هي عبادة يسيرة بسيطة لاتكلف وقتا طويلا ولا جهدا قويا ، وليس شرطا أن تبذل فيها مالا، عبادة يمكن أن تتحقق بابتسامة، بمسحة على رأس يتيم، بإماطة أذى، بتواضع مع الغير ورفع الحرج عنهم…وهكذا. هي:(جبر الخواطر) فهي من أعظم العبادات إلى الله عز وجل وهذه العبادة يغفل عنها الكثير من الناس وثواب فاعلها من الله عز وجل أقلها ان يجبر خاطره، ويكفيه شر المخاطر .
فهذه العبادة هي (الإحسان إلى الآخر أو الإحسان إلى الغير)، فالنبى صلى الله عليه وسلم، هو القدوة في كل سلوكيات الناس فطبق هذه العبادة فى سلوكه، فكان يجبر بخاطر الأرامل واليتامى والاطفال والمساكين، ويتفقد أحوال الرعية، ليجبر بخاطرهم، ويخفف عليهم الأثقال والهموم،، صلى الله عليه وسلم حينما يشاور اصحابه فهو لا يحتاج لأن يشاور أحداً منهم، ولكن أمره الله بالمشورة، جبرا لخاطرهم، وامتدت رحمته صلى الله عليه وسلم أنه كان جابرا لخاطر كل من حوله، حتى المخطئ منهم، كان يتحدث عنه بالتورية وليس بالمباشرة فيقول (ما بال أقوام..). فليتنا نحرص على هذه العبادة بأن نجعل التحية والسلام والإكرام شعارنا، وأن يكون التراحم هو العلاقة السائدة بيننا.
ومن القربات التى حضنا عليها النبى صلى الله عليه وسلم لجبر الخاطر إدخال السرور على المسلم، وأن نمد له يد العون وقد قال صلى الله عليه وسلم:(من يسر على معسر يسر الله له)، معونة الناس والرفق بهم، والإحسان إليهم صور عملية تطبيقية من جبر الخواطر، ولا حدود لها من الثواب ولكن فيها لفلاح والنجاح، كما قال تعالى: {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}. وقال: {وتعاونوا على البر والتقوى} والحديث النبوي قال صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس).
ونجد في كتاب الله أن الله تعالى جبر خاطر سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، بقوله تعالى: {فلنولينك قبلة ترضاها}، ولم يقل (نرضاها)، ولا ننسى حينما قدم النبى صلى الله عليه وسلم من الطائف، بعد أن سخروا منه ورموه بالحجارة من صبيانهم ، رجع وقلبه مليء بالحزن والهم، ولأن خديجة رضي الله عنها انتقلت للرفيق الأعلى، فجاءت عليه صلى الله عليه وسلم لحظات صعبة شديدة شعر فيها بالحزن الشديد فإذا بجبريل يوقظه من نومه في رحلة الاسراء والمعراج وسيدنا جبريل عليه السلام يأمر البراق بأن يتمطيه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال له اثبت يا براق، لم يعتل ظهرك أشرف من محمد صلى الله عليه وسلم، فهو جبر خاطر من الله بهذه الرحلة المباركة.وهذا من أجمل جبرا للخاطر