سبها والهجرة غير الشرعية

سبها والهجرة غير الشرعية

سالم أبوظهير 

في يناير 2019م ، تحصل الطالب محمد أبو زيد محمد، على درجة الماجستير من جامعة الشرق الأوسط الأردنية عن اطروحته (الهجرة غير الشرعية وأثرها على الأمن القومي الليبي)، حيث تناولت الاطروحة في جانباً منها ، قوافل الهجرة الغير الشرعية التي تتخد من سبها ، نقطة تجمع وأنطلاق لتتجه صوب جنوب أوربا

أشارت الأطروحة إلى أن ” مدينة سبها تعد مركز جذب مهم وحيوي للراغبين في الهجرة من بلدانهم الافريقية صوب أوربا ، وأنها موطناً لتجمع المهاجرين من أفريقيا، وأن بعض من سكانها، يقدمون كل التسهيلات لإتمام عمليات التهريب والتهجير. وأن ” أهل سبها لديهم القدرة على سلوك ممرات مختلفة وبعيدة عن الانظار، حيث يتم تهريب المهاجرين الى سبها، من خلال آليات ومركبات  يكون زجاجها معتم، يحجب رؤية من بداخلها تماما ، مستفيدين من الانفلات الأمني وغياب الرقابة الحدودية،.

وبحسب الأطروحة فأن رحلة التهريب ” تبدأ من الحدود الليبية التشادية المشتركة، لتحط الرحال في سبها وضواحيها، قبل أن ينتقلوا إلى سرت، وصولا إلى المدن الساحلية، ومنها إلى قوارب المو ت نحو أوروبا، وأن “رحلة تهريب المهاجرين من سبها إلى أيطاليا (بحسب الأطروحة) تصل أرباحها إلى (1000) ألف جنيه إسترليني لكل مجموعة من المهاجرين، وأن المهرب يحصل على (100) جنيه إسترليني، أي مايعادل (600) دينار ليبي ، مقابل كل مهاجر يعبر به نقاط التفتيش على طول الطريق من سبها حتى بني وليد”.

سبعة مسارات قالت الأطروحة أنها رئيسية لإنطلاق المهاجرين من الجنوب الليبي إلى الجنوب الأوربي ، من بينها المسار الذي ينطلق من دارفور مرورا بالقلع الغربي ، ثم عبور ليبيا بالقرب من منفذ السارة إلى خط الأربعمائة، ومن ثم إلى جبل كلمنجة، ومنها لمنطقة واو الناموس، ثم إلى سبها، فطرابلس، ومباشرة إلى أوروبا.

ومسار أخر ينطلق من تشاد إلى ليبيا عبر منفذ السارة البري، ومنه إلى منطقة ريبانة أو جبل كلنجة ثم إلى منطقة السرير، ومنها إلى أجدابيا والبريقة وصوال إلى أوروبا.

الأطروحة أشارت إلى أن افواج الهجرة غير الشرعية أثرت بشكل مباشر على واقع بنية وواقع المجتمع الليبي ككل، وبشكل خاص على مدينة سبها ، حيث تداعيات الهجرات الغير شرعية، أكثر خطورة ويستوجب تدخل مؤسسات الدولة بشكل عاجل ، وتتباين هذه التداعيات من اقتصادية، وسياسية، وأمنية، واجتماعية، ونفسية، حيث تسبب الهجرات الغير شرعية في  ارتفاع نسبة البطالة والجريمة في سبها بالإضافة لانتشار جرائم إلارهاب التي صاحبت الهجرات غير الشرعية وجرائم الاتجار بالبشر ،وانتشار للأمراض المعدية ، وانتشار جرائم النصب والاحتيال، وتجارة المخدرات وتروجيها، والتجارة في الأعضاء البشرية ، وتزوير العملة وتهريبها، وبيع البضائع الفاسدة، وسرقة السيارات والعبث بالتيار الكهربائي، وانتشار ظواهر الشعوذة، والتسول وغيرها.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :