نديماتي

نديماتي

روضة الفارسي

كلهن رحلن،

الكأس والشمعة واليمامة والشجرة ،

لم يبق هنا سوى قواريرهن الفارغة

ثيابهن المعلقة على المشاجب

و هذه السمكة المحتضرة التي تجالسني،

أقف على حافة الطاولة حيث كنا،

أرى صفرين يحومان في الفضاء

وأزواجاً من نوع سبعة تحط على شجرة ،

لو أن إحداها تعيرني منقارها لأفجر رحم جارتي النافورة الأرملة،

لو أن لي مسمارا ضخما أثقب به جدار السماء

أو مفتاحا كبيرا أفتح به رئتي الأرض لأهب ماء لهذه السمكة،

حسرتي علينا كم كنا سعداء وكم جمعتنا هذه الطاولة،

كل ما في الأمر أن رفيقاتي شاهدن حوارا بين ثعلبين في نشرة الأخبار،

أعرف في تلك الليلة أني من أمطت الختم عن التلفاز

ولكني شرحت لرفيقاتي أني غير مسؤولة

أن أطلقوا الرصاص على زهرتنا الخضراء،

لكنهن وارينني وراءهن وحيدة مقفرة،

أتوسل إليكن يا نديماتي أن تزرنني ولو مرة

فالأنهار جارية لقتل الثعالب ليحيي حتى ريش الحياة

في زهرتنا الخضراء،

أسمع طرقا على الباب أتراهن رفاقي حنننّ و عدن؟

لكنها جارتي النافورة الأرملة جاءت لتواسيني

أرتمي في أحضانها فتعلق في ثديها دبوس شعري ليثقب نهدها

يسيل ماءها حتى تجالسني بحيرة وتهب حياة للسمكة

الآن تصفر السمكة لرفيقاتي فتلوح كلهن بمناديلهن من زوارقها البيضاء

أطلق الرصاص على الشاشة وأهتف: ” أهلا بزارعي الحياة فيّ، أعلم أني قتلتكم مرة ولن أسمح بإعادة المشهد”

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :