- محمد مفتاح الزروق
لنقلب الأدوار وقل لي رأيك .. آه لو نتعلم هذا الدرس … البارحة قابلت أستاذاً كان يعلمني .. وقال لي هذه العبارة .. البارحة فقط تعلمتها .. وأدركت أن معناها كان كبيرا .. القصة كانت في بدايتها حواراً بين تلميذ ممتحن وأستاذ أرهقه أسئلة فانفجر .. وقال : أنت تريدني أن أرسب .. لم يأبه الأستاذ واستمر في الأسئلة المرهقة .. فالتجأ التلميذ المغلوب على أمره إلى الشتم والسباب لأستاذه الوقور .. وخرج من الامتحان .. كان أستاذي من ضمن الحاضرين .. وحاول أن يصلح الأمر فاتجه إلى الأستاذ الممتحن الذي قال برحابة صدر : هو ابن لي على كل حال .. لا يمكن لي أن أخسره بعد كل المدة التي قضيتها في تعليمه ولكن هو من جنى على نفسه .. وعرف أستاذي بخبرته أن الأستاذ الفاضل من الممكن أن يسامح تلميذه ابنه – رغم هفوته .. واتجه استاذي إلى التلميذ الغاضب وقال له : انس كل ما فات .. وضع نفسك مكان أستاذك .. بغض النظر عن كل ما جرى .. كن مكان الأستاذ وفكر ! ما الذي تتمناه من التلميذ .. قال التلميذ بعد تردد وبكبرياء : ” بصراحة .. كنت أتمنى فقط .. أن يعتذر لي ” .. واتجه أستاذي إلى الأستاذ الممتحن وسأله نفس السؤال فقال : ” كنت أتمنى فعلا لو يقبل اعتذاري ” … وانتهت المشكلة … وياله من درس رائع .. لقد هز كياني وأثارني .. ضعوا أنفسكم مكان الآخرين .. لو كان فريقك فائزاً .. فضع نفسك مكان مشجع الفريق الخاسر .. وقل ماذا تتمنى .. ولو كان العكس .. بهذه الطريقة ستلتمس الأعذار للجميع .. تعلم أن تضع نفسك في كل مكان لترى الحياة من كل الجوانب .. وليس من جانب واحد .. أحمر أو أخضر أو أزرق أو أي كان .. إذا قرأت مقالا يشيد بلاعب منافس فاقرأه بعقل مشجعي الفريق المنافس .. أو تخيل أن اللاعب يلعب لفريقك .. إذا رأيت صورة لمشجعي الفريق البنفسجي فتخيل فقط أنها لفريقك ذي اللون البني .. اقرأها بكل الألوان قبل أن ترد .. عزيزي : الحياة كبيرة جدا .. تحتمل أكثر من وجهة للنظر .. ولا تحتمل وجهة نظرك فقط .. فلا تستبد برأيك .. فإذا كان الله عز وجل قد أمرنا أن نجادل الكفار بالتي هي أحسن .. فما بالك بإخوة لك في الدين ؟ إذا عجزت عن هذا فتعلم فقط هذا المبدأ : ضع نفسك مكان الخصم قبل أن تطلق حكمك .. دمتم بود .. 27 يونيو 2008