جميل أبو صبيح
[ مرثاة ابنتي
طائري الصغير]
ثلاثة أيام
فقط ثلاثة أيام
حط الطائر الصغير الملون على كتفي
حط بريشه الملون الناعم
الشديد النعومة
لم يغن أي لحن
لم ينظر بعينيه المغمضتين
لم يفتح عينيه
لكنه كان يغرد
يغرد على كتفي
غناؤه سمفونية بحر
أو نجمة وليدة ترسل شعاعها الأول
وكان يرى
يراني ولا يتكلم
وأراه بكل ما في عيني من اتساع
الوقت منتصف الليل
حين حط على كتفي
سمعت حفيف جناحيه
وتغريدة صغيرة
كأنها تقول لي :
وصلتُ
ولكن …
ثلاثة أيام
ثلاثة أيام فقط
أفرد جناحي الصغيرين
وريشي الناعم الملون
الشديد النعومة
وأغني
أغني لحني الأول والأخير
وأعود
.
مرة واحدة
رفرف بطرف جناحيه
ولم يتحرك
ليته نفش ريشه قليلا
لأرى بهاءه
ليته نفشه لأراه كم هو زاه
ليته أوَزَّة بيضاء تفرد جناحيها
على كتفي
أو وردة دحنون أشُكُّها على ياقتي
لكن ينسج له الضوء جناحين
وتاجا من قوس قزح
يفردهما
ثم يرفرف كأنه فراشة
يقبِّل فمي
يحمل قلبي على جناحيه
ويطير
يطير..
.
الضياء كثيف
وأسراب طيور مضيئة
تحلق حوله
هيأَتْ له فضاء صغيرا
بين ريشها ..
.
الجنة غابات عميقة الخضرة
وطيور صغيرة مضيئة
تغرد على أغصانها
.
.
ج . أ..ص من سرديات مضيئة