقناع الناس بأفكارهم تلك ، وهكذا تكون المشكلة كبيرة .

الأيام كفيلة بأن تؤكد أو تنفي وجود هذا الفيروس

تابع ” أسامه أحمد علي ناشط مدني ” أنا كنت أتوقع هذا الشيء ، فهو شيء عادي جدا ، فالعالم كله يعاني من هذا الفيروس ، و إن شاء الله يرفع عنا هذا الوباء ، فمن المؤكد و من الضروري الالتزام بالحظر في المنزل و إن شاء الله يحفظ الجنوب وسبها و ليبيا عامة ، و أما بخصوص بعض الناس الذين يقولون ليس هناك أي حالات مصابة ، فالأيام كفيلة بأن تؤكد أو تنفي وجود هذا الفيروس ، وسيعرف لوحده إن كان وجود الفيروس حقيقيا أم لا ، بالرغم من أنه يمكنه التأكد من أكثر من مصدر خاصة بالبحث على الإنترنت .

تحدثت ” منى توكه ” في البداية لم أصدق وجود حالة مصابة بالفيروس خاصة بعد تأكيد الإصابة من بعض الجهات ، وبعدها تم نفي الخبر ، و أنه عارٍ عن الصحة جاء النفي من أهل المتوفية قبل إدارة المستشفى ، و لكن أما بعد ظهور الحالتين و تم التأكيد ومن قبل المركز الوطني للأمراض ، في الحقيقة بت الخوف في قلبي ، لأننا نحن مجتمع صغير ومعتادون على المخالطة ، والانتشار مسألة وقت ، وفعلا منذ اليوم الثاني بدأت تظهر زيادة في عدد الحالات المصابة ، فقلت مستحيل السيطرة على الوضع ، ولكن الآن مع الأخبار المتداولة والفيديوهات والمغالطات ، لم أعد قادرة على فهم الوضع ، و لم أعد أعرف هل نصدق وجود هذا العدد من الحالات أم لا نصدق لأن يتم تداول الأخبار من دون جدية في نقلها بدقة ودون أي اعتبار للشعب الذي يعيش حالة توتر و قلق .

تابعت ” التزمت بالحظر وتقيدت مع أن حياتي أغلبها حجر فمنذ بداية انتشار الكورونا بدأت باستخدام المطهرات ، و عند خروجي أرتدي الخمار ، و عند رجوعي من الخارج أترك ملابسي في الشمس على طول، أما الآن بعد فرض تدابير صارمة بالحظر فرحت بانتشار عناصر الأمن بين الشوارع وفرضهم الحظر بالقوة ، بدون تساهل كالسابق أفادت ” حليمة الماهري ” كانت النتيجة متوقعة جدا بالنسبة لي كمتابعة للوضع العام وأيضا من خلال الحلقات التي أجريتها عبر راديو فزان ومن خلال تسليط الضوء على الجانب التوعوي الذي خلق لدي تهيئة لظهور بعض الحالات كما هو متوقع وأيضا في طبيعة الحال الجنوب عامة وسبها خاصة هي نقطة تجمع عدد كبير من سكان المنطقة من مختلف جنسياتها ، و كذلك الروابط الجغرافية مع الدول الأفريقية التي انتشر فيها الوباء فإن مدينتي لن تكون في منأى عن ظهور أي حالات .

و أفصحت ” الخبر صادم من ناحية الأعداد التي بنظري تعتبر قليلة جدا نتيجة لعدم الالتزام ولكن هده الأزمة ستمر مرور الكرام ونعول على وعينا ودور كل مواطن في الالتزام بالحجر المنزلي .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :