صديقي الأبله

صديقي الأبله

 بقلم :: نيفين الهوني 

قال لي رجعت إلي البيت بعد يومين قضيتهما مع أطفالي  وزوجتي الأخرى ..لأجد البيت هادئا.. مظلما ..ورسالة على الطاولة ..تقول:“أحبك ولا أستطيع الاستمرار.. قد أكون غبية.. قد أكون حمقاء ..لأنني سأتركك تضيع من يدي ولكني لا أستطيع مزاحمتها فيك أبدا.. فهي تملك كل الحقوق. .كل النصوص كل القوانين والشرائع تقف معها.. تساندها.. تشد من أزرها فهي الزوجة الأولى.. بينما أقف أنا وحيدة.. مهزوزة. .منكسرة ..مظلومة.. و في نظر الجميع ظالمة.. وتقف أنت حائر.. تائه.. متفرج ..ألم اقل لك إن لعب دور المتفرج قد يكون ممتعا أحيانا.. سأتركك الان ..أخذت قراري.. وأريدك أن تمنحني حريتي.. ربما سأتعذب اليوم.. سأتألم اليوم.. سأموت اليوم ..لا بل سأقتل في اليوم آلاف المرات. .كلما سمعت لحنا.. كلما قرأت نصا رأيت لونا ..أحببناه معا.. سمعناه معا.. كلما رددت شعرا.. كلما قبلت طفلك.. كلما أمسكت قلما.. أنت ثورة حياتي. .أنت التصحيح.. أنت حدثا وطنيا وقوميا ودينيا واجتماعيا لي لا يمكنني نسيانه.. سأظل احتفل طوال عمري بك.. بيوم زواجنا ..ويوم كتابتك للنص ..جميل أن احتفل بيوم اسميه يوم النص.. قد تحتفل بلادي يوما بيوم النص ..ويوم أحببتك وحتى يوم وداعي منك.. وافتراقي عنك. ثق من أنني لن ابكي.. سأحتفل ..ستظل في حياتي وان لم تكن موجودا ..رمزا لكل معنى جميل ..لكل قيمة كبرى.. ستظل بصماتك على شخصيتي.. حياتي.. وجودي.. كل شئ.. سيظل طفلي منك هو الذكرى التي لن تنسى ..ولن تمحى بمرور الوقت أو تعاقب الأيام.. ولكني في النهاية الآن سأرحل ..سأسافر واترك لك المكان والوطن.. الظروف تجبرني.. الحقائق والوقائع.. الأحداث والضغوط تجبرني ..المجتمع والناس.. والأعراف تقيدني ..تدفعني دفعا ..تأمرني جبرا الرحيل .. انتظر ورقتي منك.. ولكنك عندما تعود لنقطة البداية ..بعد سنوات ستجدني كما أنا احبك ..احمل الذكرى في قلبي أملا. .احمل الذكرى في كفي سكنا ..أحملك بداخلي وطنا ..قد تجدني اكبر عمرا ..قد تجد حياتي وأشيائي تغيرت ..حتى ملامحي ستغيرها السنين….ولكن لا تخف فسأكون كما كنت دوما وكما بدأت رسالتي إليك.. احبك ولا أستطيع ..وفقط احبك رغم كل شئ..”

زوجتك الثانية

قال : لم أكن الوحيد الذي يبدع في الكتابة ..هي أيضا اكتشفت اليوم وهي تخط لي سطور الوداع بأنها تكتب أيضا بنفس اللغة والأسلوب الذي علمتها إياه.. تركت لي الورقة ختمت بها نصي الذي كنت قد بدأته ولم انهيه.. تركتني ورحلت معتقدة بأنها تحل مشاكلي وتنهي أزماتي.. بأنها ستعيدني لزوجتي وأطفالي.. ولكنها سلمتني بيدها للنهاية ..خطت سطورا انتهى معها شيئا من عمري ..قولي لها بأن ترجع ..كرر وردد استجدائه عشرات المرات ساعديني لترجع لم أكن أعرف من هي وحتى هو شعرت بأنني لم أعد أعرفه فما عهدته الا ضاحك الوجه باسم العينين اما هذا الحزين المنكسر امامي دامع المآقي ليس صديقي الذي أعرفه بعد سنوات عدة من الصبر وتفاصيل من حروب غير واجبة مرت على هذا الوطن كنت عائدة في الطريق عندما قابلت معتوها ..دائم الابتسام ..يحدث نفسه.. اقترب مني طالبا شيئا ..سائلا هبة أو صدقة ..كان وجهه مألوفا ..شردت بأفكاري.. متسائلة أين رأيته قبلا؟ ..وعندما اكتشفت الحقيقة ..كان قد غاب في الزحام..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :