عطر لا تحمله الريح

عطر لا تحمله الريح

بقلم :: إبراهيم عثمونة
شعرَ أمامها بخجل وبشيء كالنمل يجري في أطرافه من الداخل ، فتساءل إن كان هو الحب ! لكنه سرعان ما نفى أن يكون الحب كالنمل . لم يحدث لصديقه “عمر عبد الدائم” أن وصف الحب كالنمل ، كل الشعراء لم يأتوا على سيرة الأطراف والنمل بل كلهم تكلموا عن القلب.
كانت تقف على يمينه ، وكان خدها الأيسر كصفحة جديدة ، لكن الحب لا يُكتب على الصفحات الحب شيء عظيم لا يُكب مطلقاً ، الحب شيء يأتي فقط . الحب حالة عشوائية تقع لوحدها أمامنا . لا شيء من هذا الكون يقع لوحده أمامنا كما يقع الحب . كل شيء نحاول صناعته وجلبه لكن الحب لا نصنعه ولا نجلبه بل ننتظره ، ويوم يأتي لا يكون بمقدور احد منعه ، ويوم يأتي تأتي معه حياته وكلامه الخاص به . الحب مثل الحالات الابداعية الكبرى لكل حالة كلامها الذي يأتيها من مكان مجهول . الحب حالة فردانية يعيشها المحب لوحده دون مشاركة أحد ، الحب ايقاع موسيقي خفي لا تسمعه الإذن مهما أرهفت سمعها ، الحب عطر لا تحمله الريح لكن له مساربه التي يمر من خلالها ، والحب صورة لا تراها العين التي في الوجه . لذلك شعر “مسعود” كما لو أن عيناً اخرى تفتحت فيه وصارت تنظر ، فدعك عينيه القديمتين ليتأكد إن كانتا ما زلا ينظران ، ثم اخذ دورة كاملة حول نفسه ليظهر له المكان الذي يقف فيه كما لو أن أحداً أشعل فيه إضاءة ملونة جديدة منذ لحظات.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :