ساهمت الحرب القبلية الدائرة في مدينة أوباري ما بين مكوني التبو والطوارق منذ الأشهر الماضية من السنة الجارية في نزوح كم هائل من الأسر والعائلات للبحث عن ملجأ لهم بعيدا عن أصوات الرصاص والسلاح الثقيل والموت الذي يحصد الارواح بلا هوادة و قد اتخذت هذه الأسر من مصنع الصابون في ببلدية الجفرة ب( سوكنة ) ملجأ لها ، بعد أن استقر جزء منهم في مدينة سبها او غادر لطرابلس .
مراحل الذعر :
” السيدة فاطمة محمد مواطنة من سكان مدينة أوباري أرملة وأم لأطفال و لاجئة حاليا في المصنع لقد سببت لنا الحرب الجارية في مدينتنا دعرا لا يوصف كلما قلنا تحسنت الأوضاع نتفاجأ بأن الحرب تزيد عن حدها فقررنا الخروج من المنطقة لنترك كل شيء نملكه خلفنا ونغادرها باحثين عن مكان نجد فيه الراحة والسكينة بعيدَ عن الاشتباكات و ألاقتتال واخبار الموت اليومية .
الحصول على ملجأ :
وتابعت ” وبعد بحث طال شهرين وجدنا ملجأ لنحتمي به وهو مصنع الصابون بمنطقة الجفرة واستقرينا أنا وابنائي والدتي و في كل شهر نتلقى مساعدات من سكان الجفرة بارك الله فيه وجعل ما يفعلونه في ميزان حسناتهم .
وأضافت ” صحيح أننا نعاني مشاكل آخرة عديدة لامجال لطرحها الان ولكن كل ما نعانيه بهذا المصنع أفضل بكثير من أصوات الرصاص التي كادت أن تصيبنا بالجنون ومن رعب القوادف التي كانت تتساقط فوق منازلنا فلا تبقي منها شيء .
الحرب تعني النزوح
وأضاف” السيد احمد أحد سكان منطقة أوباري وأحد المقيمين حاليا في ذات المصنع إن الحرب لا تأتي بخير ابدا فهي سبب نقص المواد الغذائية والسلع التموينية في أوباري و هما السبب رئيسي لنزوحنا من منطقتنا بالإضافة إلى التلوث الذي خلفته مخلفات الحرب و الأسلحة التي يقتتل بها كل من المكونين.
وأشار” إن مصنع الصابون هنا بمنطقة سوكنة هو المكان الوحيد الذي احتضن أنازحين من مدينة أوباري وهو أخر ملجا لنا بعد فرارنا من مدينتنا المنكوبة .
لجنة لمساندة النازحين
وأكد ” لقد تم تخصيص لجنة مسئولة عن النازحين هنا في المصنع وقد زودت العائلات بكميات من المواد الغذائية بجميع أنواعها وهي بادرة كريمة ليس بغريبة على الليبيين في كل الظروف فهم يساندون بعضهم بعض ويلملمون جراح الوطن
وأضف ” مع العلم انه يتم إحضار المساعدات التي يتم تقسيمها بين العائلات من منطقة مصراته وعلى سبيل المثال البادرة التي قاموا بها وهي توزيع الأضحى على النازحين في عيد الاضحى الماضي .
المضايقات من وقت لا خر
وأشار ” لا ننكر أنه هناك بعض المضايقات من شباب المنطقة لنا.على سبيل المثال في كل مره تتهجم علينا تلك المجموعات ويقولون لنا أخرجوا من المصنع ويحاولون طردنا من المصنع إلا أن الكبار و المشايخ بالمنطقة دائما ما يتصدون لهؤلاء الشباب ويوقفوهم عند حدهم ويهونوا علينا من الوضع الذي الصعب الذي نحن فيه فكل الشكر لعقلاء المنطقة الذين يسعون دائما لإصلاح اخطاء الشباب بها
نازحون واوضاع صعبة
ويكرر التأكيد ” نحن فئة من ذوي الإمكانيات المحدودة جدا لا مكان لنا لنذهب إليه فمنطقتنا ما زلت تعاني من الحصار جراء الحرب القبلية الجارية بها ولو كنا نملك أماكن نلجأ لها لما بقينا في مصنع قديم ومتهالك وضيق بسبب احتوائه لمجموعات عديدة من العائلات ، ما نعيشه من واقع صعب يعاني منه اغلب الليبيين الذين اجبرتهم ظروف الحرب في مدنهم على النزوح والتهجير فليس الجميع مقاتلين معنا هنا اطفال ونساء وشيوخ ومرضى ومعوزين ومرضى .
انعدام دورات المياه
تقول : عائشة احدى السيدات النازحات بالمصنع إن أكبر التي نعاني منها في المصنع هي انعدام دورات المياه أعزكم الله لا يوجد غير حمام واحد يستخدمه 66 شخص ويتسابقون عليه انتم تدركون أن الانسان لا يمكنه الحياة بلا دورات مياه اتمنى من لجنة الازمة الاسراع في حل هذه المشكلة ، بشكل عام البقاء هنا افضل من بكثير من البقاء في الشاطئ بوضعها السيء وحربها ودمارها .
المكان ملوث والاطفال مرضى
وأضافت : المكان متلوث وغير لائقا صحيا حيث يعاني أغلب الأطفال من أمراض مثل الأسهل المزمن وارتفاع درجات الحرارة و الاختناق ليلا من شدة التلوث الموجود في الهواء وفي المكان حولنا مما يجعل اقامتنا غير مريحة لكننا مجبرون عليها
مواصلات معدومة وصحة عليلة
و قالت أيضا لذا الكبار السن هنا أمراض مزمنة مثل السكر و الارتفاع في الضغط واغلبهم لا يستطيع الذهاب للمستشفى بسبب عدم وجود وسيلة مواصلات لنقلهم للمستشفى وأن وجدت هذا الوسيلة بعد البحث الطويل لا توجد جرعة دواء هناك فالكثير من الأدوية تنقصنا هنا والحقيقة انتم تعلمون ظروف النازحين هم بحاجة دائما للكثير من الاشياء نحن لا نطلب رفاهية بس أساسيات الحياة الملحة والضرورية جدا و كل ما نريده هو الدعم الصحي لان الحالة الصحية للبعض من النازحين يرثا لها .
و تؤكد” كما أننا نعاني من نقص المواصلات لا سيما أن المدارس قد بدأت و الأطفال الذين يدرسون تعرقلت دراستهم و انقطاع الموصلات وبعد المكان الذي نقيم به عن المدينة والمدارس والمستشفيات يؤرق مضاجعنا ويربك حياتنا اطفالنا هم رجال المستقبل لوطن سيستقيم حتما ولن يبقى دائما في حرب لذلك لا نريد تخلفهم الدراسي .
نهتم لأمور النازحين
وأفادنا ” الدكتور توفيق عجيلي محمد عبد الدائم رئيس بلدية الجفرة لقد خصصت البلدية للنازحين لجنة مسئولة عنهم تهتم لأمورهم و قضياهم و تقوم بحصر احتياجاتهم ومشاكلهم للإطلاع عليها وتحقيق ما نستطيع أن نفعله لمساعدتهم كما إننا لا نقصر في محاولة تحقيق أي أمر يتعلق بالنازحين في حال تم عرض قضياهم علينا .
يذكر أن مدينة أوباري دخلت في حرب قبلية من اكثر من عام نتيجة للاشتباكات هناك بين سكان المدينة من مكوني التبو والطوارق وبات كل محاولات الصلح بالفشل حتى هذه اللحظة
سلــــــمى عـــداس “