سالم أبوظهير
في الرابع من شهر مارس 2019م ، شارك المهندس الليبي أبراهيم أحمد الحضيري ، في مؤتمر دولي للعلوم التقنية ،بورقة بحتية مهمة، تضمنت دراسة علمية قيمة عنوانها (الخامات الطبيعية بجنوب ليبيا واستخدامها كمواد للبناء) .
من أهم النتائج التي توصلت أليها هذه الدراسة ، تمثل في امكانية أستبدال مادة الاسمنت المتوفرة في السوق الليبي ،والمستخدمة حاليا في البناء ، بمادة الطين المكلس (الكاولينا) وهي مادة طبيعية متوفرة بشكل كبير في الجنوب الليبي، ولاتحتاج لتصنيع ، وتحتاج فقط (بحسب الدراسة) لقليل من الطحن وقليل من الحرارة ،لتحل ولو بشكل جزئي محل مادة الاسمنت المستخدمة في البناء.
دراسة المهندس الحضيري العلمية، جاءت في أثنى عشر ورقة، ومذيلة بنتائج وتوصيات ،وأكتر من (20) مرجع باللغة العربية والانجليزية، وعدد من الصور الملتقطة بالقمر الصناعي ،وصور لعينات التربة ،وعدد من الجداول والرسوم البيانية التوضيحية .
الموقع الجغرافي الذي استهدفته دراسة المهندس الحضيري، تحدد في خمس مناطق في الجنوب الليبي وهي : سبها وتمنهنت وأقار وتاروت ،ومنطقة العافية، وقد التقط الباحث صوراً ملونة بالقمر الصناعي لكل منطقة من المناطق الخمس ، ووضح بشكل دقيق جداً خطوات اخد العينة لمادة الطين المكلس (الكاولينا) ، كما وضح وبشكل علمي ودقيق أجراءات الكشف والتسخين والملاحظة وكيفية الوصول الى النتائج ، ثم تعميمها.
مايميز دراسة المهندس الحضيري العلمية المفيدة ، أدراجها لعدد من نتائج دراسات علمية سابقة ، تناولت نفس الموضوع ،وتوصلت لعدد من النتائج ، أستعرضها الباحث بشكل علمي وملخص ودقيق ، وأستفاد من نتائجها في تطوير دراسته ، ومن بين هذه الدراسات ، دراسة قام بها مركز البحوت الصناعية في طرابلس ، أشارت الى وجود كميات كبيرة جداُ ،وتكفي الأستهلاك المحلي وتيمكن أيضا تصديرها للخارج ، من خامات المواد الطينية مثل الجبس والحديد والبازلت ، والتي تتواجد في غريان والخمس وبنغازي ودرنة وزليتن وسبها ووادي الشاطي.
كما أشارت دراسة المهندس الحضيري ألى أن عدة دراسات سابقة أكدت نتائجها على أن عينات الطين المستخرجة من المناطق الجنوبية في ليبيا تتوافق بشكل مثالي وكامل مع مواصفات الجمعية الامريكية لاختيار المواد، وذلك عن طريق التحليل الكيميائي، بواسطة الاشعة السينية الوميضية. دراسة الحضيري ، توصلت لنتيجة اقتصادية تقول:” أن مادة الاسمنت المستخدمة في البناء حاليا ، هي مادة مكلفة جدا، وغالبا ما يتم أستيرادها بالعملة الصعبة، لكن يمكن أستبدالها بمادة طبيعية لاتحتاج لإعادة تصنيع وهي مادة الطين المكلس (الكاولينا) ، وهذا سيوفر على الخزينة العامة ملايين الدينارات لذلك فالأمر ملح الان لتأخد جهات الأختصاص في الصناعة والاقتصاد وغيرها بتوصيات هذه الدراسة العلمية القيمة، وتشرع في تحويلها لواقع ملموس بدل أن تبقى نتائجها مجرد حبر على ورق.