عانقيني لآخرِ مرّة

عانقيني لآخرِ مرّة

  • إيمان زياد

عانقيني لآخرِ مرّة

واخطفي جسدي المٌثلّج

واجعلي مني رذاذًا على الخدّين

يُطفئ صوتي لو أراد

أن يحرّكه الرّكام

أنا لا أُجنّ حين عنّي ترحلين

يغطينا الثلج؛ أنا والطريق

وعواء قلبي في نشرة الأخبار

وعظم ساقي قطع الليغو

تحت الجدار

فارق بيني وبيني تسريحة جارتي

والليلة التي ما أكملت بها مكياجها

زوجها معلّقٌ قبل الأرض بقليل

يتأمل وجهها بلا انتهاء،

نُؤوي القصائدَ جيبونا؛

ونكذب على الله

لو رضينا انفلاق الأرض،

وتنكسر على حوافّنا الخشنة

أطراف شعرك

حين تلمحين في الغبار أصابعي،

عانقيني لآخر مرة

امسحي؛ من فضلك، عن جبهتي الأحلام

عطِشٌ أنا

ولا أريد أن أمرّ بهذا الفراغ مُجبرًا

دون شّربة ماء

مطر جسدك وضباب يغطيني

وفوق أهدابي سحاب

لكنني عطش

لو تمسحين،

عانقيني لآخر مرة

تزحف بأوردتي قضبان السقوف

أنتفخ بالون انتظار لأدخل سرداب الخلاص

مُضغة أنا

متأخرٌ عن اكتمالي خطوتين

انجبيني إلى سطح مخاوفي

واجمعيني فوق بعضي

قد يكون بعض بعضي من فكاك الآخرين،

عانقيني

لست وحدي هنا،

ترانيم الآخرين طباقٌ في الغبار

يا سماءُ

لست وحدي

لكنّ بابك أصمّ لم يتعلم

بعد أسماءنا

ولا سماء..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :