شركة الورق و الطباعة في الجنوب : هل ستغلق أبوابها أم ستزدهر من جديد ؟

شركة الورق و الطباعة في الجنوب : هل ستغلق أبوابها أم ستزدهر من جديد ؟

تقرير :: زهرة موسى :: حواء عمر 

تعد شركة الورق والطباعة شاهدا على تاريخ المنطقة الجنوبية ، فقد عاصرت ورصدت عبر مطبوعاتها التغيرات السياسية للمنطقة، وشاركت  في توثيق الأحداث بطباعتها لأهم صحيفتين في عصرهماصحيفةالبلادوفزانطيلة حقبة صدورهما بالإضافة إلى العديد من الكتب في تلك الفترة من بينها كتب بعض رجال الدين ومنهم الصادق الغرياني  كما ظلت هذه الشركة تغطي احتياجات الطباعة للمنطقة الجنوبية بالكامل ، ورغم مايزيد عن نصف قرن من العطاء تكابد هذه الشركة العجز الآن  ،بل  تقف اليوم على حافة الهاوية ، فمرور الزمن وضع بصمته على الآلات القديمة التي باتت عاطلة عن الإنتاج وبأمس الحاجة للصيانة والتجديد ، كما أن المنطقة الجنوبية بحاجة لهذه المطبعة المهمة  في هذا الوقت الحرج من عمر الوطن الذي نحتاج فيه لنشر الوعي والثقافة ، في حديث فسانيا المطول مع القائمين على المطبعة أكدو أنهم قادرين على تنفيذ كافة ما يتعلق بأعمال الطباعة لكن الفرصة لا تمنح لهم والتعاقد مع المطابع الخاصة جعل بضاعتهم تبور  رغم أن أغلب الفنيين الموجودين في المطابع العامة هم موظفو المطبعة الحكومية التي دفعتهم ظروف إيقاف المرتبات  للعمل في القطاع الخاص ، رصدت فسانيا في سياق هذا التحقيق طبيعة العمل داخل أروقة المطبعة وسجلت أهم مشكلاتهم حسب ما أفاد به العاملين :

الشركة العامة للورق متحف مغلق للطرق البدائية للطباعة!

 قال :” أبو صلاح محمد ” مدير فرع شركة الورق و الطباعة بالجنوب ” : تأسست هذه المطبعة منذ عام 1958 ، ويشمل عمل المطبعة طباعة كل أنواع الورق  بدءًا من الأوراق الرسمية والمستندات والنماذج و الصحف  ، والكتاب المدرسي أيضاً.

ورغم تعاقب السنين وتغير الأنظمة السياسية للدولة إلا أن هذه المطبعة لم تتوقف إلى هذه اللحظة عن العمل و شهدت هذا المكان طباعة صحيفة البلاد التي ترأس تحريرها ” الصالحين الهوني ”

وكذلك صحيفة فزان  ،طيلة حقبة إصدار الصحيفتينكما كانت الشركة في الثمانينات سباقة لطباعة العديد من الكتب لشخصيات كثيرة مثل الأستاذ الصادق الغرياني.

 أضاف :” في السابق كانت الأمور ميسرة  ” آليا ” وكانت الآلات تعمل بشكل جيد وأيضا الكادر الوظيفي متوفر وذو خبرة اكتسبها من خلال الدورات و الورش التي كانت تقام لتأهيله بكفاءة عالية .

والآن تقلص عدد العاملين إلى  64 موظفا من أصل 140 موظفا ، هذه المطبعة تمر الآن بوضع حساس فمعظم الآلات متوقفة عن العمل وتحتاج إلى صيانة فالشركة تعمل  بربع طاقة الآلات خصوصا بعد عزوف وانتقال الكوادر الفنية لقطاعات أخرى  بعدما تكبدت المطبعة عناء تدريبهم و صقلهم ، ليصبحوا خبراء في هذا المجال .

أما الموظفين الذين لم ينتقلوا من الشركة استقالوا   تحت ضغط الظروف الأمنية  وتوقف المرتبات ، كل هذا أسهم في إضعاف أداء المطبعة .

أما عن خطوات طباعة الورق قبل  وصوله للقاريء الكريم يقول  السيد أبوصلاح محمد:  ” تبدأ عملية الطباعة من التصوير بالكمبيوتر إلى فرز الألوان ومن ثم وضع الصور في لوحات لتصبح جاهزة للعمل ، و بالرغم من تطور العالم من حولنا وتجدد تقنيات الحديثة في عالم الطباعة إلا أننا لا نزال نستخدم الآلات ذاتها منذ أكثر من 40 عاما و لم نتحصل على أي دعم لتجديد وتوفير الآلات  ، فالموجودة حاليا ثم جلبها في عام 1975 م ، و في حالة عطلها كان يتم صيانتها بجلب فنيين من خارج البلاد ، وفي بداية السبعينيات تم تغيير الآلات الإيطالية بأخرى ألمانية  وصلت في عام 1975 وتم تركيبها للعمل في عام 1995، وذلك نتيجة تعطل المشروع ، وعدم عثور  الشركة على مقر آخر آنذاك لتركيب و تشغيل الآلات :  في البدء تم اختيار موقع ما سمي فيما بعد ” بقاعة الشعب ” ، وثم اقتراح موقع آخر بحي المنشية ” ولكن بسبب مشكلات إدارية على قطعة الأرض تلك ، انتقلت الشركة إلى الموقع الحالي والذي يقع في وسط المدينة ” بشارع الواسع كما هو متعارف عليه      ”  .

هذا الموقع قمنا ببنائه بإمكانيات ذاتية ، والأجهزة لا تزال موجودة حتى الآن ، ولكن بسبب تعاقب السنوات  باتت الآلات قديمة وتحتاج لصيانة ، وكحل بسيط من  الممكن أن تأتي شركة وتشتري  قطع غيار لهذه الآلات وتقوم بصيانتها لتعود للعمل من جديد ، ولكن ك ذلك يحتاج إلى مبالغ طائلة  .

إن استقرار الدولة يشكل عامل أساسي لعودة نشاط الشركة  وعملها بشكل أفضل ، ففي الوضع الراهن حتى و إن تمت صيانة الأجهزة  فإن هذه مطبعة تعتبر استراتيجية تنتج مطبوعات بأعداد كبيرة  أكثر من 100،000  نسخة من الواصلات للعيادات و المستشفيات  مثلاً ، فتهيئة الآلات ومراحل الطباعة من المفترض أن تعمل لأجل  طلبية بمليون نسخة، وهذا من صالح القطاع العام و مصلحة المستهلك ، فالشركة إذا طبعت مثلاً طلبية بعشر “كوبونات” لمحل أو غيره فهذا لا يغطي تكاليف الصيانة أو حتى دفع أجار للفنيين و عن أسباب تردي قطاع الطباعة العام في الجنوب يواصل السيد “أبو صلاح محمد” مدير الشركة العامة للورق و الطباعة ،  حديثه قائلاً :

”  بأن هناك خلل في الإدارة ، فلايوجد ضبط وربط بصرامة  في عمل المطبعة،  ولهذا حدث الركود في عمل الشركة هنا في الجنوب ، على عكس نشاط  الفرعين الآخرين لذات الشركة في الشرق و الغرب .

ولذا من المهم  ضبط العملية الإدارية و تنظيم قانون للعمال ،  فبعض الفنيين الذين تقوم الشركة بتدريبهم وتأهيلهم قد لايلتزمون بالعمل و يمارسون الفساد عند غياب الرقابة – حيث يتلقون رواتبهم  تماماً دونما تأدية وظائفهم بالشكل المطلوب يواصل السيد أبو صلاح محمد حديثه   عن حاجة الشركة العامة للورق و الطباعة  للدعم ، إن هذا القطاع محتاج للدعم ماديا و معنويا ، وذلك بإضافة كوادر فنية ذات خبرة جيدة  والسعي لتوفير الأمن الذي يشكل عامل أساسي  لاستمرار الشركة بالإنتاج ، فكيف يمكننا أن نطبع كتاب مدرسي في ظل عدم استقرار الدولة وتحديد شكلها وتأسيس مؤسسات ؟!

فالشركة كقطاع عام مرتبطة بتوجهات الدولة ، ولهذا لن نستطيع العمل في ظل عدم وجود توجه معين للدولة وهذا يقاس على جميع الأوراق و المستندات الرسمية ،ونحن الآن نحاول أن نجاري التغيرات ، ولكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه ،  فلن نضيف أي انجازات جديدة للشركة  .

توقف طباعة الكتاب المدرسي يكبدالشركة خسائر مادية 

و تابع  السيد أبو صلاح ”  إن إدارة الشركة غير مستقرة حاليا ، وهي لن تستطيع أن تقدم الدعم  الكافي  ، لأنها تعاني من نفس المشكلات  السالفة الذكر ، و نحن بأمس الحاجة للدعم  ، فحاليا رغم قلة الكادر الوظيفي وعطل الآلات ، إلا أنه من الممكن القيام بصيانة جزء من الآلات ، لتتابع المطبعة عملها ، وكل هذا يحتاج  لدعم مادي ،خاصة في ظل تطور الذي نشهده بات بإمكاننا أن نتصل بشركات بالخارج عن طريق الانترنت وستحضر الشركة المختصة لفحص الآلات ،  وحينها ستتم أعمال   الصيانة ، إلى حين استقرار الدولة ، ونستطيع حينها تغيير الآلات بأخرى حديثة ، أما عن الخسارة التي تتكبدها الشركة العامة للورق و الطباعة في ظل غياب طباعة الكتاب المدرسي داخل القطاع العام للدولة يروي السيد “أبوصلاح محمد” : ” كانت طباعة الصحف و الكتاب المدرسي تعود بمردود مادي جيد على الشركة ، ولكن ما إن توقفت الدولة عن الطباعة داخل مطابع الشركة حتى  تكبدت الشركة  الخسائر  المادية للكتاب المدرسي الذي لم نقم بطباعته منذ 2006 حتى الآن بسبب عطل الآلات .

إضافة  لعدم تقاضي الموظفين مرتباتهم منذ عام ونصف ، نتيجة لقلة الدخل الذي يعود على الشركة من أعمال الطباعة ،كما أن اختلال الوضع الأمني  أثر سلبا على المطبعة ، فقد تعرضت لعدة سرقات ” شملت عدة أجهزة كمبيوتر ، و رافعة ، وأيضا معظم الأشياء التي يستفاد منها إداريا  تمت سرقتها ، ويصعب في هذه الظروف إيجاد حارس يؤمن المكان ، ولايلام العامل الذي يخاف على حياته في ظل غياب الأمن بالمنطقة  .

وحفاظاً على ماتبقى من أجهزة كمبيوتر الخاصة بالإعداد  اضطررت الآن لنقلها للمنزل خوفا من       سرقتها .

ويتم العمل عليها من هناك فكيف نستطيع تقديم إنتاج و خدمات جيدة في وضع كهذ ا؟!

وختم السيد “أبوصلاح محمد” حديثه بأسف قائلاً :  أتمنى أن نصل لمرحلة بناء دولة قائمة بمؤسساتها و أن نتقدم ونتواكب تطورات العالم في كل المجالات ، فما يحدث في بلادنا شيء مؤسف جدا .

  موظفون أكفاء و آلات عاطلة عن العمل !

ولاكتمال الصورة التقت فسانيا بعدد من الموظفين بالشركة العامة للورق ، منهم  السيد ” محمد ” رئيس القسم المالي بالمطبعة ” الذي تكلم عن الإجراءات الرسمية التي قامت بها الشركة لطلب الدعم  قائلاً  : نحن إداريا نتبع الشركة العامة للورق و الطباعة طرابلس ، وهي تتبع لوزارة الثقافة ، وتوجهنا عدة مرات برسائل رسمية لطلب الدعم ، ولكن يبدو أن الشركة العامة أيضا تعاني من نفس المشكلات ، وليس بإمكانها توفير الدعم اللازم لنا ومن المشكلات التي نعاني منها بالقسم هو نقص الأجهزة ، فجميع أجهزة الكمبيوتر و الطابعات تم سرقتها ، وكذلك الفرش و الأثاث أيضا ، فبات القسم خال تماما ! .

لقد تعرضت الشركة  للسرقة مرتين الأولى في 2011 والثانية في 2016 وفي المرتين تمت سرقة نفس المقتنيات .

أما بالنسبة للسبب الأساسي للركود الشركة هو عزوف المؤسسات العامة عن طباعة في مطبعة الشركة ، و اتجاههم إلى المطابع الخاصة ، بالرغم من ارتفاع تكلفة الطباعة في القطاع الخاص .

وتكلم السيد محمد لفسانيا عن طبيعة  الأقسام داخل مبنى الشركة موضحاً  : ” المبنى مقسم إلى طابقتين الأرضي يحتوي على آلات الطباعة ، والعلوي مقسم إلى عدة أقسام يتم فيه جمع المادة وتجهيزها للطباعة  ويحتوي القسم العلوي على ” القسم المالي الذي ينقسم بدوره إلى عدة مكاتب ” مكتب رئيس القسم المالي ،  الخزينة ، و عهدة إعداد المرتبات ، ومكتب المراجعة الداخلية ” .

و أكد السيد محمد  ” إن مشكلاتنا تهالك الآلات  ، قلة عدد الموظفين ، وقلة التعاملات مع الجهات العامة كل هذا تسبب في توقف عملنا.

 وكم من المؤسف أن تصبح مطبعة تاريخية كهذه على ماهي عليه الآن !

و رداً على سؤلنا هل  يمكن أن تصبح هذه المطبعة نموذجية في حال تلقي الدعم المادي  اللازم  أجاب السيد محمد:

” نعم  لو تلقينا الدعم المادي الكافي لصيانة الآلات إضافةً لتزويدنا بطاقم فني جديد ، وذلك لتجديد الطاقم الوظيفي و إثراء الشركة بحماسة الشباب القادر على الإنتاج ، فنحن الآن تخطينا  ربع قرن  من العمل في هذا المجال ، ولكن الدماء الجديدة يمكن أن تطور ، وتبدع و تنتج شيء جديد . و يمكن لآلات  الطباعة الحديثة أن تغطي المنطقة الجنوبية وغيرها كما في سابق عهد عمل الشركة .

وأوضح ” حاليا يقتصر عملنا على طباعة أعمال تجارية بسيطة كفواتير أو واصلات ، أو مذكرات داخلية ، بهذه الأعمال البسيطة تعود علينا بمردود  وهذا المردود قد نتحصل به على رواتبنا ،  ففي عام 2016  استطعنا أن نتحصل على رواتبنا لشهري يناير وفبراير بمجهوداتنا الخاصة ، وذلك بتعاملنا مع مصرف الجمهورية ومصرف التجاري بطباعة مذكرات ومستندات ،بمعنى أننا إذا استطعنا  التعامل مع القطاعات العامة كالصحة والتعليم و المصارف يمكن أن نستمر بالعمل وتزدهر الشركة من جديد ، ولكن غياب الدعم من المجلس البلدي وعزوف الجهات العامة  عن التعامل معنا قد ساهم بشكل كبير من ركود العمل بالشركة .

و التقت فاسانيا السيد ” خالد سعيد ” المشرف العام للأقسام الفنية و الذي تحدث بشيء من التفصيل عن الشركة العامة للطباعة و الورق بالجنوب قائلاًً  :   بدايةً سأتحدث عن الكادر العمل في القسم الفني الذي يحتوي  على 45 فني متخصص ، وهم قد تحصلوا على دورات تأهيلية منذ بداية عملهم بالمطبعة ، ولهم خبرة واسعة في مجال الطباعة .

أما مبنى الشركة فهو مقسم لوحدة ماقبل الطبع و القسم الفني  :” في الطابق العلوي يوجد قسم الإداري و هو يتكون من مكتب المدير ، ومكتب الشؤون الإدارية ، و القسم العلوي بالكامل يسمى ” وحدة ما قبل الطبع ” ويشمل القسم الفني عدة أقسام تبدأ بقسم الجمع المرئي ” وهو يحتوى على كمبيوترات وطابعة و أجهزة مسح ضوئي “سكانر” ، ويتم فيه جمع المادة . يليه هو قسم الفرز ،  وقسم المونتاج و الأجهزة الموجودة فيه قديمة جدا ، فقد تم تركيبها منذ عام 1992 . و بعده قسم التصوير الميكانيكي وفيه تتم عمليات التحميض ، التي تم اختصارها بالكامل بآلة واحدة  في المطابع الحديثة ، وهي آلة ال ” سي تي بي ”  التي تؤدي كل مهام  قسم الجمع المرئي و قسم التصوير الميكانيكي و آلة الفرز .

فحالياً قد تطورالعلم وتم اختصار أقسام كاملة بآلاتها إلى آلة واحدة لتوفير المكان و الجهد . و تابع ” بعد الأقسام السابقة يوجد قسم تصوير اللوحات .   في الطريقة القديمة تتم عملية الطباعة بوصول المواد المراد طباعتها  إلى الجمع المرئي ، وثم إلى التصوير الميكانيكي ، وبعدها تنتقل إلى مونتاج ومن ثم للطبع ، وأما الطريقة الحديثة فهي تعتمد مباشرة جمع المرئي ، مونتاج ، فرز والطبع  .

استرسل حديثه في القسم السفلي ” الأرضي ” توجد عدة الآلات ومعدات ، منها ال” جي توا ” و ” إم أو ” تعتبر أصغر آلة في المطبعة ، و الأخرى أكبر بقليل وهي تطبع بلونين  أو وجهين وهي تستخدم في طباعة الكتب و الآن هما الاثنان عاطلتان عن العمل ، وتوجد أيضا آلة أكبر تطبع مقاس 170 ، مقاس كامل وأيضا تطبع بوجهين وهي تستخدم في طبع الصحف ، وتوجد نفس الآلة بحجم أصغر أيضا ، وهما أيضا عاطلتان .

و أخيرا قسم التجليد  الذي يتم العمل فيه يدويا ، ويشمل  آلة القطع  ” والتي تستخدم في قطع ” الفواتير ” لتتم بعدها عملية التجميع باليد .

إضافة إلى ( الآلات الميكانيكية) الموجودة بالقسم توجد أدوات أخرى مثل الدباسة و آلة ربط ، وأيضا آلة طي الكتاب المدرسي  ” أو الطواية  وهذه  الأدوات يعمل بعضها فقط ، حيث يوجد عدد  2 دباسة تعمل و” 4  ” دباسات عاطلة ،  و آلة طي واحدة تعمل و أخرى عاطلة ، و آلة قص ضعيفة شبه عاطلة .

إن طرق العمل في الشركة ماتزال  بدائية أو أولية في الطباعة، وأغلب هذه الأعمال تطورت في العصر الحالي وأصبحت تقوم بها الآلات .

و أوضح ” من ضمن الآلات الموجودة هنا آلة الكبس و وظيفتها تقوم بتجميع وكبس الأوراق الزائدة من عملية القص وربطها وبالتالي إرسالها إلى المصنع بطرابلس ليتم إعادة تدويرها هناك وصناعة علب حفظ البيض وغيرها من هذه الأوراق ، و أيضا يوجد آلة تغليف الكتاب المدرسي وهي معطلة .

موظفون يتسلحون بالأمل رغم نهب الشركة مرتين 

وفي حوارنا التقت فاسانيا أيضاً الموظف ” غانم ” الذي قال :” بالرغم من تعرضنا للسرقة كما ذكر زميلي آنفا ، إلا أننا في المرة الأولى  بعد 2011 استطعنا جلب أجهزة أخرى  بدعم من الشركة و أيضا بمجهوداتنا ، ولكن الآن بسبب الظروف العامة التي نمر بها لم نستطع أن نجلب أجهزة جديدة بعد السرقة الثانية  عام 2016.

وأكد ” في الأعوام الماضية قمنا بطباعة العديد من الكتب المساعدة للطالب ، مثل ” الهدف للأستاذ ياسر السيد ، و الدليل للأستاذة هبة  ”  وغيرها  وكنا ندخل على المطبعة نسبة من أرباح الكتاب ، و في بعض الأحيان كنا نطبع  الأوراق الرسمية كنمادج العلم وخبر ونماذج الجوازات ، وكنا نبيعها  للموطنين بشكل مباشر وكل هذا كان من ضمن وسائل الدخل للمطبعة .

لقد كنا نعمل من الساعة السابعة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر و أحيانا حتى السادسة مساء، والوردية الثانية تبدأ من الثالثة مساء  إلى الثامنة مساء و أحيانا   تمتد إلى العاشرة ليلا  ، ويعتبر هذا عمل إضافي ، وفي البداية كنا نأخذ  دورات تأهيليه كلا حسب شهادته .

وبين  ”  إن المقر الشركة  كان في البداية  ما يطلق عليه ” قاعة الشعب ” ، فقد بنيت المطابع الثلاث ” بطرابلس وبنغازي وسبها  ، بنفس الطريقة ونفس البنية  ، ولكن  فيما بعد تم تغير مقر المطبعة بسبها و أصبح هذا المبنى “قاعة الشعب “، ولهذا انتقلنا إلى المنشية بقرب المطافئ ، وبسبب بعض المشكلات انتقلنا إلى المقر الآخر بطريق طرابلس ، وبعدها  هدم المقر الحالي وتم بنائه من جديد وانتقلنا إليه  في عام 2002وكان قسم التصوير الميكانيكي هو آخر الأقسام التي التحقت بنا إلى هنا  بالرغم من أنه لاتزال هناك بعض المعدات القديمة والعاطلة الموجودة بمقرنا هناك في مبنى طريق طرابلس.

دعم الجهات المسؤولة

وفي لقاء فسانيا مع عميد بلدية سبها السيد حامد رافع الخيالي أكد أنه قام في الفترة الماضية بزيارة ميدانية لمطبعة سبها واجتمع مع أغلب الموظفين فيها وتجول داخلها مضيفا أن سبب الزيارة جاء للوقوف على احتياجات المطبعة لأجل تقديم الدعم لها موضحا أن بلدية سبها في صدد إبرام عقود عمل مع المطبعة كما أنه سيعمل على إصدار قرارا يلزم الجهات العامة في البلدية بالتوجه للمطبعة لأجل دعمها و مساندتها وإعادة نبض الحياة لها .

أخيرا

حتى يتم العمل على تفعيل المطبعة من جديد وإعادة رونق الحياة لها يظل سؤالنا الذي بدأنا به التحقيق قائما هل ستظل أبواب شركة الورق والطباعة في الجنوب مغلقة أم ستزدهر من جديد؟ سؤال سيظل معلقا حتى يجيبنا عنه التزام المسؤولين في البلدية بتنفيذ وعودهم .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :