شكله الحزن

شكله الحزن

مفتاح العلواني

لا أحدَ يعرفُ شكل الحزنِ تحديداً

و لم يجزم أحد بوصفهِ..

شيخُ القريةِ أقسمَ أنه رآه مرةً يمشي

 في طرفِ الوادي ساعةَ

الغروب..

و أن له جناحين كبيرين ووجهه

مجعّد كيدِ عجوز!

و أنّه عندما طارَ فجأة تناثرتْ

بعض الأحزانِ من جناحهِ على شكل

ريشٍ في الغابة..

منذُ ذلك الحين والرعاةُ يحرقونَ الريشَ تفاؤلاً.

 الأرملةُ القاطنةُ في طرفِ القريةِ

قالت إنه يشبهُ الكلب..

و إنّها رأتهُ مرةً أمامَ بيتِها ينبحُ على

حبل الغسيل..

ثم ابتعدَ و تلاشى داخل حجرٍ كبيرٍ

حتى تشقّق..

ضحكَ أهل القريةِ من روايتها..

لكنّهم سكتوا عندما تشقّقت وجوههم فجأة.

الأبكمُ وصفَ لهم شيئاً ضخماً بقرنين

و أصدرَ لهم صوتاً غريباً

من جوفه..

خاف الناسُ أن يضحكوا فتظهر

لهم قرونٌ أيضاً..

فاكتفوا بمشاهدةِ الأبكمِ والقرون تشقّ

 رأسه.

اليتيمةٌ صمتت كثيراً..

لكنّها انفجرتْ في وجوههم: لقد رأيتُه..

رأيتهُ وهو يسيلُ من صورةِ أمي

 إنه كالماءِ لا لون له و لا رائحة..

عرفتُ حينها كيف لهَذا الشيء أن ينخُر العظام.

 قال المجنون: وهذا يفسّر أيضاً انهمار

 الحزنِ من عينيك!

سكتَ الناس كلّهم

بينمَا سمعوا صوتاً كتدفّقِ نهر

يجرفُ أفراح القرية تلك الليلة..

لا أحد يعرفُ شكل الحزنِ قلتُ لكم..

قال الحزنُ نفسه..

ثم اتّكأ على جنبهِ بين الجموع يسمعُ بقيةَ

 أخبارهِ ويبتسم.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :