بقلم :: طه كريوي
إن علامة النصر أو علامة الـ(V) هي رفع إصبعي السبابة والوسطى بينما بقية الأصابع مضمومة، وإشتهرت عندما استخدمها رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل بمعنى “النصر” (لأنها على شكل الحرف اللاتيني الـV (بالإنجليزية: Victory) أي النصر)، كان استخدامها وراحة اليد إلى الداخل ولاحقا إلى الخارج، وفي الولايات المتحدة شاع استخدامها بمعني “السلام” (وقد شاع استخدامها وراحة اليد إلى الداخل)، وقد اشتهرت خلال حركة السلام في ستينات القرن الماضي، وكما إرتبطت هذه العلامة في أذهاننا بحركة المقاومة الفلسطينية، وحركات التحرر طيلة العقود الماضية ، في غالب الأحيان حين أصادف أناس وأنا أحمل بين ذراعي الكاميرا، بالتأكيد سيطلب أحدهم إلتقاط صورة لهم، وهذا شيء مفرح في حد ذاته، إلا أن الملاحظ أن في الغالب ستجد أحد هؤلاء إن لم يكن معظمهم بعد إستعداده للصورة، يقوم برفع إحدى يديه للكاميرا مبرزاً أصابعه بـ”علامة النصر” ، الملفت للإنتباه أن علامة النصر صارت في بلدنا مرتبطة بالكاميرا، رغم أنها أيقونة رمزية للنصر، فهل يدرك كل من يقف أمام عدسات الكاميرا قدر هذه الرمزية؟، وهل لازالت إنتصارتنا تتوالى كل يوم حتى اعتاد الجميع رفع أيديهم والتلويح بعلامة النصر؟ .. هل ترانا انتصرنا بحق؟، وعلى من انتصرنا؟، أم أن رفع الأيادي والأصابع عالياً فقدت رمزيتها وتحولت إلى عادة مجردة؟، هل يعلم هؤلاء مصدرها، أو تاريخها؟ .. هل يعلم هؤلاء أن هذه العلامة في المملكة المتحدة، وفي عدة دول أخرى بالذات الإنجلوسكسونية، عندما تكون راحة اليد إلى الخلف، يكون معناها مهين .. فالجدير بالذكر أن هذه العلامة كانت قديماً رمزاً لـ”تيفون” و”أبوفيس”، نسبة للاثنين وهما من الآلهة اليونانية والرومانية، كما أن أول استخدام مسجل لها في (Macclesfield Psalter) كتاب إنجليزي قديم، ووفقا لأسطورة شعبية محبوبة، تدرجت العلامة من الرماة في الجيش الإنجليزي في “حرب المائة عام”، وتحديداً في معركة أجينكور في 25 أكتوبر 1415 حيت تقول القصة أن الجنود الفرنسيون كانو يريدون أن يقطعوا أصابع الرماة الإنجليز عند أسرهم بعد المعركة، وخرج الإنجليز من المعركة منتصرين وبدأوا يتباهون لأن اصابعم لا تزال سليمة ، يذكر المؤرخ جولييت باركر مقتبساً عن جان لو فيفر (الذين قاتل إلى جانب الإنجليز في أجينكورت) قوله أن هنري الخامس ذكر أن الفرنسيون يريدون أن يقطعوا أصابعهم بعد أسرهم في خطبته التي سبقت المعركة، وإذا كان هذا صحيحا فإنه يؤكد أن القصة كانت موجودة في ذلك الوقت، على الرغم من أنه لا يعني بالضرورة أن الفرنسيين ذكروا انهم سيفعلون ذلك، ولكن هنري استخدم ذلك في تشجيع الجيش، ولا يبدو أن هناك أي دليل على صحة هذه الأسطورة، مع العلم بأنه لم تذكر هذه الحركة في تاريخ الفرنسيين حتى القرن السادس عشر، ولكن البداية الفعلية لها كانت في القرن العشرين عندما تم تصوير عامل في إنجلترا في عام 1901 كان يستخدم هذه الحركة قاصداً بها أنه لا يريد أن يتم تصويره ، الآمر يحتاج أن يأخذ كلاً منا برهة مع نفسه، والتفكير بعمق في مدى حاجتنا اليوم لعلامة النصر هذه، وهل نحتاجها فعلاً حين نلتقط الصور.
21 يوليو 2017