- الأفتتاحية
لتدرك جحيم الاتصالات الليبية ما عليك إلا التوجه للدولة الشقيقة القريبة تونس ، لِتُهْدَى لك شفرات اتصالات مجانية ترافقها ابتسامة عريضة وكلمة ترحيب أنيقة بمجرد وضع قدمك على أرض مطارها ، الرقي في التعامل لا يكلفك الكثير ولا يُشتَرى بميزانيات ضخمة ، هو قرار شجاع للولوج لبوابة الحضارة !
تتنافس الشركات في كل دول العالم ، ونحن نكتفي بشركتين وبخدمات متواضعة جدا وزهيدة وأحيانا كثيرة مخترقة ، سعر الاتصالات في الشركتين خيالي ، يصاحبهما انقطاع متواصل ، دون أدنى اعتذار ، الشركة الحريصة على قطع المكالمة دون إنذار حين يستنفذ رصيدك أثناء إجراء أي مكالمة داخلية كانت أو خارجية لا تحمل نفسها عناء منحك إنذارا قبل أن تجد نفسك معزولا لأيام متواصلة بسبب سوء ما تقدمه من خدمات .
السادة في شركة altt وبعد خدماتهم الرديئة في شركتي المدار وليبيانا وبقية اتصالات ليبيا خرجوا علينا بجهاز الفورجي ، ذو السرعة الخيالية ، هذه السرعة تعادل تماماً سرعة الشفرة المجانية في مطار تونس العاصمة ، والتي لا ترافقها أي قيود أو شروط .
يتناسى المسؤلون في شركاتنا الموقرة أن خدمات الاتصالات الهاتفية والانترنت ، لم تعد رفاهية ، بل صارت ضرورة وأن أكبر رجال الأعمال وأضخم الشركات في العالم أصبحت مجرد تطبيق على فضاءات الانترنت الشاسعة ، وكالات الأنباء المحلية والعالمية ، البورصات والأسواق والصحف والمصارف كلها تعمل بالإنترنت ، أن تتعطل الاتصالات في أي منطقة داخل نطاق تقديم خدمات الشركات ، يحتم عليها أن تسارع لإصلاحه ، مع محاولة تخفيف الضرر النفسي الواقع على الزبون المتضرر مادياً من هذا الخلل ، المتمثل تعطيل وتأخير أعماله وخدماته .
كثير من المواطنين يشتكون من سوء خدمات الشركة التي لا تحترم وعودها معهم ، ويحاول بعض الموظفين والمهندسين فيها حللة ما يواجه زبائنهم من مشاكل دون جدوى !
من ابسط حقوق المواطن الليبي الحصول على اتصالات أمنة وجيدة مقارنة بغيره من مواطني العالم الذين يحصلون على هذه الخدمات مجاناً داخل بلدانهم في أحيان كثيرة .
الشركات الحريصة على إرسال مسجات إنذار أنتها الحصة الأسبوعية والشهرية من اشتراك المواطنين معها في خدماتها السيئة ، عليها أن تتعلم كيف ترسل لهم مسجات اعتذار على ما كبدتهم من خسائر معنوية ومادية ، وعليها أن تكون على قدر من المسؤولية فتتحمل دفع تكاليف هذه الخسائر لزبائنها مع التعهد بتقديم خدمات أفضل مقابل ما تتحصل عليه من مبالغ ضخمة من رصيد المواطن البائس .